الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

دبلوماسيون: خطاب الرئيس السيسي في حفل تنصيبه يحمل رسالة طمأنة واضحة للأفارقة.. جلال الرشيدي: حديثه حول "سد النهضة" يعبر عن حسن النوايا للتعامل مع الشعب الإثيوبي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
 شبانة: زيارة الرئيس لإثيوبيا هي الحل الأمثل لأزمة السد 
جمال بيومي: أقترح أن تتبنى مصر مشروع السد بمقاييس جديدة

اتفق عدد من الدبلوماسيين على أن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي حول استعادة العلاقات مع الدول الأفريقية وأن "سد النهضة" يكون سببا في الخلافة ستكون مقدمة لعلاقات إيجابية مع الأشقاء الأفارقة وأن كلمة السيسي تحمل رسالة طمأنة واضحة بأن مصر ستعود مرة أخرى إلى أحضان القارة السمراء وأنها ستعمد إلى استخدام أسلوب الترغيب وليس الترهيب في معالجة قضية "سد النهضة".


وعلق السفير جلال الرشيدي- سفير مصر الأسبق بالأمم المتحدة – على كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي حول أفريقيا والتي أكد خلالها على أنه لن يسمح لموضوع سد النهضة أن يكون سببًا لخلق أزمة أو مشكلة أو يكون عائقًا أمام تطوير العلاقات المصرية سواء مع أفريقيا أو مع إثيوبيا الشقيقة، قائلا إن هذا الكلام يؤكد أن العلاقات المصرية – الأفريقية ستشهد تقدما كبيرا خلال الفترة القادمة.
وأضاف الرشيدي – في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" – أن السيسي سيعيد العمل على محاور السياسة الخارجية للرئيس الراحل جمال عبد الناصر على الصعيد الأفريقي والإسلامي والعربي، متوقعا أن يعيد السيسي الاهتمام بالدول الأفريقية وأن يكون هناك تعاون مع الدول الأفريقية على المستويات المختلفة سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو طبية أو فنية وما إلى ذلك.
وأوضح الرشيدي أن السيسي بجانب تأكيده على أنه لن يسمح لسد النهضة أن يكون سببا للخلاف فقد صرح من قبل خلال حملته الانتخابية أن "سد النهضة" يعني التنمية لإثيوبيا ولكنه يعني الحياة بالنسبة لمصر.
وأكد الرشيدي على أن تصريحات السيسي تشير إلى بدء عهد جديد من العلاقات ليس فقط مع إثيوبيا ولكن أيضا مع جميع الدول الأفريقية التي كانت موضوعة في الجدار الخلفي من قبل المسئوليين المصريين من قبل.
وبرر الرشيدي كلمة الرئيس حول أفريقي بأنها محاولة منه لطمأنة الجانب الأثيوبي وتبديد مخاوف الأفارقة بصفة عامة من أن مصر لن تعلن الحرب على إثيوبيا ولن تقوم بإجراءات هجومية لضرب السد، وأنها رسالة حسن نوايا من الجانب المصري. 


ومن جانبه، أكد السفير جمال بيومي - مساعد وزير الخارجية السابق – على أن العلاقات بين مصر وإثيوبيا شهدت توترات لأسباب عديدة على مر التاريخ ومنذ عصر عمرو بن العاص ليس فقط على المستوي السياسي ولكن حتى بين الكنيستين المصرية والإثيوبية.
وأشار بيومي – في تصريحات خاصة "لـ"البوابة نيوز"" – أن إثيوبيا لا تستخدم سوي نسبة ضئيلة جدا من احتياجاتها المائية من نهر النيل لأنها تعتمد على مياه الأمطار في المقام الأول، موضحا أن مصر ليست ضد فكرة أن تحصل إثيوبيا على احتياجاتها من الكهرباء بحيث لا تؤثر على تدفق المياه إلى مصر.
وسلط بيومي الضوء على أن الأرض التي تريد إثيوبيا بناء السد فوقها غير مستقرة مما يهدد بانهيار السد وهو الأمر الذي يهدد بإغراق السودان والدلتا المصرية.
واقترح بيومي أن تعرض مصر على إثيوبيا توفير تمويل للسد مقابل أن يبني بمقاييس لا تؤثر على المصالح المصرية، لافتا إلى أن مصر قد نجحت في الآونة الأخيرة في إقناع عدد من الدول بوقف تمويل السد مما يضع إثيوبيا في وضع بالغ الحرج على الساحة الدولية.


بينما أبرز الدكتور أيمن شبانة - أستاذ العلوم السياسية بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية – أن تصريح الرئيس السيسي حول "سد النهضة" يعبر عن رغبته في أن تصل مصر وإثيوبيا والسودان إلى حل أمثل لهذه القضية بحيث يخدم مصالح الدول الثلاث، مشيرا إلى تصريح السيسي أثناء حملته الانتخابية بأنه على استعداد للذهاب إلى إثيوبيا بنفسه لحل الأزمة، لافتا إلى أن هذه الزيارة لابد أن تكون مصحوبة بمبادرة عملية تجبر الجانب الأثيوبي النظر بعين الاعتبار للمصالح المصرية.
وشدد شبانة – في تصريحات خاصة "لـ"البوابة نيوز"" – على أن الموقف القانوني والأخلاقي للجانب الأثيوبي غير سليم، مبرزا أنه استغل انشغال مصر بشئونها الداخلية في الفترة الأخيرة لفرض أمر واقع إلا أن مصر الآن قد أصبح فيها رئيس منتخب يحظي بقبول دولي وبالتالي فالموقف قد أصبح مختلفا.
وأضاف شبانه إلى أن قضية "سد النهضة" لابد أن تتصدر أولويات الرئيس السيسي لأنه بدون التوصل لتسوية في هذا الموضوع لن نتمكن من تحقيق أهداف تنموية أو عمرانية لأن هذه المشروعات ترتبط بنهر النيل، كما أن هذه القضية تعتبر قضية مصيرية ولا تحتمل التأجيل أو التسويف أو الحلول الوسط.
ودعا شبانة إلى ضرورة التوصل لتسوية لتحقيق مصالح مصر والسودان وإثيوبيا ولاسيما أن الجانب الأثيوبي قد أصبح يشعر الآن أن الوضع لم يعد في صالحه وخاصة بعد تدويل القضية وبعد تسرب تقرير اللجنة الثلاثية حول السد والذي جعل العالم يدرك أن السد سيكون كارثيا.
واقترح شبانه أن تقوم بمصر بمبادرة بعنوان "الطاقة مقابل المياه" لمساعدة إثيوبيا على إنتاج الطاقة مقابل الحفاظ على مصالحنا المائية وزيادتها نظرا للزيارة السكانية الحالية والمتوقعة.