يعاني أهالي منطقة الشيخ موسى بقرية الكرنك شمال الأقصر، من إغلاق المركز الطبي الوحيد بالمنطقة، منذ ما يقرب من 5 أشهر لترميمه، وأصبحوا يعانون الأمرين في التداوي والعلاج.
ويحتوي المركز الطبي بالشيخ موسى على عدة أقسام منها قسم الطب البشرى، الأطفال، تنظيم أسرة، تطعيم ضد الأمراض، الأسنان، كما كان يقدم عدة خدمات منها استخراج شهادات الميلاد وشهادات الوفاة وشهادات الزواج والتطعيمات وعلاج حالات الطوارئ وكان يتواجد به جميع الأطباء وعلى رأسهم 3 أطباء للأسنان و3 أطباء عموم بخلاف الموظفين الإداريين وكان مجهزا بأحدث لأجهزة.
كما يخدم المركز الطبي بالشيخ موسى أهالي قرى الكرنك والزينية والصعايدة والعشي ومنشأة العماري، حيث أنها تعتبر الوحدة الصحية رقم 1 على مستوى تلك القرى وكانت تحظى بزيارات المسئولين المتعاقبة منذ افتتاحها منذ أكثر من 15 سنة كما زارتها سوزان مبارك زوجة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
" البوابة نيوز " انتقلت إلى مركز صحة الأسرة بالشيخ موسى بالكرنك، للتعرف على أصل المشكلة والبداية كانت مع الدكتور نجم الدين محمود (صيدلي) الذي حكى لنا تفاصيل إغلاق هذا المبنى مشيرا إلى أن الإدارة الهندسية بالأقصر أصدرت في شهر ديسمبر 2012 بمشاركة إدارة الإسكان قرارا بإخلاء مركز صحة الأسرة بالشيخ موسى، للقيام بأعمال الترميم به وتدخلنا أكثر من مرة لتأخير القرار وتم تأخيره بواسطة أحد المسئولين بناء على زيارة مستشار محافظ الأقصر وقتها والذي أكد أن المبني سليم ولكن القرار يرجع لإدارة الإسكان.
وأضاف نجم، أنه بالبحث في هذا الموضوع اتضح أن إدارة الإسكان كانت قد قامت منذ 5 سنوات بترميم هذا المبنى بواسطة أحد المقاولين وقاموا بترميمه بشكل خاطئ، ومنذ 5 أشهر، أتت إدارة الإسكان بنفس المقاول لترميم هذا المبنى مرة أخرى وقامت بإخطار الإدارة الصحية بأن المبنى آيل للسقوط حتى يتسنى لها تحقيق أهدافها وترميم المبنى مرة أخرى، وبالفعل طالبت الإدارة الصحية بضرورة إخلاء المبنى مجددا وذلك دون توفير المكان البديل من قبل مديرية الشئون الصحية، وجاء المهندس الاستشاري بالفعل وقام بعمل " الجسات "، وقام الموظفون بإخلاء المبنى ونقل كل ما يحتويه المركز من أجهزة على عربات تابعة لمجلس المدينة وتم تكديسها بإحدى الشقق دون حتى أن يتواجد مشرف على عملية النقل نظرا لحساسية تلك الأجهزة الطبية.
وأضاف: "منذ ذلك التوقيت لم تنته أعمال الترميم حيث لم تحضر الإدارة الهندسية ولا إدارة الإسكان ولا المهندس الاستشاري والمقاول نفسه مرة أخرى للبدء في عملية الترميم ومعنى ذلك أن المبنى سيظل لسنوات مغلق ولا يتم العمل فيه وسيبقى مريض الكرنك حائرًا في التداوي أو استخراج شهادة الميلاد أو الوفاة."
واختتم نجم حديثه بأن الكل بما فيهم الإدارة الهندسية والإسكان والمقاول " يسترزقون " من عمليات الترميم المتكررة والإحلال والتجديد بهدف كسب العيش وليس بهدف الترميم.
فيما قال عبد الناصر محمد، أحد أهالي المنطقة: "أتيت أنا وزوجتي لتطعيم طفلنا ووجدنا المركز مغلق ولم نعلم أين يتواجد المقر الآخر الذي تم الانتقال إليه فلمصلحة من يتم إخلاء المركز الطبي بالشيخ موسى من الأجهزة والعمال والأطباء؟ خصوصا وهو الذي كان يخدم أهالي القرية والقرى المجاورة وإجبارهم على البقاء في مكان غير معلوم لدى جميع الأهالي والمرضى ومكان لا يصلح أن يكون تابع إلى وزارة الصحة ".
وناشد عبد الناصر المسئولين البدء الفوري في ترميم المبنى والذي لا يستغرق أكثر من أسبوعين، وإعادة الأجهزة والأدوية للمكان بعد ترميمه في أقرب فرصة حتى يتسنى للأطباء تقديم أفضل خدمات ممكنة للمرضى.
من جانبه، أكد مصدر مسئول بإدارة الشئون الصحية بالأقصر، أنه تم بالفعل إصدار قرار من الإدارة الهندسية بعد رؤيتها للمبنى بإخلاء مبنى المركز الطبي بالشيخ موسى بالكرنك وذلك لوجود خطر على حياة المواطنين بسبب وجود شروخ وتصدعات بالحوائط وهبوط أرضي بالأساسات وتم الإخلاء للحفاظ على سلامة العاملين والأطباء وأهالي النجع المترددين على المركز.
وأشار المصدر لـ"البوابة نيوز" إلى أنه تم توفير مكان بديل بعد أن تبرع أحد أبناء الشيخ موسى بالكرنك ويدعى محمد مصطفى أحمد سيد، بالمكان البديل من أول شهر مارس الماضي، ويتم العمل به لحين الانتهاء من عملية الترميم بالمبنى القديم.
ومابين تصريحات المسئولين وإغلاق المبنى في وجه المرضى تاهت حقوق مرضى قرية الكرنك والقرى المجاورة، وتملكهم اليأس، وقد هدد أهالي الكرنك بالتجمع والتظاهر لإعادة فتح مركز طبي الشيخ موسى مرة أخرى من خلال إحضار المعدات والأجهزة الطبية من مقرها الجديد وفتح الوحدة رغما عن أنف الجميع ووضع المسئولين أمام الأمر الواقع.
لذلك يناشد الأهالي كل الشئون المختصة وعلى رأسها وزير الصحة ومحافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين ومدير مديرية الشئون الصحية بالمحافظة بضرورة سرعة الانتهاء من عملية ترميم المبنى بأقصى سرعة وإعادة فتح المركز الطبي لأنه كان يقدم الرعاية والخدمات الطبية المطلوبة للأهالي ويساعدهم على استخراج شهادات ميلاد ووفاة وغيرها من الخدمات الحيوية لأهالي النجع.
