الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

إلى أدباء العالم.. نداء من جمعية نادي القلم المصري

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

توجهت جمعية نادي القلم المصري برئاسة الروائية والناقدة هالة البدري  بهذا النداء:-

"إلى أدباء العالم، أن ارفعوا أصواتكم معنا في مواجهة  حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة الفلسطيني المحتل. 
  أنتم حراس الضمير، في قول تشموس  هيني، الشاعر الذي وضع أمله في قدرتكم على إنقاذ البشرية العمياء. ارفعوا أصواتكم بكل ما تستطيعون ضد قتل المدنيين من أي جنس كانوا. 
  استنكروا معنا جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل يوميًّا في قصف وحشي بدون تمييز والحصار الشامل وقطع الخدمات عن مليوني مدني فلسطيني بغرض طرد من يتبقى حيًّا منهم وتصفية قضيتهم، علمًا بأن الكثير من سكان غزة هم في الأصل ضحايا تطهير عرقي، طردتهم إسرائيل من مدنهم الأصلية داخل إسرائيل عبر مجازر موثقة. 
  
إن الدعم الرسمي والإعلامي غير المحدود من الولايات المتحدة وأوروبا  لجرائم الحرب الإسرائيلية الدائرة اليوم يتناقض مع جوهر الضمير الإنساني، وكل من يساهم في هذا الدعم يزيد من غطرسة الحكومة  اليمينية في إسرائيل ويجعل من نفسه شريكًا في هذه الأعمال. 
   وقد هالنا الإصرار الرسمي والإعلامي الغربي على تجاهل القصة الأصلية للاحتلال وحق الشعوب في تحرير أرضها، بالإضافة إلى تجاهل إلزام إسرائيل بمسئوليتها القانونية كدولة احتلال عن الشعب الذي تحتل أرضه. 

لطالما تجاهل الغرب دورات الموت المتكررة التي تفرضها إسرائيل على الفلسطينيين كل بضعة أشهر، وتجاهل الإذلال على معابر التفتيش كلما أراد الفلسطيني أن يتحرك من بلدة إلى أخرى على أرضه، وتجاهل الحصار الشامل الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ ٢٠٠١ . 
   هذه المرة يتذرع الاحتلال بهجوم حماس على إسرائيل يوم ٧ أكتوبر الماضي. لكن إسرائيل لا تحتاج إلى سبب لكي تمارس وحشيتها ضد المدنيين في غزة. هي تعاقب هؤلاء السكان على تمسكهم بأرضهم، وتسعى لتصفية  قضيتهم وتتنصل من حل الدولتين الذي كان يجب أن يتحقق خلال خمس سنوات من توقيع معاهدة أوسلو عام ١٩٩٣. منذ ذلك التاريخ تماطل إسرائيل في الحل وتفرض سياسة الأمر الواقع ببناء المستوطنات في الضفة الغربية وغزة لتنهي أمل الفلسطينيين في إقامة دولتهم. واليوم تفرض سياسة الأرض المحروقة والتطهير العرقي بزعم مطاردة بضعة مئات من مقاتلي حماس. 
   وتقوم بيانات السياسيين الغربيين والتغطيات الإعلامية الغربية بمنح غطاء أخلاقي زائف لجرائم الحرب الإسرائيلية بدعوى « حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها» فهل يشمل حق الدفاع عن النفس احتلال أراضي الغير أو توجيه آلة الدمار الإسرائيلية الضخمة ضد أكثر من مليوني مدني؟! 
يا حراس الضمير، ارفعوا أصواتكم ضد حرب الإبادة والتهجير القسري لسكان غزة، ضد التضليل الذي يخفي حقيقة الاحتلال الإسرائيلي ويبرر جرائم الحرب التي ترتكبها الدولة المحتلة على شاشات العالم. 
ارفعوا أصواتكم لإنهاء حلقة جهنمية من القتل وتهديد السلام العالمي مستمرة منذ عقود، ولن تنتهي إلا بإقرار حق الشعب الفلسطيني في العيش الآمن داخل دولة مستقلة ذات سيادة ككل شعوب الأرض، وإلزام إسرائيل بالقوانين والاتفاقيات الدولية التي تقرر هذا الحق من أجل عيش آمن للإسرائيليين والفلسطينيين وسائر الشعوب.