الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

مصريات

اللواء مهندس عاطف مفتاح المشرف على مشروع المتحف الكبير: انتهينا من أعمال الهيكل الإنشائي بنسبة 100%.. وبدأنا التشغيل التجريبي للخدمات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا مستحيل أمامنا.. عملية نقل مركب خوفو الأولى فكرة مجنونة تمت بنجاح وتابعها الرئيس السيسى لحظة بلحظة


ربط 3 متاحف بعربة مترو تقف فى ثلاث محطات فقط وتوفر تجربة جديدة فى سهولة التحرك وزيارة المتحف القومى للحضارة المصرية والمتحف المصرى فى التحرير والمتحف المصرى الكبير فى ميدان الرماية

 

صاحب بصمة واضحة فى المتحف المصرى الكبير.. إنه اللواء مهندس عاطف مفتاح، المشرف على مشروع المتحف، ويقول: إن عملية نقل مركب خوفو الأولى تراودنى منذ مطلع الألفية الجديدة، لكن كنت اعتبرها فكرة مجنونة، بل إن الخبراء الأجانب اعتبروها مستحيلة، لكننا فى المؤسسة العسكرية تعلمنا أنه لا مستحيل.
وأضاف «مفتاح»، فى حواره لـ«البوابة»، أن التكلفة السنوية لتشغيل المشروع تصل إلى 1.5 مليار جنيه، سيتم توفيرها من عائد بيع الخدمات التى فاز بها تحالف حسن علام، والدولة لن تتكلف شيئًا. 


■ هل نستطيع التعرف على موعد افتتاح المتحف؟
كان هناك توجيهات رئاسية بضرورة الانتهاء من أعمال المتحف نهاية يونيو 2022، بالتزامن مع بدء التشغيل التجريبى للمساحات التجارية والاستثمارية للتحالف الاستثمارى الذى فاز بحق الاستغلال للمناطق التجارية بالمتحف، بينما الافتتاح الكلى للمتحف فهو قرار الدولة ورئيس الجمهورية يريد أن يخرج المتحف للعالم فى أبهى وأكمل صورة. 
■ كيف كانت بداية التشغيل التجريبي؟
العمل فى المتحف سار على قدم وساق حتى انتهينا من كافة الأعمال المرتبطة بتشغيل الشبكات والتشغيل التجريبى للخدمات، وانتهينا من تركيب 99% من قطع آثار الملك توت عنخ أمون، كما انتهينا من تركيب حوالى 100 فاترينة ونقل أكثر من 50 ألف قطعة أثرية من المقرر عرضها ضمن سيناريو العرض المتحفى.
■ كيف كان الوضع فى عام 2016 وكيف صار الآن؟ 
مشروع المتحف المصرى الكبير بدأت شرارة العمل فيه منذ عام 2002، على مساحة 500 ألف متر مربع وهو ما يوازى 117 فدان، وصل إجمالى الإنجاز فيه حتى عام 2016 إلى 17%، ثم تم التوجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسى بتكليف الهيئة الهندسية بتولى المشروع، وتوليت المسؤولية فى عام 2016، ومنذ ذلك التاريخ ومع تسارع عجلة العمل، ورغم اعتراض طريقها بأزمة كورونا، إلا أنه وحتى نهاية عام 2022، بلغت نسبة إنجاز الأعمال بالموقع 99%، وصارت الآن 99.5%
■ ماذا عن نسبة الانتهاء من الأعمال الهيكلية؟
تم الانتهاء من أعمال الهيكل الإنشائى بنسبة 100% ومن التشطيبات الداخلية بنسبة 99%، وكذلك من الأنظمة الإلكتروميكانيكية وأنظمة الاتصالات والتأمين ICT، كما تم الانتهاء من الساحات الخارجية والزراعات، وتم الانتهاء من أعمال الهيكل الخرسانى والمعدنى لمتحف مراكب خوفو بنسبة 100% وجارى تنفيذ التشطيبات اللازمة للمبنى، كما وضعنا حلولًا معمارية لزيادة طاقة انتظار العربات لتصل لأكثر من 2000 مكان انتظار بزيادة عما كان متاحًا 1300 عربة.
■ هل بدأ المتحف التحول إلى الأخضر؟ 
بالفعل بدأنا فى التحول إلى الطاقة النظيفة، حيث تعاقدنا مع مركز تحديث الصناعة، وهيئة الكهرباء والطاقة المتجددة بوزارة الكهرباء لتنفيذ محطة طاقة شمسية، والتى ستكون ضمن مبانى المتحف، وهو ما يحقق أهداف استراتيجية التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، للحفاظ على التوازن البيئى، وتشجيع التحول نحو الاقتصاد الأخضر، ونشر الممارسات الصديقة للبيئة، واستخدام مصادر الطاقة المُتجددة، التى تحقق التنمية المستدامة، خاصة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية. 


■ ما مصروفات المتحف السنوية؟ 
المتحف المصرى الكبير هو المشروع الأثرى الأكبر فى العالم، ومصروفات صيانة وتشغيل المتحف ستصل لنحو 1.5 مليار جنيه سنويًا ويتم توفيرها من عائد بيع الخدمات، حتى لا تتحمل الدولة أى أعباء من هذه المبالغ المالية وفقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى.
■ نقل مركب خوفو من جانب الهرم للمتحف كان تحديًا كبيرًا.. كيف بدأ الأمر؟ 
عملية نقل مركب خوفو الأولى كنت أصفها دومًا بالفكرة المجنونة، وهى تراودنى منذ الألفينات عندما شاهدت مبنى متحف مركب خوفو أمام الهرم الأكبر، وكل الأفكار المعروضة بخصوص نقل هذا الأثر الضخم قبل ذلك كانت منصبة على الأثر نفسه، وتفكيكه وإعادة تركيبه مرة أخرى وهو ما وصفها الجميع بالمستحيل، كما صدرت عدة تقارير من خبراء عالميين باستحالة نقل الأثر قطعة واحدة.
■ ما التحديات التى واجهتكم؟
بحكم انتمائى للمؤسسة العسكرية فنحن لا نقبل الفشل وخصيصًا فى المهام الصعبة أو المستحيلة، وتم دراسة الفكرة بدقة شديدة فى فترة اقتربت من 8 أشهر قبل عرضها على الرئيس، ثم بعد العرض بدأنا مراحل التأهيل والتجهيز، والتى تضمنت إنشاء كبارى وأنفاق لدخول عربة حمل المركب وخروجها. 
وبعد أن استمع الرئيس بدقة إلى الفكرة، وجه مباشرةً الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، والدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار السابق، بالعمل على دراسة الفكرة وتنفيذيها، ثم علق الرئيس «ما يهمنى هو سلامة الأثر».
■ كيف كانت البداية؟
عرضت الأمر على الرئيس عبدالفتاح السيسى، والذى أبدى موافقته على فكرة مشروع النقل، ووجه الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء والدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار السابق، بتذليل كل العقبات، وبذل كل الجهود لتحقيق الفكرة وتنفيذها على أرض الواقع.
■ ما حجم المخاطرة؟
المخاطرة هنا أن المركب تم دراسة نقله عدة مرات من عدة جهات هى الأكبر فى العالم بمجال نقل الآثار، ووصفوا مشروع النقل بأنه مخاطرة عالية، مع التوصية ببقاء الأثر فى مكانه حفاظًا عليه، منها معهد بول جيتى الأمريكى وشركة أخرى يابانية عالمية، إضافة لدراسات المجلس الأعلى للآثار السابقة، ولكن فكرتنا كانت مختلفة».
■ ما الفكرة؟
الفكرة أننا عملنا على نقل المركب بالقاعدة الحاملة له، بمعنى أننا لم نقترب من الأثر ولم نمسه، بل تعاملنا مع تلك القاعدة الحاملة، وصنعنا كوبرى حديدى، ونفق، بحيث تم سحب القاعدة التى تحمل المركب، وبذلك لم يُمس الأثر، بل إن حقيقة الأمر أنه لم يتحرك بل القاعدة هى التى تحركت، والفكرة مبتكرة ومن تنفيذ المتحف المصرى الكبير». «وللتوضيح بشكل أكثر تفصيلًا، فقد تم زراعة كامرات حديد أسفل القاعدة، وتم وضع قضيبين معدنيين يشبهان قضبان القطار، ثم تصنيع الهيكل المعدنى الحامل والواقى للمركب، ثم بعد الانتهاء تم إنشاء 6 كبارى معدنية بطول 70 متر، تتحمل أوزان تصل حتى 600 طن للمتر المسطح، وتشكل مع الهيكل الحديدى نفقًا، دخلت من خلاله العربة لتحمل القاعدة الحاملة للمركب، ثم خرجت وهى تحملها، مع نسبة تأمين 100%، ونسبة خطأ 0%.


■ ماذا عن وضع مركب خوفو بعد نقله إلى المتحف؟ 
حاليًا تم الانتهاء من أهم وأصعب تحديات متحف مركب الملك خوفو المعروفة بمركب الشمس، وهو التحدى رقم 17 حيث نجحنا فى رفع ما يقرب من 750 طن حديد سقف المبنى وهو ما يمثل عمارة ارتفاعها 16 دور، وهى عملية كانت أكثر تعقيدًا وصعوبة من رفع سقف تمثال الملك رمسيس الثانى فى البهو العظيم. يبقى أمامنا التحدى رقم 18 وهو فك الهوستج المعدنى الذى تم نقل المركب فيه من متحفها فى منطقة الأهرامات لمتحفها الدائم فى المتحف الكبير، بعد أن بدأنا فى عمل التشطيبات الداخلية والخارجية لمتحفها الخاص كذلك تم الانتهاء من المسلة المعلقة الأولى فى العالم بهذا الشكل.
■ من المشاركين معكم من وزارة السياحة والآثار؟
الفريق الذى عاون من وزارة السياحة والآثار، معاونة حقيقية ملموسة على أرض الواقع، هو فريق الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير، حيث عملنا لمدة كبيرة على تنفيذ الفكرة، وإخراجها للنور.
■ العربة التى حملت المركب من أين؟
حينما عرضت الأمر على الرئيس، وطلبت هذه العربة الخاصة وهى بلجيكية الصنع، أمر بتوفيرها فورًا، والعربة بلجيكية، وسائقها بلجيكى، وعاونه فريق مصرى كامل، وهو فريق المتحف المصرى الكبير.
■ ما حجم المركب المنقول ووزنها؟
حتى يمكننا تشبيه الأمر، فقد نقلنا عمارة 13 طابقًا بعرض 3 طوابق على جانبها، بوزن 300 طن، تم تحريكها هذه المسافة، بفترة عمل فعلية 72 ساعة، تخللتها فترات راحة، للحفاظ على تركيز الفريق، وتم ذلك بعد اختبارات بالغة التعقيد منها إدخال عربة محملة بلوكات لاختبار الكبارى المعدنية، وتم بناء كوبرى معدنى داخل ما يشبه النفق لإخراج المركب بأمان، حيث بلغ وزن العربة بالحمولة 300 طن، وقد اكتشفنا عدد من السلبيات ومنها أن المركب فى مكانه القديم كان معرض للانزلاق، حيث أن المصطبة كانت مهترئة والمسامير تقارب على الفك.
■ كم استغرقت الرحلة وما مراحلها؟
الرحلة الإجمالية 27 شهرًا من العمل الدؤوب المتواصل، فى تدعيم المصطبة وعمل الكبارى المعدنية وتجهيز العربة وعمل التجارب والاختبارات، حتى وصلنا إلى مرحلة النقل، والتى انقسمت لـ3 مراحل كبرى، الأولى، إخراج المركب من مكانها القديم، رحيل العربة من الهضبة إلى المتحف، ثم إدخالها لمكانها الجديد، وكل مرحلة تمت فى يوم، مرحلة الإخراج استغرقت 6 ساعات يوم الخميس 5 أغسطس، ثم مرحلة التحريك للمتحف الكبير استغرقت 9 ساعات يوم الجمعة 6 أغسطس، ثم مرحلة الرفع والوضع فى مكانها الجديد واستغرقت 3 ساعات، يوم السبت 7 أغسطس.
■ هل هناك مراحل متبقية؟
كانت تواجهنا عدد من التحديات الرئيسية، بلغ عددها 18 تحديًا، أتممنا منها 16 ويتبقى تحدين كبيرين، الأول بناء المتحف حول المركب ووزنه 700 طن حديد، الثانى فك الحاوية من حول المركب، وهما التحدين الأخيرين.


■ حدثنا عن فكرة المسلة المُعلّقة؟ 
جاءت الفكرة أثناء معاينتى للمسلة بعد ما وصلت فى عام 2018، من الشرقية «صان الحجر» عاصمة الرعامسة، إلى المتحف، ورأيت الخرطوش الملكى الرائع فى باطن بدن المسلة، والتى لو تم تنصيبها بالطريقة المعتادة كمسلة التحرير مثلًا فلن يراها أحد، فطلبت أن يتم دراسة إمكانية تعليق المسلة بحيث أن هذه النقوش تكون ظاهرة للعيان بعدما ظلت مخفية ما يقرب من 3500 سنة.
بدأت فى وضع الفكرة حيز التنفيذ وتم تصميم قاعدة هندسية فريدة مؤمّنة ضد الاهتزازات الأرضية لضمان سلامة وحماية المسلة، وصارت المسلة فوق قاعدة مفرغة بحيث يستطيع الزائر أن يمر من أسفلها ويرى خراطيش الملك الموجودة فى باطن القاعدة.
■ ما الحجم الحقيقى للمسلة؟
وزن المسلة 110 أطنان تقريبًا، وارتفاعها 16 متر تم تنصيبها فى منتصف ميدان المتحف كى تستقبل الزوار، والقاعدة التى تحمل المسلة محفور عليها خريطة مصر وداخل الخريطة مكتوب اسم مصر بكل لغات العالم ترحيبًا بالزائرين، وقد تم ترميم المسلة وتنظيفها كيميائيًا وميكانيكيًا وتم معالجة الشروخ والقشور السطحية لتقويتها وتم تثبيتها على القاعدة.
■ حدثنا عن المنطقة المحيطة بالمتحف الكبير؟ 
- بالتنسيق مع محافظة الجيزة، تمت أعمال تطوير طريق التجنيد، وهو الطريق المجاور للمتحف المصرى الكبير بطول 2.5 كم وشملت أعمال التطوير رصف طبقات الطريق ودعمه بأعمدة الإنارة وبالوعات صرف الأمطار وأرصفة للمشاة ومساحات خضراء لإضفاء اللمسة الجمالية. وكذلك تطوير طريق المنصورية بدءً من منطقة كفر غطاطى وبطول 4 كم وهو من الطرق المؤدية للمنطقة الأثرية بالأهرامات والتى تحظى باهتمام كبير من قبل الافواج السياحية.
كما تم تطوير وتوسعة الطريق الدائرى حول القاهرة الكبرى، تطوير طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى، وتطوير ورفع كفاءة طريق القاهرة - الفيوم الصحراوى من ميدان الرماية حتى الطريق الدائرى الأوسطى، بطول 16 كم.
كما أن هناك مقترحًا تم عرضه وحاز على القبول وهو عبارة عن «عربة المتاحف» بعد الانتهاء من خط المترو حيث سيكون هناك محطة للمتحف الكبير، سيتم ربط المتاحف الثلاثة وهى المتحف القومى للحضارة المصرية، والمتحف المصرى فى التحرير، والمتحف المصرى الكبير فى ميدان الرماية، بعربة مترو تسمى عربة المتاحف لتقف فى ثلاث نقط فقط وهم المتاحف المذكورة لتوفر للزائر تجربة جديدة من حيث سهولة التحرك والربط بين المتاحف الكبرى بالقاهرة والجيزة.
بدأنا فى التحول إلى الطاقة النظيفة وتعاقدنا على تنفيذ محطة طاقة شمسية ضمن مبانى المتحف لتحقيق أهداف استراتيجية التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.