الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

بداية الحكاية.. المسحراتى من تطوع إلى مهنة في الدولة الفاطمية

المسحراتي
المسحراتي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«طبلة صغيرة وعصا.. يدق عليها بصوت جهور.. يا سيد السادات لك بالكرم عادات.. وأنا ابن نقطة تعيش أنت.. أبويا مات».. مئات السنوات مضت على تلك الجملة التي كانت بداية المسحراتي في بغداد، وأصبحت مهنة لكسب لقمة العيش.

 بأبيات الشعر كان المسحراتي يستعطف الخليفة العباسي ليمن عليه بالأموال والعطايا، وأصبح «ابن نقطة» الأقرب لقلب الخليفة العباسي، وهو ما عُرف بفن «القوما»، وتعود تسمية هذا الفن لـ«قوما» لأنه كان يبدأ بجملة قوما نتسحر قوما، ويُختم بذات الجملة، ورغم أنه تعددت الآراء في ذلك الأمر، حيث قال بعض المؤرخين أن فن «القوما» كان بين العرب قبل أن يستخدمه «ابن نقطة» في بغداد وهو ينادي يُقظ الصائمين، مثلما ذكر شهاب الدين الأبشيهي في كتاب « المستطرف في كل فن مستطرف» في الفصل السابع، وذكر أيضاً عندما مات «ابن نقطة» كان لديه ابن في غاية الذكاء، فشعر بالخوف أن الخليفة العباسي سيقف العطايا بعد وفاة والده، فقام بجمع أصدقاء والده من المسحراتية ووقف تحت شرفة الخليفة الناصر في بغداد، ونادى كله شجن «يا سيد السادات.. لك بالكرم عادات وأنا بني ابن نقطة... تعيش أبويا مات». 
لما سمع الخليفة كلماته أعجب باختصاره وصوته، وعلم أن «ابن نقطة» قد مات، فمنح ابنه ضعف ما كان يمنحه لأبيه.
وفي روايات أخرى، قالت إن أول مسحراتي في الإسلام كان بلال بن رباح، ومعه ابن أم يمامة، بتكليف من النبي- صلى الله عليه وسلم- لإيقاظ المسلمين للسحور، كما ذُكر في كتاب رياض المعرفة، مهنة المسحراتي، أما شكل الإنشاد المسحراتي في كان في بغداد.
ولأن مصر دائما تختلف، اتخذ شكل المسحراتي اختلافا كبيراً، فكانت البداية على يد الخليفة العباسي إسحاق بن عقبة، عام 853 ميلادياً، والذي كان أول مسحراتي في مصر، وحرص على أن يبدأ من مدينة الفسطاط ويسير في شوارع القاهرة ينادي بأبيات شعر لإيقاظ أهل مصر للسحور بأبيات شعرك يا نايم وحّد الدايم يا غافي وحّـد الله
يا نايم وحّد مولاك للي خلقك ما بنساك
قوموا إلى سحوركم جاء رمضان يزوركم.
وأصبح المسحراتي مهنة في عهد الدولة الفاطمية في مصر، وكان يقوم بها الجنود، ويتم منحهم العطايا والهدايا من قبل الأهالي بعد انتهاء شهر رمضان، فيتوجهوا إلى منازل أهل مصر ليتلقوا مقابل عملهم.