السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

كيف تسبب "حبل غسيل" في كشف مخبأ أسامة بن لادن؟

أسامة بن لادن
أسامة بن لادن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"كل الحوادثِ مبدأها من النظر.. ومعظم النار من مستصغر الشرر"، وما كان من عملاء المخابرات الأمريكية في باكستان، إلا أن يدققوا النظر في "حبل غسيل" لمنزل ظنوا في البداية أنه لرجل مهم، إلا أن رحلة الظنون انتهت سريعا وتحولت إلى يقين بوجود أسامة بن بن لادن، بعدما استعادت ذاكرة عملاء الـ"CIA" أسلوب معيشته في كهوف أفغانستان، وكان الواصل بين الاثنين هو "حبل غسيل".

أسامة بن لادن

هجمات 11 سبتمبر 2001

ونفذ تنظيم القاعدة الذي كان يقود أسامة بن لادن، أخطر هجوم داخل الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001 حينما استهدفت طائرات ركاب مدنية برجي التجارة العالمي، ولقي أكثر من 3 آلاف شخص مصرعهم، وهو ما استغلته إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن، في شن الحرب على أفغانستان والعراق بحجة مكافحة الإرهاب، وقد لقي بن دلان مصرعه في غارة أمريكية في باكستان، جرت في الثاني من مايو من عام 2011 إبان عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.

كتاب “صعود وسقوط أسامة بن لادن”

القصة الكاملة لنفوذ المخابرات الأمريكية إلى حصن بن لادن، سردها الكاتب الأمريكي بيتر بيرجين، في كتابه المعنون بـ" صعود وسقوط أسامة بن لادن" والمكون من 416 صفحة ويطرح بعد غد الثلاثاء، للبيع في الولايات المتحدة وخارجها، وقد نشرت صحيفة "نيويورك بوست" ملخصا له.

الكاتب الأمريكي بيتر بيرجين وغلاف الكتاب

منزل بن لادن في باكستان

ويقول "بيرجين": "عهد بن لادن لحارسه الشخصي "إبراهيم عبد الحميد" ببناء منزل آمن له ولعائلته المكونة من زوجاته الثلاث و8 من أبنائه، إضافة إلى 4 أحفاد، في مدينة "أبوت أباد"، وانتهى "عبد الحميد" من مهمته في 2005 وكان كل ما يشغل الحارس الشخصي لأخطر إرهابي في العالم، هو تحصين المنزل بأسوار عالية بلغ طولها 5.5 أمتار، وتعلوها الأسلاك الشائكة".

منزل بن لادن في باكستان

المخابرات الباكستانية تكتشف منزل بن لادن

وأضاف "كانت المخابرات الباكستانية هي أول من انتبهت للمنزل، حينما رصدت وجود حارس بن لادن في المدينة عام 2010 يقود سيارته، فتتبعوه وتعرفوا إلى البيت الذي يقيم فيه وبدأت تراقبه، ويكشف مؤلف الكتاب أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "CIA"، وصلت إليها المعلومات التي أصبحت بحوزة إسلام أباد، وبدأت المخابرات الأمريكية، في تتبع المنزل ومراقبته".

ملاحظات المخابرات الأمريكية على منزل بن لادن

وسرد المؤلف ملاحظات عملاء الـ"CIA" على المنزل والتي كان أبرزها هو عدم وجود أي خط هاتفي، ولا حتى اشتراك بالإنترنت لمجمع سكني ضخم، يبدو أن مالكه من الأثرياء ويقيم فيه عدد كبير من الأشخاص، بالإضافة إلى عدد قليل من النوافذ إلى جانب أن الشرفة العلوية محاطة بجدران عالية من كل جانب، وهي التي اتضح فيما بعد أنها كانت لبن لادن وحده، وكانت هناك ملحوظة هامة أيضا وهي أن سكان البيت لا يلقون نفاياتهم في القمامة كما يفعل بقية الجيران، بل اعتادوا على حرقها.

حبل غسيل يقود إلى بن لادن

كل هذه التفاصيل والمعلومات الدقيقة كانت تحتاج إلى دليل يقطع الشك كنصل باتر، فكانت ثياب بن لادن على "حبل الغسيل" هي الدليل القاطع على وجوده داخل المنزل الكبير، حيث تأكد عملاء المخابرات الأمريكية أن نوعية الملابس وعددها بالنسبة للنساء والرجال والأطفال، يعود إلى نفس أسلوب حياة بن لادن في أفغانستان، خصوصا أن بعض عملاء الـ"CIA" كان يرون من شقة استأجروها مقابل البيت رجلا بطوله يظهر عبر مناظير الرؤية وهو يتمشى في فنائه ليلا معظم الأحيان، ولم يروه يخرج منه ولو مرة على الأقل، فشنوا الغارة عليه طوال 40 دقيقة وقتلوه.

وكشف المؤلف أنه كانت تظهر على حبال الغسيل ملابس لنساء ورجال بالغين، إضافة إلى 9 أطفال.