الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

انتفاضة لمواجهة عصابات التسول بالمحافظات.. قرى تمنع دخولهم وتسلمهم للشرطة.. خبير قانونى: أخشى وقوع آثار سلبية نتيجة عدم وعي المواطنين.. خبيرة اجتماعية: التسول مهنة لا بد من التصدي لها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"ممنوع دخول المتسولين"، شعار انتشر بشكل كبير في عدة قرى منذ 3 سنوات، في ظاهرة جديدة على المجتمع المصرى، لمواجهة عصابات التسول، بصورة اعتبرها البعض نوع من أنواع المسئولية المجتمعية للمواطنين لمساندة أجهزة الدولة، ونظر إليها آخرون بأنها قد خروج عن المسارات الطبيعية لمواجهة الخارجين عن القانون.
بداية التحول، بدأ في يونيو 2017، حين أطلق أهالي قرية كفر سليمان البحري بدمياط، مبادرة لمنع دخول المتسولين للقرية، عبر لافتات في جميع أنحاء القرية في إطار حملة شاملة لمقاطعة "المتسولين" وتوعية جميع الأهالي بخطورة تزايد أعدادهم.

وأوضح حمدي طمان "أحد الأهالي ومنسق المبادرة"، أن الحملة بدأت بعد أن لاحظوا الانتشار الكبير للمتسولين خلال الفترة الماضية بجميع أنحاء المحافظة بصفة عامة، وبقرية كفر سليمان البحري بصفة خاصة وتحولها إلى ظاهرة يستغلها العاطلون لممارسة التسول وجمع الأموال، وأن كل هؤلاء المتسولين من الأغراب عن القرية والمحافظة، كما ارتبط تواجدهم بوقوع العديد من الجرائم، وخاصة السرقات وخطف الأطفال.

عقبها في ديسمبر2017، أطلق أهالي قرية بدهل التابعة لمركز مركز سمسطا بمحافظة بنى سويف، ولأول مرة داخل المحافظة مبادرة لمحاربة المتسولين ومنع دخولهم إلى القرية، تحت عنوان "ممنوع دخول المتسولين لقرية بدهل"، وعلق أصحاب المبادرة اللافتات في جميع أنحاء القرية لتوعية جميع الأهالي.
وفى يونيو 2018، اتفق أهالي قرية الشيخ درغام بدمياط على عدم دخول المتسولين للقريه وذلك لمنع السرقة وعدم المشاجرات بالأماكن التي يتسولون بها، حيث قاموا بتعليق لافته على مدخل القرية لتحذيرهم.
وفى أكتوبر 2020، دفع أبناء قرية العدوة التابعة لمحافظة الشرقية، بإطلاق مبادرة لمنع المتسولين من دخول القرية، خوفًا على أطفالهم، وقام الأهالى بتصميم لافتة كبيرة في مدخل القرية، مكتوبًا عليها: "تحذير من أهل قرية العدوة الكرام، ممنوع دخول المتسولين للقرية نظرًا لانتشار ظاهرة خطف الأطفال والكبار وسرقة البيوت".
قال صبرى ذكى، صاحب المبادرة، إن هناك محاولات اختطاف كثيرة للأطفال، مما دفعه لإطلاق المبادرة سريعًا خوفًا على حياة أطفال القرية.


وفى مايو 2021، حذر أهالي قرية العزة من دخول المتسولين للقرية نظرا لانتشار حالات خطف الأطفال والكبار وسرقة البيوت ومن يدخل القرية من المتسولين لا يلومن إلا نفسه"، بهذه الكلمات المكتوبة على لافتتين، بقرية العزة بمحافظة البحيرة، أطلق شباب القرية مبادرة لمواجهة السرقات من قبل عصابات التسول واللصوص، على حد قولهم.
وأضاف الأهالى في تحذيراتهم المنتشرة على اللافتات: "من يدخل القرية من المتسولين سيتم تسليمه إلى الشرطة.. يوجد بالقرية دوريات من شبابها وأصحاب المحلات لمنع المتسولين".
وفى يوليو 2021، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، صورة لمدخل قرية قرية الطويلة بمحافظة الدقهلية (شمال القاهرة)، معلق به لافتة كبيرة مكتوب عليها: «ممنوع دخول المتسولين.. سيتم تسليم أي متسول إلى الشرطة». فيما يبدو أنها طريقة جديدة لمكافحة ظاهرة التسول واختطاف الأطفال بغرض تجارة الأعضاء.
ويوضح الدكتور عبده العشرى خبير القانون بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن المشكلة تبدو في كيفية التعامل مع ظاهرة التسول، وغالبًا ما ترتبط هذه الظاهرة بإستغلال الأطفال، وهو ما يمثل جريمة ضد الطفل الذى يقوم بالتسول، وهنا دور المواطن لا يكون برفع لافتات لمكافحة هذه الظواهر لأنها قد تأتى بنتائج سلبية، ولكن دوره يتمثل في واجب الإبلاغ عن هذه الجرائم للسلطات المختصة.

وأشار العشرى، في تصريحاته لـ"البوابة نيوز"، إلى أن الأهالى ليس لديهم وعى بطريقة التعامل مع مثل هذه الجرائم، وفى هذا الإطار يمكن إبلاغ لجان حماية الطفولة بالمحافظات أو الاتصال بخط نجدة الطفل 16000، أو إبلاغ الشرطة حتى يتسنى للجهات المعنية القيام بالدور المنوطة به في مكافحة هذه الظواهر، مشددا على ضرورة توعية المواطنين بكيفية التعامل مع هذه المشكلات وواجباتهم في هذا إطار حتى لا تحدث آثار سلبية نتيجة عدم وعي المواطنين.

وقالت الدكتورة عزة فتحى، أستاذ مناهج علم الاجتماع، إنها تؤيد ما فعله أهالى القرى، وهذا دليل على المسئولية الاجتماعية للأهالى، جنبا إلى جنب، مع أجهزة الدولة، مطالبة أجهزة الدول مساندة الأهالى وتوفير التوعية الكاملة، لهم لكيفية التصرف مع مثل هذه العصابات التى تتاجر بالبشر.
وأشارت فتحى، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، إلى أن التسول في مصر مهنة، لديهم زعيم عصابة ومقسيمن الأماكن بينهم وأماكن نفوذهم، ويقومون بخطف الأطفال على طريقة فيلم المتسول، ويقومون بكسر قدم أو فقع عين، ولديهم ماكيير ومتتخصصين تجميل لعمل خداع للمواطنين بأن يده مقطوعة أو مكسورة، وهناك من قبض عليهم وجدوا معهم أموال وأرصدة في البنوك، وحضرت واقعة في مصر الجديدة، لوفاة متسول في الشارع، ووجدوا معه 200 ألف جنيه، في صفيحة معه على الرصيف.
وأضافت أن ظاهرة التسول زادت بشكل كبير، وهو أمر يحتاج إلى تدخل تشريعى، لمواجهتها، لافتة إلى ازدياد المتسولين في الشوارع في أعياد المسيحيين والمسلمين، لانهم يعلمون أن المسيحين يخرجون العشور، والمسلمين يخرجون الزكاة، وتزداد في الصيف بسبب زيارات السياح العرب، لافتة إلى بعض العمالة المؤقتة وعمال النظافة يكونون يرتدون بدلة النظافة، ويتسولون، وهذا يشوه مصر الحضارة.
وتابعت أن الفقر سيظل موجودًا حتى في أمريكا هناك متسولين، لكن بنسب قليلة جدا لا تذكر ويكون بشكل حضارى عبر الرسم وعزف الموسيقى، مشيرة إلى أن في مصر الآن المتسولين أصبحوا أكثر بجاحة وأصبحوا يسبون الناس إذا لم تمنحهم أموال، بل يصل الأمر إلى الاعتداء على الناس.