الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الحاج مروان دياب.. من المخيم إلى الجامعة.. أكمل تعليمه وهو فى السبعين

الحاج مروان خالد
الحاج مروان خالد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم ظروف التهجير القسرى وتخطية السبعين من العمر، لم يمنعه لا هذا ولا ذاك، من أن يكمل تعليمه الذى يحب.. بل أصبح يطمح فى أكثر من هذا ليكمل دراساته العليا.
مروان خالد دياب- مواليد عام ١٩٤٩-، تعرفه من النظرة الأولى، حين تراه جالسا فى بداية الصف التعليمي، فهو الأكبر بين أقرانه، حيث أصبح اليوم أكبر طلاب العلم، في اليوم العالمي للاجئين يقول مروان لـ«البوابة»: تهجرنا من بيوتنا بسبب الحرب أكثر من مرة، قصة التهجير واللجوء إلى مخيمات لم تكن سهلة، فمن ذاق هذا المرار يعرفه جيدا، الحياة فى المخيم صعبة وليس لدينا أى عمل نقوم به».
الحياة فى المخيم لم تكن سهلة، كما وصفها مروان؛ ففى المخيمات لا يوجد عمل، والطعام بالكاد يكفي، يجلس مروان كغيره من سكان المخيم من النهار إلى الليل، لا يجد ما يروى ظمأه، للنجاح والحياة، لذا اختار أن يكمل دراسته.
يقول مروان: «فى البداية، وفى عام ٢٠١٤، فى نزوحنا الأول، كنت مرة فى أحد المساجد الكبيرة، ووجدت حلقة علوم شرعية لطلاب جميعهم مواليد عام ٢٠٠٠ فيما فوق، جلست معهم أستمع حينها ظن المعلم أننى أرغب فى الاستفسار عن شيء معين، وحين أخبرته أنى أريد أن أتعلم معهم، تعجب لكبر سني، وأخبرنى أنى لن أستطيع مجاراة هؤلاء الشباب، لكنى أكدت له أننى أستطيع، وأكملت معهم».
انتقل بعدها مروان، فى عام ٢٠١٥، إلى معهد الإمام النووى لتعلم العلوم الشرعية، حيث كانت الدراسة ٦ سنوات، أكمل منها ٤، ليهجر مرة أخرى لمخيم قاح، على الحدود التركية، ويكمل هناك باقى دراسته ويختمها».
وبحسب ما ذكره لنا مروان، فهو من مدينة كفرزيتا، مواليد ١٩٤٩، درس كلية تجارة قسم المحاسبة، بجامعة دمشق، وفى أحداث ١٩٨٢، هجر إلى مخيمات الشمال، ويعمل أكثر من ٣٠ سنة بتفتيش الرقابة المالية، وبعدها تمت إحالته على المعاش التقاعدى عام ٢٠١٠.
وعن اختياره لهذا النوع من العلوم لدراستها؛ يؤكد مروان: «اخترت هذا العلم تحديدا لأنه واجب على كل إنسان أن يتعلم دينه ونشره، فهذا النوع بالأخص يؤجر عليه الإنسان أجرا كبيرا».
وعن رسالته لكل النازحين فى اليوم العالمى للاجئين، يقول مروان: «الإنسان أقوى من أى صعوبات، لا أقلل من صعوبات النزوح ولكن يجب أن نكون أقوى من أى شيء وعلى كل إنسان سواء كان نازحا أو لا أن يتعلم ويستثمر وقتها دوما، وأن يظل فى المقدمة».
ويتابع «رغم الأيام الصعبة التى عشناها ولا زلنا نعيشها لم أستسلم يوما، فطالما نتنفس فنحن أقوياء، وأقول للشباب عليكم بالنجاح ورضا الله لا شيء آخر».