الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

6 سنوات فساد.. مفاجآت في قضية رامز جلال والمسرح القومي

رامز جلال
رامز جلال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت حيثيات حكم المحكمة التأديبية العليا بمجلس الدولة اليوم الاثنين عن مفاجآت مثيرة في قضية انقطاع الممثل رامز جلال عن عمله لمدة 6 سنوات رغم تقاضيه كافة مستحقاته المالية عن تلك الفترة، وصدور إقرارات الأداء الشهرية الخاصة به بتقدير ممتاز.
وأوضح الحكم القضائي الصادر عن المحكمة التأديبية العليا بمجلس الدولة في القضية رقم 250 لسنة 61 قضائية عليا وقائع فساد مالي وإداري من العيار الثقيل داخل جدران المسرح القومي والبيت الفني للمسرح، عوقب على إثرها رئيس الإدارة المركزية للمسرح القومي ومدير عام البيت الفني للمسرح، ومسئول الحضور والاانصراف بعد ثبوت تسترهم على انقطاع الممثل "رامز جلال" لمدة 6 سنوات، رغم تقاضيه كافة مستحقاته المالية عن تلك الفترة.
وأشارت المحكمة عبر أسباب حكمها إلى أن وقائع الدعوى تتخلص فيما تضمنه بلاغ قطاع شئون الإنتاج الثقافي والمتضمن ما إنتهي اليه التحقيق الإداري رقم 88 لسنة 2016 بشأن شكوى طارق خليل محمود، عضو الإدارة القانونية بالبيبت الفني للمسرح بشأن وقائع صرف مستحقات مالية للفنان رامز جلال رغم إنقطاعه عن العمل ووجوده خارج البلاد لفترات طويلة منذ عام 2010 حتى 2016، والتواطؤ في عدم إحالة واقعة إنقطاع الفنان المذكور إلى النيابة الإدارية وموافقة السلطة المختصة على الإحالة.
وحققت النيابة الإدارية في هذا البلاغ بموجب القضية رقم 238 لسنة 2017 وباشرت التحقيق مع المخالفين ومواجهتهم بما هو منسوب إليهم، واستمعت لمن إرتات سماع اقوالهم من الشهود وانتهت النيابة الإدارية في ختام تحقيقاتها إلى قيد الواقعة مخالفة مالية وإدارية في حقهم، وطالبت بمحاكمتهم تأديبيًا عما نُسب إليهم طبقًا للقيد والوصف ومواد القانون الواردة تفصيلًا بتقرير الإتهام.
وأضافت: المخالفات المنسوبة للمحال لبيب محمد لبيب، مسئول دفتر الحضور والانصراف للفنانين بالبيت الفني للمسرح والمتمثلة في إهماله في الإشراف على سجل الحضور والانصراف الخاص بفناني البيت الفني للمسرح مما أدي إلى التوقيع بإسم رامز جلال في ذلك السجل وصرف راتبه خلال الفترة من 2010 حتى 2016 دون وجه حق ودون إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
تابعت: الثابت من التحقيقات التي أجريت مع المحال الأول لبيب محمد لبيب مسئول سجل الحضور والانصراف بالبيت الفني للمسرح وبمواجهته بما هو منسوب اليه أقر بما نسب اليه مقررًا بانه لم يتخذ الإجراءات اللازمة قانونًا كون صاحب واقعة الانقطاع شخصية عامة مشهورة، كما أضاف بأن المستحقات المالية التي تم صرفها للفنان المذكور تم إرجاعها مع تقديمه لاستقالته.
وكشفت التحقيقات واقوال المحالين والشهود أن ما نسب إلى المحال ثابت قبله ثبوتا يقينيًا بإعترافه بالاتهام المسند اليه إعترافًا صريحًا بعدم قيامه باتخاذ الإجراءات الواجبة قانونا قبل واقعة انقطاع الفنان رامز جلال عن العمل لمدة تربو على الست سنوات حال كونه فنان شهير على حد قوله بالتحقيقات، ومن ثم فإن المحكمة تعول عليه وتستند إليه في إثبات ارتكابه للمخالفة المنسوبة إليه التى تضحى، والحال كذلك، ثابتة في شأنه ثبوتا يقينيا، بما يشكل ذنبا إداريا يتعين مجازاته عنه.
واستكملت: المخالفة المنسوبة للمحال يوسف إسماعيل يوسف مدير عام البيت الفني للمسرح، بالمسرح القومي القومي، بدرجة "فنان قدير" والمتمثلة في إعتماده قرارات الأداء الشهرية لرامز جلال واعتمد تقارير الكفاية السنوية بتقدير ممتاز رغم إنقطاعه عن العمل مما أدي إلى صرف مبالغ مالية دون وجه حق.
أردفت: بسؤاله وبمواجهته بما هو منسوب اليه أنكر الاتهام المنسوب ودفع بأن تولي المسئولية بتاريخ 10/1/2015، وما قرر بأنه عندما تولي المسئولية كان هناك مساعي لحل المشكلة الخاصة بالفنان رامز جلال وأسفرت عن تقديم الفنان المذكور لاستقالته ورد المبالغ التي صرفت له.
وأكدت المحكمة أن عدم تولي المحال مسئولية البيت الفنى للمسرح كرئيس للفرقة المسرحية إلا بتاريخ 10/1/2015 ليس من شأنه أن يعفيه من المسئولية، ذلك أن الممثل رامز جلال ظل منقطعًا عن العمل، واعتماد المحال لتقرير الكفاية للممثل المذكور عن عام 2015 مانحًا اياه تقدير (ممتاز) بداعي الالتزام الوظيفي على الرغم من عدم تواجده في العمل خلال هذا العام وما قبلها من أعوام رغم عدم أدائه لأية أعمال مسرحية تصلح سندًا للتقييم، وهو ما يؤكد بجلاء انحراف المحال عن جادة الصواب ومجاملة الفنان المذكور على حساب جهة عمله التي كُلف المحال برئاسته، أما وأن المحال قد حاد عن ذلك فانه يكون خارجًا على مقتضيات الواجب الوظيفي ومرتكبًا لذنبًا تأديبيًا يتعين مجازاته عليه.
وشددت المحكمة على أن المحال أقر بالمخالفة المنسوبة اليه على سند من القول بقيام رامز جلال بتقديم استقالته ورد ما صرف له من مبالغ بدون وجه حق، وهو ما قدره المحال بعدم جدوي إحالة الموضوع إلى النيابة الإدارية للتحقيق فيها على الرغم من توصية الشئون القانونية له بكتابها المحال اليه بوجوب إحالة المخالفات إلى النيابة للتحقيق فيها، وهو دفع لا يصادف الحقيقة لأن قيام المحال بؤأد المخالفة دون تحقيق لاثبات مسئولية المختصين عن فترات واقعة انقطاع الفنان المذكور وصرفه لمبالغ مالية دون وجه حق يؤدي إلى انفراط عقد الوظيفة داخل البيت الفني للمسرح لعدم معاقبة المسئول عن تلك المخالفات، والتي ترتب عليها إهدار للمال العام الذي كُلف المحال بالحفاظ عليه، حتى ولو تم جبر تلك الاضرار بالاستقالة ورد المبالغ، فكان يتعين عليه أن يهب لمحاسبة المقصرين حتى لا يتكرر مثل هذا الفعل مرة أخري، أما وانه لم يقم بذلك فإنه يكون مرتكبًا لذنبًا تأديبيًا يتعين مجازاته عليه.
وتضمن الحكم خصم أجر 10 أيام من راتب، مسئول دفتر الحضور والإنصراف للفنانين بالبيت الفني للمسرح، لإهماله في الإشراف على دفتر الحضور والانصراف الخاص بفناني المسرح القومي، مما أدى إلى صرف كافة المستحقات المالية للممثل رامز جلال منذ عام 2010 وحتى 2016 رغم انقطاعه عن العمل خلال تلك الفترة، ودون اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضده، والإبلاغ عن انقطاعه ووقف مستحقاته واتخاذ إجراءات انتهاء خدمته.
كما قضت المحكمة بمجازاة، رئيس الإدارة المركزية للمسرح القومي، بعقوبة اللوم لتقاعسه عن اتخاذ الإجراءات القانونية نحو إحالة ملف التحقيق الإداري رقم 4 لسنة 2016 إلى النيابة الإدارية، منذ توليه رئاسة البيت الفني للمسرح في يوليو 2016، رغم موافقة السلطة المختصة على الإحالة في 3 فبراير 2016، واتصال علمه اليقيني بذلك الأمر في 18 أكتوبر 2016 بتأشيرة على خطاب الشئون القانونية المؤرخ 12 أكتوبر 2016 بما يفيد العلم، بالمخالفة لأحكام القانون الذي يوجب إحالة المخالفات المالية للنيابة الإدارية للاختصاص الوجوبي ولقرار السلطة المختصة بإحالة الواقعة للنيابة الإدارية.
وقضت المحكمة بإنقضاء الدعوى التأديبية ضد مسئول آخر "بسبب وفاته" أعد تقارير أداء شهرية بالمسرح القومي، تم بمقتضاها صرف مستحقات مالية للممثل "رامز جلال" رغم علمه بانقطاعه عن العمل.
ووجهت المحكمة عقوبة اللوم لمدير عام المسرح القومي، بعد ثبوت أنه اعتمد إقرارات الأداء الشهرية الخاصة بـ"رامز جلال" منذ 2015 بتقدير ممتاز، رغم انقطاعه عن العمل، مما أدى إلى صرف مستحقاته خلال فترة توليه الفرقة من 10 يناير 2015 حتى أول يناير 2016.