"رزق واسع".. هكذا وصف طبيب بمستشفى العزل الصحي لعلاج مصابي فيروس كورونا بإسنا جنوب الأقصر، تجربة انضمامه إلى صفوف الجيش الأبيض بداخل العزل الصحي، والتي سجلها من خلال قصيدة حملت عنوان «كتيبة إسنا» والتي حرص من خلالها على إشعال الحماس في نفوس كتائب الأطباء، وحثهم على المضي قدمًا في علاج مرضاهم، وعدم الاستسلام حتى يتعافى آخر مريض.
وقال الدكتور أيمن حسن عبد اللطيف، طبيب الأمراض النفسية وعلاج الإدمان بمستشفى العزل الصحي بإسنا، إن تجربة انضمامه لصفوف الأطباء بداخل مستشفيات العزل كان بمثابة «الرزق الواسع» من العزة والشرف، الذي حصل عليه، بعدما لم يتمكن من الانضمام إلى القوات المسلحة المصرية لكونه أبنًا وحيدًا لوالديه.
وأضاف عبداللطيف لـ"البوابة نيوز"، أنه بعد وقوع الاختيار عليه ليكون ضمن الفريق الطبي بمستشفى عزل إسنا، لمساعدة المرضى على التعافي من خلال العمل على تحسين صحتهم النفسية، وذلك وفقًا لبروتوكول وزارة الصحة، وتوجيهات الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، حيث إن الحالة النفسية للمريض لها تأثير كبير للغاية على مدى استجابته للعلاج، وتحقيق الانتصار على الفيروس، وهب نفسه كرجال الحرب، مسلحًا نفسه بعتاد الإيمان بالله، يليها ثقته بأنه سوف يستطيع بمعاونة زملائه بمساعدة مرضى كورونا على التعافي.
وتابع حديثه: أهبت نفسي لبدء معركتي مع الفيروس بكتابة «وصيتي» فالأمر بالنسبة لي تحديًا، ومعركة ضروس مع فيروس غامض، الفوز فيها نجاة المرضى من الموت، وعودتهم إلى بيوتهم متعافين سالمين، وعلى خطى هذا بدأت معركتي التي لم أرها مسبقًا سوى في أفلام الخيال العلمي، فأكوام الواقيات وتلال المطهرات التي نراها هنا وهناك، مشهدًا لا يستهان به أبدًا، وأي تهاون في تنفيذ الإجراءات الوقائية والاحترازية أمرًا لا يستهان به، وعواقبه وخيمة، والنتائج محسومة مسبقًا أما سلامة وأمان، أو إصابة بالمرض.
وأضاف، إن فترة تواجدي في مستشفى عزل إسنا مرت بسرعة شديدة، ولم تكن ثقيلة على نفسي، وحاولت أن استغل المدة القصيرة المخصصة للراحة، في كتابة قصيدة حملت عنوان « كتيبة إسنا» وجهت من خلال حديثي إلى نفسي وإلى زملائي في صفوف القوات المرابطة بداخل مستشفيات العزل على بذل المزيد من الجهد لمساعدة المرضى على التعافي، مشيرا إلى أن التعامل مع فيروس كورونا أمرًا جّلل، يستدعي من الجميع المقاومة من خلال التكاتف والالتزام بالبعد الاجتماعي، وتنفيذ الإجراءات الاحترازية والوقائية.
وتنشر "البوابة نيوز" نص قصيدة "كَتِيبَةُ إِسنَا" للدكتور الدكتور أيمن حسن عبد اللطيف
( بَحرُ الهَزَج: مفاعيلن مفاعيلن )
1 - نِدَاءٌ هَزَّ أَركَانِي بَلِيغٌ هَكَذَا يُتلَى
2 - أَطِبَّاءُ الوَرَى هَيَّا لِمَيدَانٍ لَنَا ظَلَّ
3 - دَلِيلُ الصِّدقِ بِالأَفعَا لِ.. لا أَقوَالنَا المُثلَى
4 - ( كُرُونَا ) هَبَّ لا يَخبُو وَبَاءٌ.. سَاءَ مَنْ يُبلَى
5 - وَ تِلكَ الصِّينُ تُلقِيهِ غَلِيظًَا يَحصُدُ القَتلَى
6 - وَ كُلُّ الكَونِ مُرتَابٌ بِأَنَّ الدَّوْرَ قَد حَلَّ
7 - فَلا عِلمٌ وَ لا مَالٌ شَفِيعٌ.. يَملِكُ الفَصلَ
8 - وَ لا مَصلٌ يُعَافِينَا وَ فِكرُ القَومِ اُختُلَّ
9 - وَ ذَاكَ الطِّبُّ مَعلُولٌ حَسِيرٌ يُعلِنُ الجَهلَ
10 - أَكَانَ الأَمرُ فَيرُوسًَا كَمِثلِ الذَّرِ أَو قَلَّ ؟
11 - تُرَاهُ الجِينُ مَخلُوطٌ لِحَربٍ تَطلُبُ الذُّلَّ ؟
12 - صِرَاعُ المُلكِ مَوصُولٌ أَضَعنَا الحَقَ وَ العَدلَ
13 - وَ حَانَتْ لَحظَةُ الإِقلاعِ.. مَا خِلتُ النِّدَا هَزلًا
14 - إِلَى ( إِسنَا ) مَسِيرُ الغَد - يَسُوقُ العَزمَ وَ النُّبلَ
15 - وَ فَارَقتُ الدِّيَارَ الشُّممَّ وَ الأَحبَابَ وَ الأَهلَ
16 - أُقَاسِي البُعدَ وَ التِّرحَالَ وَ الأَهوَالَ وَ العَزلَ
17 - وَ لِلرحمَنِ مَسعَانَا رَؤُوفٌ.. قَادِرٌ.. أَعلَى
18 - فَجَارِي النِّيلُ مُنسَابٌ يُزكِّي النَّفسَ وَ العَقلَ
19- وَ جَيشٌ أَبيضٌ حَولِي عَن الإِقدَامِ مَا مَلَّ
20 - وَ يُكمِلُ بَعضُنَا بَعضًَا وَ كُلٌ يُؤثِرُ البَذلَ
21 - لِمَرضَانَا تَسَابَقنَا لِيرضَى رَبُّنَا المَولَى
22 - بِإصرَارٍ لَنَا يَعلُو نُخَفِّف عَنهُمُ الحِملَ
23 - فَهَذَا الشَّيخُ مَحمُومٌ حَزِينٌ.. يَأنَفُ الأَكلَ
24 - وَ هَاذِي الأُمُّ مُلتَاعَة صِغَارِي.. مَنْ بِهِم أَولَى ؟
25 - وَ صَوتٌ مِن هُنَا يَأتِي مَنَامِيعَنِّي قَدْ ضَلَّ
26 - فَيَا اللهُ خَلِّصنَا وَ بَدِّل كَربَنَا فَضلًا
27 - وَ أَكرِمنَا بِتِريَاقٍ إِلَهِي.. خَيرُ مَن دَلَّ
28 - فَمَا شَيءٌ لَهُ مُعجِز تَعَالَى رَبُّنَا.. جَلَّ
29 - وَ وَعدٌ مِنِّي يَا ( إِسنَا ) بِعَودٍ يَعشَقُ الأَصلَ
30 - تَحِيَّاتِي بِأَشوَاقٍ إِلَى المَبعُوثِ بِالفُضلَى
