الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

النوم يقوى جهاز المناعة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أظهرت الدراسات المتعاقبة أن النوم بعمق لمدة 7 إلى 8 ساعات يوميًا بالليل، يقوي جهاز المناعة لدى الإنسان؛ ويجعله أكثر صحة ومقاومة للأمراض.
وهناك دراسات للمتابعة خرجت من جامعة كاليفورنيا منذ السبعينات وحتى الشهر الماضي على الأشخاص المعمرين، تشير إلى أن النوم الصحيح يأتي على رأس القائمة التي تقترن بطول العمر.ثم تلي النوم ممارسة الرياضة، وهي عامل يساعد الجسم على النوم العميق دون قلق، ويلي ذلك تناول وجبة الإفطار، وترك وجبة العشاء، إضافة إلى عدم تناول الأطعمة بين الوجبات، ثم يأتي بعد ذلك ضبط الوزن، والبعد عن السمنة وعن التدخين والكحول وكل العوامل المسببة للإدمان.
وقد ربطت الدراسات الإحصائية كل هذه العوامل بالصحة الجيدة، وطول العمر، وتأخير حدوث الشيخوخة وأمراضها.النوم يعزز المناعة ولعل الكثير منا قد مر بتجربة العدوى بالإنفلونزا، ولاحظ أن الأعراض تقل حدتها كلما استراح المريض ونام نومًا عميقًا.
وبعد أن يستيقظ، وبمرور الوقت، يشعر مرة أخرى بالتعب، وحدة الأعراض، حتى أصبح من الشائع لدى كل من المريض والطبيب، أن الراحة هي أهم علاج لأعراض الإنفلونزا بلا جدال، وقد أثارت هذه الملاحظة التساؤل: ترى كيف يقلل النوم يقلل من حدة العدوى بفيروس الإنفلونزا ويقوي مناعة الإنسان؟.
الإجابة أتت على يد د. جيمس كروجر من جامعة تينسي الأميركية، حين أثبت أن الحرمان من النوم يضعف الجهاز المناعي، ويساعد على العدوى بالبكتريا والفيروسات المختلفة، حيث يقل عدد الخلايا اللمفاوية البائية المسئولة عن إفراز «قذائف المدفعية»، أو الأجسام المضادة للكائنات الغريبة التي تحاول أن تغزو الجسم، وكذلك الخلايا القاتلة الطبيعيةNK Cells، وهي الخلايا التائية المسئولة عن التصدي للفيروسات والخلايا السرطانية، إضافة إلى نقص الخلايا الأكولة، مما يجعلنا أكثر عرضة للعدوى، دون وجود المقاومة الكافية.
وقد تبين أن عدم النوم الكافي، أو الحرمان منه، يسبب إفراز بروتين في السائل النخاعي والمخ يسمى Di – Muramyl Peptide. وهذا البروتين ينبه خلايا المخ لإفراز مادة مناعية هامة تسمى إنترليوكين –1، للقضاء على البكتريا والخلايا السرطانية، التي تعمل على إفراز أجسام مضادة للفيروسات من أجل القضاء عليها.
وليس هذا فحسب، بل إن هذا البروتين يسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم من أجل تحجيم تكاثر الفيروس أو الميكروب الغريب، وهو إجراء وقائي ودفاعي من الجهاز المناعي، كما أنه يساعد – إضافة إلى بروتينات أخرى ـ على أن يجعل الإنسان ميالًا إلى النوم باستمرار، وليس لديه القدرة على القيام بأي مجهود، وربما يسقطه في النوم أثناء العمل، حفاظا على طاقته، كما يعمل على تثبيط الهرمونات والرغبة الجنسية أيضًا.
وربما لاحظنا ذلك عندما نصاب بالإنفلونزا مثلًا، إلا أن الشيء الجدير بالملاحظة، أن هذا النوم هو أحد الإجراءات الدفاعية التي تساعد على تنشيط جهازنا المناعي لمواجهة العدوى، وأن العلاقة تبادلية بين النوم والجهاز المناعي، فالنوم يقوي الجهاز المناعي، والجهاز المناعي يساعد على النوم عند حدوث العدوى، فالجهاز المناعي بعد أن أعلن حالة الطوارئ داخل الجسم يريد أن يدخر كل الطاقات التي يمكن أن يبذلها الإنسان من أجل مواجهة العدو.
النوم العميق مرحلة النوم العميق هي مرحلة في غاية الأهمية، من أجل تجديد طاقة الجسم كله، فمن المهم جدًا أن ينام الإنسان بعمق من أجل تثبيت المعلومات في الذاكرة الدائمة، وليست المؤقتة، وهناك مثل أميركي ينصح بعدم اتخاذ القرارات المهمة، إلا بعد التفكير فيها والنوم عليها Sleep On it، حتى تنضج فكريًا؛ وتخرج بالصورة السليمة.
ولعل هذه من النصائح المهمة للطلبة الذين يحاولون الحفظ فقط، مع تجاهل عامل النوم مع قرب الامتحانات، مما يجعلهم ينسون نسبة كبيرة من الذي حفظوه، لأنه لم ينتقل إلى مستوى الذاكرة الدائمة، نظرًا لقلة النوم والأرق والقلق، مما يؤثر على كفاءة وسرعة استدعائهم للمعلومة عندما يريدونها.