الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

العالم فوق صفيح ساخن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
العالم الآن فوق صفيح ساخن حيث نعيش حاليًا حالة من التطورات السياسية على مستوى جميع الملفات الساخنة ففى قضية سد النهضة تخوض إثيوبيا معنا اختبار أو معركة عض الأصابع فيما تظل المشكلة الليبية معلقة بلا حل والحسنة الوحيدة هى تحدث زعماء العالم الغربى عن الوجه الحقيقى لأردوغان كإرهابي ومبتز لهف من أوروبا ٦ مليارات يورو كمساعدة لتركيا لإيواء اللاجئين وبعضهم كما نعلم إرهابيين من الدواعش والمنظمات الإرهابية الأخرى، ولكن أردوغان كعادته تنصل من وعوده فاتحا الحدود أمام اللاجئين ليشكلوا حاليًا صداعًا ورعبًا لأوروبا كلها عامة واليونان خاصة فيما مازالت الشكوك دائرة حول المرعب العالمى الجبار الذى لا يرى بالعين المجردة إلا وهو فيروس الكورونا ففى الوقت الذى يجتهد فيه العلماء بالعالم لإيجاد علاج له رحمة للبشرية من شره ومن بينهم عشاق كرة القدم الذين تم حظر دخولهم المباريات بكثير من البلدان يدور السؤال هل هو فعلا صناعة أمريكية لتدمير الاقتصاد الصينى الذى كان قبل الفيروس يسير كتفا بكتف مع الاقتصاد الأمريكى وتؤكد المؤشرات أنه سيكون من حيث القوة أضعاف الاقتصاد الأمريكى بعد ١٠ سنوات وهنا ستكون الطامة الكبرى على أمريكا والغرب بانقلاب موازين القوى لصالح الصين أم أن السحر انقلب على الساحر حسب آخر التقارير والتحليلات بأن الصين خدعت العالم بإظهارها الضعف أمام الفيروس ولكن الحقيقة أنها ستخرج من أزمة كورونا وهى أكثر قوة عكس ما يتصور الجميع بعدما تخلص اقتصادها عبر كورونا وبضربة واحدة من عدد كبير من المستثمرين الأجانب الذى باعوا بسبب ذعر كورونا أسهمهم بأثمان بخسة نزلت بردًا وسلامًا على الحكومة الصينية التى قامت بالشراء لتكون العوائد اللاحقة في الجيب الصينى وليس للشركات الأجنبية.
أما عن القضية الليبية فالحال على نفس المنوال خيانة أردوغان للعهد والوعد كعادته بمخالفته الاتفاقيات باستمراره في إرسال مرتزقته وإرهابية لليبيا وفى نفس الوقت يعود هؤلاء ومن بينهم ضباط أتراك إلى إسطنبول جثثا ولكننا نتوقف اليوم مع اتهامات القوى الوطنية الليبية لأردوغان بالاستيلاء على مليارات الدولارات من ليبيا بمعاونة حكومة السراج وعموما فإن هذا ليس مستبعدا فهدف تركيا الحقيقى هو السيطرة على ليبيا الغنية اقتصاديا وسياسيا للعمل على انعاش الاقتصاد التركى الذى يتهاوى.
ونعود لحكايتنا أو أزمتنا مع إثيوبيا التى تعيش حالة من جنون العظمة وتتصور نفسها وهى من القوى العظمى مع أنها تعلم جيدًا حجمها وحالتها الاقتصادية فالجيوب خالية والبطون خاوية فيما لو نظرنا للوضع السياسى لإثيوبيا سنجد أن حكومتها تترنح تحت وطأة الانقسام السياسى وشعور بعض الفئات بالظلم والقهر ولكن ماذا نقول عن نوعية من السياسيين لا ينظرون سوى تحت أقدامهم يدعون التطلع للمستقبل وغد أفضل لبلدهم فيما أنهم يدقون طبول الحرب التى ستكون خرابا عليهم.
وبشكل عام أرى حسب تصوراتى أن عنترية أبى أحمد رئيس وزراء إثيوبيا بقدرة بلاده على حشد الملايين للحرب عند الضرورة ليس إلا تهديدًا أجوف لكسب الشعبية وتحسين الصورة فهو يعرف جيدًا حجم وقدرات بلاده سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا وأنا على ثقة تامة بأن إثيوبيا ستخضع للإرادة المصرية والعالمية فهم يعيشون الوهم ويعتقدون أن مصر ستلين وسترضخ بعدما أدخلوا عمدًا وبغباء القضية أو مشكلة السد في مرحلة عض الأصابع وهو الأمر الذى كان في صالح مصر التى كشفت للعالم النوايا الإثيوبية وعدالة الموقف المصرى فيما ترجم بيان وزارة الخارجية الأخيرة الثقة المصرية بالتأكيد أنه لا مجال للشك في عزم مصر على المضى قدما للحصول على حصتها العادلة في مياه النيل.
ولن نسبق الأحداث فالقضية الآن فوق صفيح ساخن وكل الخيارات مفتوحة أمام الحكومة المصرية علما بأن العالم أصبح بعد تعنت إثيوبيا مهيئًا لأى تصرف مصرى يعيد الحقوق لأصحابها ولكن مصر حسب سياسة حب الخير للجميع التى تنتهجها وحظيت عبرها على احترام وثقة العالم لن تقف مكتوفة الأيدى بعد استنفاد جميع السبل الدبلوماسية فيما يبقى الموقف السودانى النفعى المؤيد لإثيوبيا وصمة عار سياسية على من اتخذ هذا القرار فأساء به لنفسه وشعبه ولمصر وللأمة العربية والأخوة والصداقة ولا نجد ما نقوله سوى أن نهتدى بقول رسولنا صلى الله عليه وسلم «ربى اهدى قومى فإنهم لا يعلمون».