فى منزل يضم ثلاث غرف، يعيش عم حمادة عوض وأولاده الخمسة فى غرفتين، تاركا الثالثة إلى «زعتر» الحصان المهذب صديق الصدوق، الذى يعتبر بمثابة الابن السادس والصاحب المقرب، يستيقظ عم حمادة، مبكرا لصلاة الفجر، وبعد ذلك يذهب مسرعا لتجهيز وجبة الإفطار لـ«زعتر» التى تضم ما لذ وطاب من تبن وفول وذرة وشعير مع دلو من المياه يشربه كاملا، ثم يذهب لشراء وجبة الإفطار لأولاده التى تكون مكونة من فول فقط، وفى المناسبات يكون بجوارها بعض أقراص الطعمية التى يكون لكل فرد فيهم قرص واحد فقط لا غير.
يبدأ زعتر يومه بالاستحمام عبر خرطوم طويل أعده لذلك عم حمادة بعد ما كان يذهب به إلى النيل واعترضته شرطة السواحل ومنعته من المجيء مجددا حتى لا يتم تلويث مياه النيل، وتساءل وقتها: هل الحصان يلوث مياه النيل الجارية، والا الحاجات الوحشة الثانية اللى بتترمى فيه على حد تعبيره، بعد الاستحمام يذهب به إلى الحدائق والمتنزهات العامة ليحصل رزقه عن طريق ركوب الأطفال والشباب على ظهر «زعتر»، وزعتر لا يكل ولا يمل، بل ويكون رفيقا جدا مع من يتعامل معه، يقول عم «عوض» حصانى مصدر رزقى الوحيد، فأنا أعتنى به وأخصص له تلت الإيراد اليومي، وهو مغرم بالشكولاتة لا ينام ليلا حتى آتى له بها، مش بحرمه من حاجة وقريب هجوزه. وتابع عم عوض: الإقبال على زعتر يكون كبيرا فى الأعياد والمناسبات ويكثر الخير والرزق فى تلك الأيام، ضاحكا سنانى وقعت بسببه كنت بنضف الحدوة، ومن غير ما أقصد شكيته راح خبطنى بس سامحته ومعاقبتوش لأنى بعتبره ابنى وصديقي.
