الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

زي النهارده.. تسلم الملك فاروق السلطة وتتويجه ملكا لمصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأت صفحة جديدة في تاريخ مصر، بعد وفاة الملك فؤاد في 28 أبريل عام 1936، لاستكمال مسيرة تاريخ أسرة محمد علي باشا، وعاد نجل الملك من إنجلترا ليتسلم السلطة.
عاد الأمير فاروق إلى مصر فى 6 مايو سنة 1936، وهو التاريخ الذى اتخذ فيما بعد التاريخ الرسمى لجلوسه على العرش، ونصب ملكا على البلاد خلفا لوالده الملك فؤاد الأول، وذلك وفقا لنظام وراثة مصرى وضعه الملك فؤاد بنفسه بالتفاهم مع الإنجليز، ونظرا لكون فاروق كان قاصرًا ولم يبلغ بعد السن القانونية فقد تم تشكيل مجلس وصاية برئاسة ابن عمه الأمير محمد على بن الخديوي توفيق شقيق الملك فؤاد الأول (الذى أصبح وليا للعهد) وكان سبب اختياره هو من بين أمراء الأسرة العلوية بأنه كان أكبر الأمراء سنًا، وعضوية محمد شريف صبرى باشا، وعزيز عزت باشا، واستمرت مدة الوصاية ما يقارب السنة وثلاثة شهور إذ أنّ والدته الملكة نازلي خافت بأن يطمع الأمير محمد علي بالحكم ويأخذه لنفسه، فأخذت فتوى من المراغي شيخ الأزهر آنذاك بأن يحسب عمره بالتاريخ الهجري، وأدّى ذلك إلى أن يتوّج فاروق ملكًا رسميًا بتاريخ 29 يوليو 1937، وتم تعيين الأمير محمد علي باشا وليًا للعهد وظل بهذا المنصب حتى ولادة ابن فاروق الأول أحمد فؤاد.
وقد استقبل الشعب المصرى كله الملك الشاب استقبالا رائعا نابعا من قلوب المصريين الذين أحبوا الملك الشاب، وكانت القلوب كلها تعطف عليه لحداثة سنه ولوفاة أبيه وهو بعيد عنه وفى بلاد غريبة، واستبشروا بقدومه خيرا بعد عهد أبيه الذى كان ينظر إليه على أنه ملك مستبد وموالٍ للإنجليز، بالإضافة إلى كون فاروق هو أول ملك مصرى يتولى الحكم منذ عهد الفراعنة.
بعد عودة فاروق إلى مصر وتولى مجلس الوصاية القيام بوظائفه، طلب الأمير محمد على من أحمد حسنين (بك) اعداد برنامج دارسى للملك فاروق لكى يقوم باستكمال دراسته التى لم يستكملها بالخارج، على أن يوافيه بعدها بتقارير دورية عن انتظام سير هذه الدراسة، وطلب أحمد حسنين (بك) من حسين باشا حسنى تولى هذه المسئولية، الذى شرع بدوره فى وضع برنامج الدراسة المطلوب بالاشتراك مع أحمد حسنين ( بك ).
وكان السير ( مايلز لامبسون ) المندوب السامى البريطانى قد رشح شاب إنجليزى واسمه مستر ( فورد ) لتدريس آداب اللغة الإنجليزية، وكذلك لتدريب الأمير الشاب فى بعض الألعاب الرياضية، إلا أن الأمير الشاب لم يكن مرحبا بذلك الرجل الإنجليزى لكونه كان مرشحا من المندوب البريطانى.
ويذكر الدكتور حسين حسنى باشا السكرتير الخاص للملك فاروق فى كتابه (سنوات مع الملك فاروق)، عن الاحتفال بتنصيب الملك فاروق فيقول ( ولقد كانت حفلات تولية الملك عيدا بل مهرجانا متواصلا لم تر البلاد له مثيلا من قبل، ولم يسبق أن ذخرت العاصمه بمثل ما احتشد فيها خلالها من جموع الوافدين اليها من اقصى انحاء البلاد ومن الخارج للمشاركة فى الاحتفاء بالملك الشاب، أو لمجرد رؤية موكبه للذهاب إلى البرلمان ولتأدية الصلاة، أو لحضور العرض العسكرى، او لاجتلاء الزينات التى اقيمت فى الشوارع والميادين وعلى المبانى العامه والخاصة، كما شهد القصر فيها مالم يشهده من قبل من ازدحام فاضت به جوانبه وجوانب السرادق الكبير الذى اقيم فى ساحته لأستقبال المهنئين يوم التشريفات التى امتدت ساعتين اطول مما كان مقدرا لها، وظل الملك خلالها واقفا على قدميه لمصافحة كل فرد من المهنئين مما جعله يطلب فترة قصيرة للراحة، وفضلا عن ذلك فإن ممثلى تلك الجموع من مختلف الفئات والهيئات دعوا إلى حفلة الشاى التى أقيمت بحديقة القصر فى آخر أيام الحفلات، واخذ الملك يتنقل بين الموائد المختلفه لتحية المدعوين قبل أن يأخذ مكانه على المائدة الكبرى وسطهم، وقد كان سعيدا كل السعادة بما تم على يده من فتح جديد فى تقاليد القصر وما كان يحوطه به الشعب من مظاهر وتجاوب معه).
تولى فاروق حكم مصر وبدأ فى ممارسة سلطته كملك على البلاد، وذلك وسط ظروف صعبة، متمثله فى احتلال جاثم على أنفاس المصريين، بالإضافة إلى حياة سياسية مليئه بالأحداث الساخنة.
فوجد فاروق نفسه فى بحر عميق لم تسعفه فيه قلة خبرته بالحياة السياسية ولم يستطيع ان يحافظ على عرشه وكونه ملك لأكبر دولة إسلامية، فوقع أسيرا لنزواته متأثرا بمن حوله من رجال الحاشية الذين لم يكن لهم هدف إلا افساد الملك الشاب، وتحقيق أكبر استفاده ممكنه منه، تلك الحاشية التى نسب إليها إفساد الملك منذ توليه العرش حتى سقوطه.