هم المدرسة الحقيقية والمعلم الحقيقي، الفقراء الذين يجلسون على أرصفة الطرقات، الذين يفترشون الأرض، أصحاب الطموح البسيط، الذين يوقنون أننا فى محطة انتظار وعما قليل سنغادر، هم أباؤنا أصحاب الأيادى الخشنة والعروق المنتفضة والابتسامة المجروحة، هن أمهاتنا الطيبات اللاتى لم يستخدمن قط فى حياتهن مساحيق التجميل، هن اللاتى تبكين وهن يدعين لنا بالفرج والرزق والستر، يوجعنى ويؤلم قلبى هؤلاء، وأهوى سمرهم وحديثهم وأعشق ابتسامة تُرسم على وجوههم لكن دوما تنزل دمعة من عيونهم بعد تلك الابتسامة، ودوما يقولون خير اللهم اجعله خير، من هؤلاء عم يحيى.
ولمن لا يعرف عمى يحيى، ماسح الأحذية هو صعيدى المنشأ قاهرى الطرح، لديه ضمير حى وأمانة فى مهنته التى لا يتحرج منها بل يتشرف بها، عم يحيى له ولد وحيد تركته له زوجته ورحلت منذ سنوات طويلة، كان له أبا وأما يقول عنه: «ابنى الأستاذ أحمد يحيى حاجة كده لها هيبة، يعجبك لما تشوفه، ومخه إيه ألماظ الله يفتح عليه، مفيش أى مشكلة ما يلقاش لها حل، قالى استريح كتير يا أبى بس أنا لو لا يبتسم عم يحيى إلا حينما يسمع ان زرعته فلحت لأنها سُقيت من حلال، وأضاف: «إحنا موظفين فى ديوان صاحبه ربنا.. لا هيقفل ولا هيصفى».
