الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

رئيس هيئة الطاقة الذرية في حواره لـ"البوابة نيوز": مصر تدخل عصر "الكهرباء النووية".. عاطف عبدالحميد: 6 مشروعات ننفذها بالاشتراك مع الوكالة الدولية ونمتلك منظومة لإدارة النظائر المشعة

رئيس هيئة الطاقة
رئيس هيئة الطاقة الذرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
5 مراكز مصرية للتدريب ونقل التكنولوجيا للدول الأفريقية.. ونمتلك الكوادر المؤهلة والمعامل المتخصصة للبحث والتطوير
نعمل على مشروع لمعالجة القمح إشعاعيًا لتخزينه بدون صوامع.. وحفظ الأسماك بدون تجميد لمدة 9 أيام

حملت هيئة الطاقة الذرية المصرية، منذ إنشائها، على عاتقها مسئولية دعم الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية ونقل الخبرات المصرية إلى الدول الأفريقية، ودعمها لكل المجالات النووية الطبية والزراعية والصناعية وغيرها.
وتطرح الهيئة مشروعها النووى السلمى بكل شفافية، تحت رعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتعاون المستمر بينهما، والذى أثمر عن تنفيذ مشروعات مشتركة بينهما، بما يعود بالنفع على المجتمع المصري.
وقال الدكتور عاطف عبد الحميد، رئيس هيئة الطاقة الذرية، فى حواره لـ«البوابة نيوز»، إن مصر رائدة فى مجال التدريب ونقل الخبرات، وإعداد الكوادر العربية والأفريقية، فى مجالات دعم الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، مشيرا إلى دعم وكالة الطاقة الذرية الفنى لمصر، ومساهمتها فى ستة مشاريع تنفذها مصر حاليًا.
فإلى نص الحوار... 



حدثنا عن دور مصر فى دعم الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية عربيا وأفريقيا؟

- مصر دولة مرموقة عالميًا فى مجال التطبيقات السلمية للطاقة النووية، وهى من الأعضاء المؤسسين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولنا دور إقليمى ريادى على مستوى الدول الأفريقية والعربية فيما يخص الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، ويتم الاستعانة بالعلماء المصريين وخبراتهم فى أنشطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتمتلك مصر كل التطبيقات السلمية للطاقة النووية منذ إنشاء هيئة الطاقة الذرية فى الخمسينيات وحتى الآن، كما نمتلك الكوادر الفنية المؤهلة والمعامل المتخصصة للدراسات والبحث والتطوير فى مجالات الاستخدامات السلمية.

ولدينا كذلك منشآت نووية وإشعاعية، تتضمن مفاعلين نوويين، ووحدتين للتشعيع الجامى الاقتصادى، وكذا معجل إلكترونى له تطبيقات صناعية، بخلاف عشرات الأجهزة فى مجال التطبيقات السلمية، بالإضافة إلى مصنع لإنتاج النظائر المشعة للاستخدامات الطبية والصناعية، وكذلك يوجد فى مصر خبراء يقومون بمراقبة كل الأنشطة التى تضمن مصادر مشعة على مستوى الجمهورية، وكذا لدينا منظومة متكاملة لإدارة النفايات التى تنتج عن الاستخدامات الطبية والصناعية للطاقة النووية، وستدخل مصر قريبًا عصر إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية، وبالتالى فإن مصر لا ينقصها شىىء من الاستخدامات السلمية

ينبثق التعاون النووى السلمى الأفريقى من منظمة «الآفرا»، وضح لنا ما دور تلك المنظمة؟

- المنظمة تضم ٤١ دولة أفريقية تتعاون فى دعم الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، وتبحث التعاون المشترك لخدمة بلادها تحت مظلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فى مجالات الزراعة والصناعة والطب، وغيرها من العلوم الأساسية.

وما دور هيئة الطاقة الذرية فى مجال التدريب على المستويين العربى والأفريقي؟

- تقوم الهيئة بدور ريادى فيما يخص التدريب على استخدام التقنيات النووية على مستوى الدول العربية، وكذلك على مستوى «الآفرا»، وتدعم هذه الاتفاقية الوكالة الدولية للطاقة، ويقوم علماء مصر من هيئة الطاقة الذرية ومختلف الهيئات النووية بالذهاب إلى الدول الأفريقية كخبراء، لتمكين مختلف الدول الأفريقية من الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة.

وتمتلك مصر خمسة مراكز تميز إقليمى على مستوى «الآفرا» وتستخدم للتدريب ونقل التكنولوجيا النووية لدول أفريقيا، كما أن هناك اتفاقية حاليا بين هيئة الطاقة الذرية وجامعة الإسكندرية، لمنح العلماء الأفارقة درجة الماجستير، حيث يحصل الطالب على الجزء النظرى فى جامعة الإسكندرية، ويتم تدريبه عمليًا فى هيئة الطاقة الذرية، ويتم تخريج ٣-٤ طلاب ماجستير كل عام من هذا البرنامج الذى يتم تدعيمه من الوكالة الدولية.


كيف تدعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية مصر ودول أفريقيا؟

- الوكالة الدولية تدعم مصر دعمًا فنيًا كاملًا، ونحن نعمل معها بشفافية كاملة، وهناك حاليًا ستة مشروعات للتعاون الفنى بين مصر والوكالة يجرى تنفيذها، من ضمنها إنشاء معمل فى وزارة الصحة للرقابة على النظائر المشعة المستخدمة فى المستشفيات، ومشروع تنقيب واستخراج اليورانيوم بالتعاون مع هيئة المواد النووية، وتطوير ودعم الكوادر البشرية بهيئة الرقابة النووية والإشعاعية.

وعلى مستوى أفريقيا، تدعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية «الآفرا» لوجستيا وماليًا، حيث يأتى ٨٥ ٪ من تمويل مشروعات «الآفرا» من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فى حين تمنح الدول المشتركة بالاتفاقية ١٢٪ من التمويل ويأتى الباقى من الدول المانحة مثل اليابان.

كيف تنعكس مشروعات «الآفرا» على المواطن الأفريقى ليشعر بها؟ 

- دائما ما تتصل مشروعات «الآفرا» بخطط التنمية الشاملة فى الدول الأفريقية، حتى يشعر بها المواطن وتنعكس عليه بشكل إيجابي، حيث تواجه دول أفريقيا تحديات فى مجالات الماء والغذاء والطاقة والصحة.

وبخصوص الصحة، فإن بعض دول أفريقيا يعانى من عدم وجود مركز متخصص فى علاج وتشخيص الأورام بالإشعاع، وتعانى دول أخرى من ندرة هذه المراكز، وبالتالى تقوم بعض مشروعات «الآفرا» إلى إنشاء مراكز لعلاج وتشخيص الأورام بالدول الأفريقية، وتدريب الأطباء فى هذه الدول على استخدام التكنولوجيا النووية المطلوبة فى هذا المجال

دائما ما يحدث خلط لدى الكثير من المواطنين بين مفهوم الطاقة الذرية والطاقة النووية، فما الفرق بينهما؟

- الطاقة الذرية تتعلق بالنواة والإلكترونات التى تدور حولها، فى حين أن الطاقة النووية تتعلق بالنواة فقط، وبالتالى فإن مفهوم الطاقة الذرية كمفهوم علمى أشمل


■ وما أهم مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية؟ 
- تتعدد الاستخدامات، ففى المجال الطبى هناك تطبيقات فى عمل بعض الأشعات التشخيصية وتشخيص بعض أمراض القلب والبروستاتا، وعلاج وتشخيص الأورام وبعض أمراض الغدة الدرقية، وكذلك تستخدم فى تعقيم المستلزمات الطبية عن طريق وحدات التشعيع الجامى، ومن أهم هذه المستلزمات فلاتر الغسيل الكلوى والخيوط الجراحية و«الجوانتيات» الطبية ووصلات الدم.
ويعد التشعيع الجامى من أفضل وسائل التعقيم للقضاء على الميكروبات، بجانب إنتاج هيئة الطاقة الذرية النظائر المشعة للاستخدامات الطبية، عن طريق مصنع إنتاج النظائر المشعة التابع لمفاعل مصر البحثى الثانى، حيث ينتج مولدات التكنسيوم ٩٩، وهى أكثر النظائر التى تستخدم فى تشخيص الأورام فى مصر، وأيضا نظير اليود ١٣١ الذى يستخدم لعلاج الغدة الدرقية.
ويتم توريد هذه النظائر للمستشفيات والمراكز الطبية فى مصر بسعر يوازى ٤٥٪ من النظائر التى كانت تستوردها مصر من الخارج وبنفس الجودة مما يوفر العملة الصعبة.
وحصلت الهيئة على إشادات من جهات عدة، منها مستشفى قصر العيني، وذلك بسبب جودة المنتج المصرى من النظائر المشعة، ويوفر المصنع الآن ٥٠ ٪ من احتياجات السوق المحلية بالنسبة لموالدات التكنسيوم، و٩٠ ٪ من احتياجات السوق المحلية فيما يتعلق بنظير اليود ١٣١، ومن المنتظر أن تقوم الهيئة بتغطية احتياجات السوق المصرية من النظائر المشعة بنسبة ١٠٠٪، ويليها التصدير للخارج فى ٢٠١٩، حيث إن الطاقة القصوى لمصنع إنتاج النظائر المشعة أربعة أضعاف احتياجات السوق المحلية.
أما فى مجال الزراعة، فيمكن المساهمة فى عمل طفرات لبعض المحاصيل مثل القمح والذرة والأرز والسمسم، ما يعنى زيادة إنتاجية المحصول ونموه فى أجواء صعبة، وهى الأجواء الصحراوية الحارة التى تعانى من قلة المياه، وتشمل أيضا التطبيقات معالجة التوابل بالإشعاع، ما يزيد من فترة التخزين ويقضى على الميكروبات ويساعد فى تصدير هذه المحاصيل. 
وأيضا تشعيع التوباز، وهو خامة رخيصة تستخرج من الجبل وبعد تعرضها للإشعاع تتحول إلى أحجار كريمة تستخدم فى المجوهرات.
■ فيما يخص معالجة المنتجات إشعاعيا، هل يشترط ذلك من أجل التصدير؟ 
- لا، ليس شرطا أساسيًا من شروط التصدير، ولكن هناك بعض الدول تحتاج إلى مواصفات معينة للمنتجات التى تستوردها، حيث تشترط هذه البلاد معالجة المنتجات إشعاعيا للقضاء على الحشرات.
■ وما أهم المنتجات الزراعية التى يتم حفظها عن طريق الإشعاع؟
التوابل والأعشاب وعسل النحل.


■ وما الفرق بين المعالجة الإشعاعية والتلوث الإشعاعي؟ 
- المعالجة الإشعاعية هى وضع المادة الغذائية فى مجال إشعاعى، وبالتالى يتم القضاء على الحشرات وكل ما لها من خلايا حية بدون تأثير على المكونات الغذائية.
أما التلوث الإشعاعى فهو اختلاط المادة الغذائية بمادة مشعة، وينتج عن الحوادث النووية، مثلما حدث فى تشرنوبيل بأوكرانيا عام ١٩٨٦، حيث أدى الحادث إلى خروج مكونات مشعة فى الهواء، كونت «بودرة ناعمة» نزلت على التربة، ما أثر لعدة سنوات على المحاصيل الزراعية.
■ ما دور الهيئة فى معالجة النفايات الناتجة عن الاستخدام السلمي؟
- نمتلك منظومة متكاملة لإدارة النفايات المشعة، تغطى كل الاستخدامات السلمية، ووفقًا لشكل المصدر المشع يتم التعامل معه، سواء بتفكيكه أو بتخزينه فترات حتى يحدث له اضمحلال أو دفنه فى مدافن خاصة.
■ ما أهم المشروعات التى تخطط الهيئة لها؟
- نقوم حاليا بعمل مشروع للمعالجة الإشعاعية للقمح، من أجل تخزينه دون الحاجة إلى صوامع، حيث يقضى الإشعاع على الحشرات وبويضات الحشرات، وبالتالى لا تعود الإصابة الحشرية من جديد.
ونبحث المعالجة الإشعاعية للأسماك، عن طريق تعريضها لجرعة إشعاعية بعد صيدها، بدلا من تجميدها، فيتم وضعها فى ثلاجات عادية دون الحاجة إلى تجميد، ما يجعلها طازجة لمده تصل إلى تسعة أيام.
وأيضا هناك تفكير فى استخدام الإشعاع فى القضاء على ذبابة الفاكهة ببعض الموالح التى يتصم تصديرها، ولكن هذا المشروع يحتاج إمكانيات خاصه لا تتوافر حاليًا.
وكذلك معالجة التمور بالإشعاع، حيث إن مصر من أكبر منتجى التمور فى العالم، وستؤدى معالجتها إشعاعيا إلى القضاء على نسبة الفاقد الكبير فى التمور.
■ وكم تبلغ أعداد الدراسات البحثية التى تنشرها الهيئة سنويا؟
- تنشر الهيئة حوالى ٥٠٠ بحث علمى، منها على الأقل ٢٠٠ بحث فى مجلات علمية مرموقة ذات تأثير قوى، وهى بذلك تحتل المركز الثانى على مستوى المراكز البحثية فى مصر، فى عدد الأبحاث المنشورة.