كيف ينشطر هرم خوفو أول أيام الربيع؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
«الدنيا ربيع والجو بديع»

بائع زهور: مصر تنفرد بالورد البلدى «الماجيك».. ودول عديدة حاولت زراعته وفشلت

يحتفل المصريون بعيد الربيع كل عام، من خلال عدة مظاهر من أشهرها الخروج للمتنزهات والحدائق والتمتع بالشمس الساطعة والأجواء الاحتفالية، ويتناولون خلالها الوجبات، فيما يتجه البعض إلى شراء الزهور والورود ابتهاجا بقدوم الربيع.

ويقول نبيل خالد -يعمل فى محل لبيع الزهور بالجيزة-، «يعتبر الربيع من أفضل المواسم التى يكون فيها إقبال على شراء الورود»، ويضيف أن مصر تنفرد بالورد البلدى الذى يزرع فى تربتها، خاصة أنه فى الدول الأخرى يحاولون إنتاج هذا النوع من الورود، ويطلق عليه «الماجيك»، ولكنه ليس مثله تماما، وإنما يشبه إنتاج الفاكهة والخضراوات بطريقة الصوب الزراعية.

احتفل الفراعنة بـ«الفسيخ والرنجة والملوحة والبصل» لطرد الأرواح الشريرة

ارتبطت أعياد الربيع ارتباطا وثيقا بالقدماء المصريين؛ حيث كان بالنسبة لهم أهم فصول السنة، ويقول خبير الآثار مجدى شاكر، إن القدماء المصريين اهتموا بتغييرات الفصول خاصة الشتاء والصيف، وكان يتصدر فصل الربيع أحد هذه الاهتمامات نظرا لارتباط الزراعة به، حيث يتزامن مع الفيضان الذى تزداد فيه الأسماك وتتفتح خلاله الزهور.

وكانت أشهر الزهور هى زهرة اللوتس، التى تتميز عن بقية الزهور، حيث لاحظ القدماء المصريين، ظهورها من مياه النيل مع شروق الشمس وتختفى عند الغروب، فارتبطت عندهم بعملية البعث والخلود، بالإضافة إلى أن لزهرة اللوتس رائحة تبث فى الجسم شيئا من الراحة وهدوء الأعصاب.

وأكد خبير الآثار أن لكل شىء عند القدماء المصريين رمزا، وارتبط فصل الربيع بعدد من الأطعمة من بينها الأسماك والبيض والبصل.

وأضاف «شاكر»، أن الأسماك المملحة أحد الأطعمة التى يحرص المصريون على تناولها، وتحديدا الفسيخ والرنجة والملوحة، احتفالا بأعياد الربيع كعادة تعود إلى أجدادنا، الذين استخدموا فكرة تمليح الأسماك من عملية التحنيط.

وأشار خبير الآثار إلى أنه عندما ينحسر الفيضان تتبقى كميات كبيرة من الأسماك، فلا يجد طريقة فى حفظها إلا بوضع الملح عليها.

وتابع أن المصرى القديم كان يتخيل الكون عبارة عن «بيضة»، والتى يخرج منها «كتكوت»، وكانت ترمز عندهم إلى فكرة البعث والخلود، لذلك يُرمز إلى الأم إيزيس بها وكانوا يرسمون عليها، فيما الآن اعتاد المواطنون على تلوينها.

أما عن البصل، فيقول إنه فى بعض محافظات الصعيد نجد البصل مُعلقًا على أبواب المنازل، وتلك العادة مستمدة من أجدادنا القدماء المصريين الذين كانوا يعلقون البصل على الأبواب بالتزامن مع قدوم فصل الربيع، واعتقدوا أن البصل يطرد الأرواح الشريرة، ووجد عدد من الباحثين أن الذين بنوا الأهرامات كانوا يأكلون البصل لما له من أثر إيجابى فى نشاط وحيوية الإنسان.

أول أيام فصل الربيع

منذ حوالي 100 عام، رصد أحد العلماء ظاهرة غريبة تحدث عند الهرم الأكبر، وتوافق يوم الحادى والعشرين من شهر مارس فى كل عام، وهو أول أيام فصل الربيع.

ففي 1920، اكتشف عالم الفلك البريطانى «بروكتر» ظاهرة لا تحدث إلا فى أول يوم بفصل الربيع؛ حيث إنه فى تمام الساعة السادسة مساءً، ينشطر الهرم الأكبر «خوفو» إلى نصفين بفعل سقوط أشعة الشمس بزاوية معينة على الواجهة الجنوبية للهرم.

وتوصل العالم البريطانى إلى أن هذه الأشعة تكشف الخط الفاصل بين مثلثى الواجهة اللذيْن يتبادلان الضوء والظلال فتبدو وكأنها شطران، وبعد مرور عشرة أعوام من ذلك الاكتشاف تمكن العالم البريطانى من التقاط عدد من الصور مستعينا بطائرة ليظهر قرص الشمس للعيان، وكأنه يتربع فوق قمة الهرم.

ولكن العالم الفرنسى «أندريه بوشان» نجح بعد ذلك الاكتشاف بأربعة عشر عامًا فى تسجيل تلك الظاهرة باستخدام الأشعة تحت الحمراء.

أطعمة الربيع

دائما ما يرتبط الاحتفال بالأعياد عند المصريين ببعض الأطعمة المميزة، ففى عيد الأضحى يكثر شراء اللحوم، ويتميز شهر رمضان المبارك بإعداد صنوف عديدة من الأكلات، بالإضافة إلى شراء المكسرات، فيما تشتهر أعياد الربيع وشم النسيم بتناول الأسماك المملحة، مثل: «الفسيخ والرنجة والملوحة».

ويقبل المصريون على شراء البيض وتلوينه بألوان مبهجة، تضفى طبعا مميزا على احتفالات الربيع.

تأثيرات نفسية على الإنسان

تقول الدكتورة سامية خضر أستاذة علم النفس والاجتماع، إن الطقس يؤثر وينعكس مباشرة على سلوكيات الإنسان وحياته، وأشارت إلى أن الأشخاص الذين يعشيون فى البلاد ذات الطقس البارد، يحملون صفات عدوانية بعض الشىء تجاه الآخرين، وعلى العكس من ذلك؛ فإن المواطنين الذى يسكنون فى البلاد ذات الطقس الحار فإنهم يتميزون بالكسل.

وتابعت: «بينما مصر تتمتع بطقس هو الأجمل فى العالم، ما يترك أثرا نفسيا وسلوكيا مغايرا عن أى مكان آخر، فيكون الإنسان متزنًا فى تصرفاته بعيدا عن الحدة والتطرف، وأكدت أن لطقس الربيع أثرا إيجابيا فى سلوكيات الإنسان».

غنّى له فريد الأطرش وسعاد حسنى وكتب عنه الشعراء قصائد

الربيع بين الفن والأدب

احتفى المصريون بالربيع فى عدة أعمال فنية، أشهرها بالطبع كانت أغنية الفنان الراحلة سعاد حسنى فى فيلم «أميرة حبى أنا» المعروفة بـ«الدنيا ربيع»، والتى ألفها الشاعر الراحل صلاح جاهين، وفى أغنية أخرى غنى المطرب فريد الأطرش «الربيع عاد من تاني».

فيما كان لعدد من الشعراء بعض القصائد التى تتغنى بالربيع؛ حيث أنشد «البحتري» قصيدة بعنوان «أتاك الربيع»، التى قال فى بعض أبياتها «أتَاكَ الرّبيعُ الطّلقُ يَختالُ.. ضَاحِكًا منَ الحُسنِ حتّى كادَ أنْ يَتَكَلّمَا.. وَقَد نَبّهَ النّوْرُوزُ فى غَلَسِ الدّجَى.. أوائِلَ وَرْدٍ كُنّ بالأمْسِ نُوَّمَا.. يُفَتّقُهَا بَرْدُ النّدَى، فكَأنّهُ.. يَنِثُّ حَديثًا كانَ قَبلُ مُكَتَّمَا».

بالإضافة إلى الشاعر الراحل إبراهيم ناجى، وله قصيدة بعنوان «شم النسيم»، التى يقول فيها: «ليس بدعًا يا وردة العمر أن كانت.. لمعناك وردة الروض تُهدى.. لا تظنى وردًا يكافئ وردًا.. أنت أغلى حسنا وأكرم وردا.. غير أنى وإن عجزت عن التقدير.. حاولت ما تمكنت جهدًا».

الطقس

فيما يتصل بطقس الربيع، يقول خبير الأرصاد وحيد سعودي، إن السمة المميزة لطقس الربيع هو اعتدال الطقس على مدار ثلاثة أشهر.

وأضاف خبير الأرصاد، أن طقس الربيع المعتدل يتخلله بعض التقلبات الحادة والسريعة ما بين ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة، ومن أهم الظواهر المؤثرة خلال هذا الفصل على جمهورية مصر العربية هو الموجات الخمسينية.

وأضاف خبير الأرصاد، أن درجات الحرارة ترتفع بشكل ملحوظ خلال الموجات الخمسينية، بالإضافة إلى نشاط ملحوظ للرياح والعواصف الرملية مما يؤدى إلى انخفاض الرؤية على الطرق. وتابع أن مع تحرك المنخفضات الخمسينية الحرارية تنخفض درجات الحرارة انخفاضا ملحوظا، مصحوبا بسقوط الأمطار الغزيرة أحيانا خاصة على محافظات الساحل الشمالي.