الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"البوابة نيوز" في قرية سعد زغلول.. "إبيانة" تخلد ذكرى الزعيم وتشكو إهمال المسئولين.. وأحفاده يطالبون بترميم منزله وتحويله إلى مزار سياحي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد مرور مائة عام على ثورة ١٩١٩ بقيادة سعد زغلول، إلا أن قريته إبيانة التى نشأ فيها، لا تزال تحتفظ بالكثير من أطياف وملامح حياته، فالذكريات فيها لا تزال حية عن تلك الأيام التى حملت نضال المصريين جميعًا تحت راية الزعيم سعد زغلول، رافعين شعار «الاستقلال التام أو الموت الزؤام»، وتصدى قوات الاحتلال البريطانية لهم بإطلاق الرصاص، مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى.

«البوابة نيوز» رصدت ملمحًا من ملامح هذه الثورة، من خلال تسليط الضوء على مسقط رأس زعيم الثورة سعد باشا زغلول، حيث قرية إبيانة التابعة لمركز مطوبس محافظة كفر الشيخ، والتقت ببعض أحفاده من الجيل الرابع أبناء أشقائه، الذين ما زالوا يفتخرون بأن جدهم الأكبر كان قائدًا لثورة الـ ١٩١٩ ومن خلال رصد لمنزل العائلة الأثرى والذى تحول بعد ثورة الـ١٩٥٢ لمدرسة لأبناء القرية حتى عام ٢٠١٧، بعد بناء مدرسة جديدة ولكن ما زال المنزل يعانى ويشكو من الإهمال وتطالب الأسرة بترميمه وتحويله لمتحف ومزار سياحى وتسليمه للآثار بدلًا من تركه ليد العبث والإهمال.

أحفاد الزعيم
يلقى «نادر عبدالله الشناوى زغلول» عمدة قرية إبيانة وحفيد الزعيم لشقيقه الأكبر «الشناوى» والذى تولى تربية سعد زغلول بعد وفاة والده الحاج إبراهيم عن سن صغيرة فى الخامسة من عمره. الضوء على المنزل الذى عاش فيه الزعيم قائلا: تصل مساحة المنزل الأساسية بالحديقة الملحقة به لقرابة الثلاثة أفدنة، ولكن تم بناء ٣ مدارس ومعهد دينى بجوار المنزل القديم الأثري، الذى ينقسم لمبنيين متجاورين يفصل بينهما ١٠ أمتار فقط، الأول هو «السلاملك» مكون من طابقين «بدروم»، وكان يستخدم فى النشاط المدرسى بعد تحويله لمدرسة، والثاني، دور يضم ٦ غرف، تحولت لفصول تعليمية أما الثانى مبنى «الحرملك»، فيتكون من ٣ أدوار، دور أرضي، ودورين علويين، وعدد غرفه مثل المبنى الأول، وكان يعيش فيه الحريم والخدم ولا يسمح فيه بدخول الأغراب.
وأضاف عمدة «إبيانة»، أن المنزل يصل عمره لأكثر من ١٢٠ عاما، حيث ولد فيه الزعيم وعاش، بعد أن تلقى تعليمه فى كتاب القرية وحفظ القرآن الكريم به، ثم التحق بعد ذلك بالمعهد الدينى الأزهرى بمدينة دسوق التى تبعد أكثر من ٣٠ كيلومترا عن القرية، ثم سافر بعد ذلك للقاهرة حيث درس هناك فى كلية الحقوق، ثم تزوج زوجته الوحيدة «صفية»، وعمل بالمحاماة ولم يكن له نشاط سياسى فى بداية الأمر ولكن سرعان ما انخرط فيها، حيث كان صهرًا لرئيس الوزراء مصطفى باشا فهمي، ثم تسارعت الأحداث ليكون ملهمًا لثورة ١٩ مع رفاقه ليشكل بعد عودته من المنفى حزب الوفد.
ويضيف «حفيد الزعيم» أن والد سعد باشا، كان متزوجًا من سيدتين الأولى تدعى «فاطمة زغلول» ابنة عمه، وأنجب منها «عبدالرحمن، ومحمد، وأحمد، والشناوي، وشلبي، وستهم، وفرحانة»، ثم توفيت تلك الزوجة، وتزوج بأخرى وهى والدة الزعيم الراحل، وتدعى «مريم عبده بركات» من أعيان قرية منية المرشد، التابعة لمركز مطوبس، والمجاورة لقرية إبيانة، أنجب منها «سعد وفتحى وستهم» والأخيرة جدة مصطفى وعلى أمين، حيث كان الزعيم «خال» والدتهم وهو الذى قام بتربيتهم، وقام بوضعهم فى الوصية الخاصة بالتركة.

الخديو فى منزل الزعيم 
ويضيف محمد نجيب زغلول حفيد «الزعيم » من ناحية شقيقه «شلبي»، أن الزعيم كان يزور القرية بصفة متقطعة، واستقبل فى المنزل الموجود حاليًا الخديو عباس حلمي، أثناء عودته من رحلة نيلية فى السودان، حيث كان فى طريقه للإسكندرية وخرجت القرية عن بكرة أبيها، ومنهم التلاميذ من الكتاب بالجلابيب ورددوا أغنية ألفها عريف القرية مطلعها «أفندينا ياسلام.... زار السودان ورجع لينا سالم»، كما زار المنزل الشاعر حافظ إبراهيم ومصطفى وعلى أمين اللذان قام «الزعيم بتربيتهما» وكثير من الوزراء. 
ويضيف «إيهاب أبو إبراهيم» عضو اللجنة المركزية لحزب الوفد بمطوبس ومسئول الإعلام بها، أنه لا أحد يحيى ذكرى ميلاد أو وفاة الزعيم سوى الحزب، حيث يعقد ندوة خلال هذه الذكرى يحضرها قيادات من الوفد بالقاهرة، وآخر مسئول زار القرية لإحياء ذكرى سعد زغلول كان عام ١٩٧١م، وكان اللواء جمال حماد محافظ كفر الشيخ فى الستينيات يحتفل بالذكرى على قناطر أدفينا المواجهة لقرية إبيانة وبعد ذلك تم الاحتفال عامى ٧٠ و١٩٧١م، أيام اللواء حسين الريحانى محافظ كفر الشيخ وتم إدخال الرصف والكهرباء للقرية.
واكد أحفاد الزعيم على ضرورة ترميم المنزل وتطويره، نظرًا لأنه يعتبر من الآثار ومر على إنشائه أكثر من ١٢٠ سنة، وآخر من قام بترميمه كان «الزعيم» حيث جدده ليستقبل فيه الخديو عباس حلمي، وبعدها لم يتم تجديده، ويخشون أن ينهار المنزل بفعل الإهمال ومرور الزمن والعوامل الجوية والمياه الجوفية.
كم طالبوا بإقامة احتفالية كبيرة بالقرية تليق بذكرى مئوية ثورة ١٩١٩، لأن آخر زيارة لمسئول للقرية كان فى ٢٠١٦، وقت تولى الدكتور أسامة حمدى المحافظ السابق المنزل، عندما تقدمت بشكوى له أكدت فيها أن سلالم الحراملك مهددة بالانهيار والمنزل مدرسة وهناك مخاوف على الأطفال، فتم إصلاحها، وهناك سلم مكسور ويحتاج لإصلاح، وآخر مسئول سياسى زار بيت سعد زغلول الدكتور السيد البدوى فى ٢٤ أغسطس ٢٠١٢م وأبدى استياءه عما آل إليه بيت سعد زغلول، نظرًا لأن المياه الجوفية تهدده بالانهيار فى أى وقت ولا توجد وسائل أمان أو إطفاء به علمًا بأن أرضية كثير من حجراته من الخشب.

«مفيش فايدة»
أوضح محمد نجيب زغلول، سبب المقولة الشهيرة لسعد «مفيش فايدة» حيث أكد أنه تم فهمها خطأ واستعملت بعد ذلك فى قياس باطل، لأن الزعيم قالها فى المراحل الأخيرة من مرضه حينما دخلت عليه زوجته صفية زغلول وأخبرته بأنها ستحضر له طبيبًا فرفض وقال لها «مفيش فايدة»، لإحساسه بقرب نهايته. 
ويحكى محمد نجيب، أن جده سعد زغلول، كان صديقًا لقاسم أمين وغيرهم من أصحاب نظرية حرية المرأة، ولكنه لا يعلم صحة قيامه بكشف حجاب إحدى النساء وقوله لها «أنزعى هذه الخرقة البالية».

تطوير القرية
يطالب أهالى قرية إبيانة التى يصل عدد سكانها قرابة الـ١٥ ألف نسمة، بسرعة الانتهاء من توصيل الصرف الصحى الذى بدأ منذ عام وحول شوارع القرية لبرك ومستنقعات وحفر يصعب سير المشاة فيها، فضلًا عن السيارات، كم يطالبون بمد الصرف الصحى للمنازل الجديدة التى تقع على أطراف القرية وتصل لأكثر من ٣٠٠ منزل وسرعة الرصف.
كما يطالب الأهالى بتحويل قطعة أرض تبرعوا بها، إلى مركز شباب، نظرًا لعدم وجود مركز شباب بالقرية، بالإضافة لتزويد القرية بكشافات إنارة إضافية بالشوارع الرئيسية والمقابر والمدارس.
وتطالب سها محمد حسن زغلول «حفيدة سعد زغلول» ومديرة مدرسة سعد زغلول، بتوفير سرفيس أو أتوبيسات لأهالى القرية، نظرًا لعدم وجود أى وسيلة مواصلات باستثناء، التوك توك والذى يقوم سائقوه برفع الأجرة ما بين ٧ و١٠ جنيهات بسبب أعمال الحفر بالشوارع.

تمثالان وميدان
أقامت الدولة تمثالين لسعد باشا زغلول أحدهما تمثال قديم وصغير ومهمل بمدخل القرية مصنوع من الحجر الجيري، وبدت عليه علامات الإهمال والآخر تمثال كبير من الجرانيت، وضع على قاعدة يصل طولها مع التمثال ٥ أمتار يرفع يده اليمني، وذلك بالقرب من مدخل مطوبس الجنوبى على قناطر إدفينا.
أما قرية إبيانة فيعود اسمها إلى «بيانات» وتعنى القرية الأكبر من الصغيرة والأصغر من المدينة، وهناك تفسير آخر للاسم بأنها الطريق للسفن ثم حُرف الاسم بعد ذلك لـ«إبيانة»، وكانت القرية مرساة للسفن والصيادين فى العصر القديم وكان بها فنار للإرشاد الملاحي.
ويمتهن أهلها الزراعة ويصل متوسط الحيازات بها إلى فدانين، وبها نسبة كبيرة من المتعلمين بعضهم يشغل مناصب مرموقة فى الجامعات كعمداء كليات وأطباء وكذلك مستشارين وضباط ومحامين ومدرسين وحرفيين ولكن لا تشتهر بحرفة معينة، وبها ٣ مدارس منها مدرسة سعد زغلول الابتدائية التى تتزين بصوره، ومعهد دينى ووحدة صحية وجمعية زراعية، وقريبة من النيل بـ٢٠٠ متر وتبعد عن مدينة مطوبس بـ٥٠٠ متر وعن البحر المتوسط بـ٢٥ كيلومترا، وهناك العشرات من أبناء القرية تسموا باسم «سعد زغلول».