الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

معلومات مهمة عن أبو الفقراء "غريغوريوس حداد"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما مات عام 1928 شارك في جنازته 50 ألف مسلم دمشقي، من بينهم عدد كبير من شيوخ المسلمين، وقيل إن المسلمين أرادوا الصلاة عليه في الجامع الأموي الكبير حتى أن الكثيرين أسموه محمد "غريغوريوس" و"أبو الفقراء والمسلمين،" إنه البطريرك غريغوريوس حداد، الذي كان شخصية إنسانية عظيمة وعلى درجة عالية من الوطنية والتسامح، وواحدًا من رجالات سوريا الذين عرفوا قيمة الوطن وصونه ودافعوا عنه وعن أبنائه بالحب والعطاء علاقته مع الإسلام والمسلمين مثال يحتذى به في التسامح والمحبة ووحدة الحياة بين ابناء الأمة الواحدة-المجتمع الواحد.
البطريرك غريغوريوس حداد مشهود له بالوطنية وكتب عنه العلامة محمد كرد علي في مذكراته مايلي:
عرفت صديقي البطريرك غريغوريوس حداد قبيل الحرب العالمية الأولى وبلغني عنه هذه الرواية:
بسبب المجاعة التي أصابت شعب هذه المنطقة أثناء الحرب العالمية الأولى
ويقال انه فتح أبواب البطريركية للجميع أيام الحرب، واستدان أمولا طائلة لإطعام الجائعين، ومن أخباره في هذا الشأن أنه كان له صليب ماسي أهداه إياه قيصر روسيا "نقولا الثاني"
لما نفذت أمول البطريركية رهنه لدى صائغ يهودي دمشقي بألف ليرة عثمانية، فلاحظه أحد أغنياء المسلمين فذهب وفك رهنه وأعاده الى البطريرك، فأخذه البطريرك وباعه من جديد دون أن يدري به أحد وصنع مثيلا له من احجار زجاجية بدل الماسية لم يعرف بالامر أهل البطريركية إلا بعد موته.
كما يروى عن غبطته أيضا أنه كان أول من بايع الملك فيصل عندما توج ملكا على سوريا، وبعد معركة ميسلون وبينما الجيش الفرنسي يستعد لدخول دمشق، غادر الملك فيصل بالقطار، إلا أنه فوجئ بالبطريرك غريغوريوس قادما وحده إلى محطة الحجاز ليودعه قائلا:
"هذه اليد التي بايعتك ستبقى على العهد إلى الأبد"
فما كان من الملك فيصل سوى أن صافحه باكيا ومحاولا تقبيل يد البطريرك.
ولما توفي عام 1928 جري تشييع جثمانه من بيروت إلى دمشق فاستقبلت الحكومة السورية جثمانه على الحدود باطلاق مئة طلقة من المدفعية تحية له، فيما كانت الجماهير تصرخ:
"مات أبو الفقير مات بطريرك النصارى وإمام المسلمين، نزلت بالعرب الكارثة العظمى"
وأرسل الملك فيصل من بغداد إلى دمشق مئة فارس على الخيل ليشتركوا في التشييع، كما يروى أن الجثمان عندما وصل الى ساحة الشهداء في بيروت شرع أحد التجار المسلمين يرش الملبس على الطريق أمام الجثمان قائلا:
"إن هذا القديس قد أعالني أنا وعائلتي طيلة الحرب العالمية الأولى"
كما شارك في الجنازة كبار الشيوخ المسلمين منهم مفتي البقاع في لبنان "محمد أمين قزعون" وقيل أن مسلمي دمشق أرادوا الصلاة عليه في الجامع الأموي الكبير