الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

رغم الفوضى والحيرة.. صلاح العزب: "كل شيء هادئ في القاهرة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"المحلية" هي الصفة التي أصبحت يلصقها النقاد بعدد كبير من الروايات المصرية الصادرة حديثًا، عند سؤالهم حول أسباب تصدر الروايات العربية لمعظم الجوائز الأدبية مقارنة بالروايات المصرية، ولكنهم يرون في الوقت ذاته إن هذه المحلية تضفي على العمل طابع الخصوصية، هذه الخصوصية تتجلي عند الكاتب الروائي الشاب محمد صلاح العزب بوضوح، عادة ما يركز على الجوانب الإنسانية للأشخاص، ما يدور في وعقولهم وخواطرهم من حيرة وتساؤلات.. يتضح هذا في مجموعته القصصية " استوديو ريهام للتصوير" وكذلك في أحدث رواياته " كل شيء هادئ في القاهرة".
عنوان الرواية هو المفارقة فلا شيء هادئ في القاهرة، التي تدور أحداثها أثناء ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011، لا الوطن هادئ ولا شخصيات " الكاتب" التي تقفد زمام حياتها وتصبح الفوضى هي السمة المميزة للخاص والعام.
الأحداث السياسية على هامش العمل أشبه الخلفية الموسيقية للعمل الفني، بطل هذه الرواية هو صحفي متزوج ولديه ابنة " كرمة" ولكنه لم يكن يوما صاحب القرار في حياته بدءًا بدراسته في أحد المدارس الأزهرية استجابة لرغبة لوالده، انتهاء بزواجه من دينا، يعكر صفو حياته ظهور بسنت الممثلة الشابة التي كان يربطه بها قصة عاطفية قديمة مرة أخرى.
يتعرف بطل الرواية على فيروز، وهي سيدة أربعينه تعيش بمفردها في حي مصر الجديدة بعد سفر ابنتها الوحيدة واصابة زوجها باضطراب نفسي وعقلي أصبح يجوب على أثره اشارات المرور في الجيزة والقاهرة، تريد فيروز من الصحفي أن يدون قصتها في رواية وهنا تتداخل الأحداث بين حياته وحياتها.
حياة فيروز المضطربة وغير المستقرة لم تكن أفضل حال من حياة الصحفي الذي تأمل فيه كتابة قصتها، فهو أيضًا لا يجد في عمله أي فائدة سوى انه مصدر لكسب قوت يومه ومركز اجتماعي في وطن تحتاج فيه إلى شيء ما ييسر لك أحوالك، فيقرر اللجوء للتأليف الأدبي ينفصل عن زوجته ويتزوج من بسنت بعد ثلاث شهور فقط يقع الطلاق، حتى الكتابة الإبداعية لا يثق في جدواها فيتساءل في رسالة ضمن فصول الرواية، موجهه إلى ابنته كرمة:" ربما تنجح روايتي، وحين تكبرين أكون قد كتبت دستة من الروايات أو أكثر وحزت جائزة مهمة أو اثنتين. ولو أنك ستهتمين بهذا، أو سيجعلك فخورة بي بشكل أو بأخر، لكن الكتابة فخ... هل تحبينني كاتبا عميقا؟ أم كاتبا نجما، أم كاتبا بيست سيلر، أم كاتب جوائز، أم كاتب مغمورا، أم كاتبا موهوما بأن ما يكتبه لن يتم تقديره إلا بعد 50 عاما على الأقل؟.
صدرت الرواية عن الدار المصرية اللبنانية تزامنا مع الدورة الخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب والذي اختتم فعالياته في الخامس من فبراير الجاري. تعتبر هذه الرواية الرابعة بعد " وقوف متكرر" و" سرير الرجل الإيطالي" و" سيدي براني".