قال مدير الميزانية في البيت الأبيض ميك مولفاني اليوم الأحد، إن هناك احتمالا كبيرا لأن تمتد حالة الجمود القائمة بشأن تمويل الحكومة الفيدرالية، والتي أدت إلى إغلاق جزء كبير، إلى شهر يناير المقبل عندما ينعقد الكونجرس الأمريكي الجديد.
وأغلقت الحكومة الأمريكية جزئيا منتصف ليل السبت، فيما لا يزال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خلاف مع الديمقراطيين بشأن مطالبته تخصيص مبلغ مبدئي قدره 5 مليارات دولار أمريكي لإقامة جدار على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مولفاني، الذي سيتولى منصب كبير موظفي البيت الأبيض، قوله إن معاوني الرئيس الأمريكي عرضوا أمس على الديمقراطيين مبلغا بين الخمس مليارات دولار و1.6 مليار دولار التي عرضها قادة الحزب الديمقراطي، لكنهم ينتظرون ردا منهم الآن.
وأشارت تصريحاته، التي تأتي عقب أيام من المفاوضات، أن ترامب ما زال غير مستعد لإعادة الحكومة للعمل دون تنازلات كبيرة من الديمقراطيين، وبدا ذلك في تغريدة على تويتر يؤكد فيها أن الجدار هو الحل الوحيد لوقف المخدرات والعصابات والعناصر الإجرامية وغيرها مما يدخل البلاد، مما يظهر رفضه عرض الديمقراطيين تخصيص تمويل لتدابير أمنية إضافية على الحدود طالما أنها ليست بجدار حاجز.
ويبدو أن الديمقراطيين على الجانب الآخر، ما زلوا على إصرارهم وليس هناك ما يدعوهم لتلبية مطالب ترامب قبل الثالث من يناير المقبل عندما يتسلمون مقاليد مجلس النواب ليحصلوا بذلك على ثقل تفاوضي إضافي لمعارضة الجدار، الذي وصفه اليوم السيناتور ريتشارد ديربن، الرجل الثاني في ترتيب الديمقراطيين بمجلس الشيوخ، الجدار بأنه شيء "من القرون الوسطى".
وأشار ديربن إلى أن حزبه منفتح على التفاوض بشأن تمويل إضافي لأمن الحدود، إذا تخلى ترامب عن مطالبته بالجدار، وهو العرض الذي رفضه مولفاني في تصريحاته.
ويؤثر الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية الذي بدأ أمس على حوالي ربع الحكومة الفيدرالية ممثلا في 9 من وزاراتها الخمسة عشرة، ويحرم 800 ألف من الموظفين الفيدراليين من أجورهم، فيما تأثرت الخدمات الفيدرالية ومنها المتنزهات الوطنية.
وبدا واضحا أمس السبت أنه من غير المرجح أن يتم التوصل إلى حل على الفور، فحتى إن استمرت المفاوضات، فقد رفعت جلسات مجلس الشيوخ حتى الخميس المقبل لعطلة عيد الميلاد، بعد أن فشل في التوصل إلى حل خلال جلسة استثنائية أمس.
