كشف الفنان حسن العدل عن كواليس جديدة من حرب أكتوبر المجيدة، قائلا: أتذكر أنه قبل الحرب بشهرين جاءت أوامر بالذهاب إلى القناة ضمن خطة التدريبات، فكانت عدة كتائب تذهب إلى القناة ويتم ترك جزء من أفرادها هناك ثم نعود مرة أخرى إلى أماكنا، وتكرر الأمر عدة مرات حتى وصلت أغلب القوات بالقرب من شاطئ القناة ليثبتوا أقدامهم هناك بعد عمليات متواصلة من التمويه.
وأشار العدل إلى أنه، ليلة الحرب كنا متواجدين فى أماكنا مع إتمام كلا منا على أسلحته والشدة الموجودة معه، وفي فجر يوم الحرب اجتمع قادة الجيش يضعون الخطة النهائية للحرب لكن لم أجد من الضباط يكن على علم بما يدبروه، وكنت أشعر بأن هناك شيئا ما يتم تخطيطه، لكن لم توجد أخبار واضحة عن خوض الحرب، فقد حافظوا بذلك على عمليات التمويه والهدوء والصمت التى التزموها منذ بداية المعركة.
وأكمل: "وفى حوالى الساعة الثانية عشرة يوم الحرب جاءت سيارات محملة بالقصب بالقرب من شاطئ القناة وطلب القادة من الجنود الاستمتاع بوقتهم فى تناول القصب، ثم طلبوا منهم أن يلعبوا بعض مباريات كرة القدم كنوع من زيادة التمويه بأنه لا توجد حرب أبدا، ثم طلبوا من كل كتيبة أن تبدأ فى الاستعداد والتأهب بحذر دون أحداث تجمعات واضحة، ليفاجئ الكل بأنه فى تمام الساعة الثانية ظهرًا أن الطيران المصرى يعبر من فوق رءوسنا إلى أماكن تواجد العدو، وجاء القرار بالعبور، فخرجت المدفعية من الخنادق، مع سلاح الطيران فى سيموفونية جميلة، وبدأت جميع الأسلحة فى التحرك تجاه العبور واستمرت الحرب ونحن صائمون، فلا يشعر أي شخص بجوع أو عطش لأنهم كان فى طريقهم لتحقيق حلم النصر أو الشهادة.
وأتذكر أن الشمس في ذلك الوقت كانت واضحة لكنها بدأت فى الغروب، لتصبح بذلك في عين العدو الأمر الذى يعوق رؤيته.
