الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

شخصيات أثرت في الحركة التشكيلية الحديثة.. فاروق حسني نشر الثقافة في ربوع مصر

فاروق حسني
فاروق حسني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقف التاريخ عند بعض الشخصيات باحترام ووقار لما قدموه من عطاء متفان وجهد لا مثيل له، ومن بين هؤلاء، جاء الفنان التشكيلى «فاروق حسني» الذى شغل منصب وزير الثقافة فى الفترة ما بين ١٩٨٧ وحتى ٢٠١١، وعُرف بأسلوبه التجريدى الخاص به فى لوحاته، حيث لاقت إقبالًا جماهيريا عند عرضها فى أهم متاحف ومعارض ومراكز الفنون حول العالم، وكانت له بصمة كبيرة فى تاريخ الفن التشكيلى بتأسيسه العديد من قاعات العرض وتنظيمه للعديد من المعارض الدولية، وإضافته للعديد من الأنشطة الفنية المُختلفة.
وساهم «حسني» بالعديد من الإنجازات الثقافية والفنية، من بينها تحويل هيئة الآثار المصرية إلى المجلس الأعلى للآثار الذى ترتب عليه أكبر حركة تنقيب وترميم وإنشاء متاحف جديدة للآثار المصرية فى عصورها المتنوعة، كما قام بترميم وتطوير المتحف القبطى والمتحف الإسلامى بالقاهرة وترميم وتطوى كل مسارح الدولة، بالإضافة إلى مبنى معهد الموسيقى العربية وإضافة خمسة مسارح جديدة.
كما التفت واهتم بتطوير أوبرا مسرح سيد درويش والمسرح الرومانى بالإسكندرية، بالإضافة إلى أوبرا مسرح بلدية دمنهور بدلتا مصر وجميعها كانت فى حالة شديدة من التهالك والإهمال إضافة إلى إنشائه مسرحا ضخما مكشوفا جديدا هو «محكى القلعة».
هذا بالإضافة إلى اهتمامه بألا يترك متحفا أو أى آثار مصرية ومكانا عريقا دون ترميم، ومن بعدها أنشأ العديد من قصور الثقافة ومراكز الإبداع المتخصصة داخل هذه المبانى الأثرية المرممة.
استحدث أيضًا العديد من الأنشطة الفنية المختلفة والجذابة مثل صالون الشباب، بينالى القاهرة الدولي، المسرح التجريبى الحر ومسرح الهناجر.
لم ينته تاريخ فاروق حسنى الثقافى والفنى عند هذا الحد، فقد استحدث العديد من الأجهزة والقطاعات مثل الجهاز القومى للتنسيق الحضاري، قطاع الإنتاج الثقافى، والمركز القومى للترجمة. وعلاوة على ذلك كله أقام العديد من المهرجانات، مثل المهرجان القومى للسينما المصرية، مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، مهرجان القاهرة الدولى لسينما الأطفال، مهرجان الأفلام التسجيلية القصيرة، مهرجان الموسيقى العربية، سمبوزيوم أسوان الدولى لنحت الحجر، ومهرجان القلعة السنوى للموسيقى والغناء.
وقال عنه الفنان والناقد الدكتور صبحى الشاروني: «رغم دراسته لفن الديكور إلا أنه تألق كرسام تجريدى وحقق لأعماله نجاحًا واضحًا فى فرنسا وإيطاليا، ويتميز الفنان فاروق حسنى بإجادته لإدارة العمل الثقافى حيثما كان، لقد استطاع حيثما حل أن يحول المكان إلى مركز إشعاع ثقافى لمصر يلفت الأنظار ليس لفئة فقط وإنما للفن المصرى عامة وهو يتميز بإجادته تحقيق التوازن بين مسئوليات المناصب التى يتولاها من ناحية ومتطلبات فنه وإبداعه من ناحية أخرى».
كما ظهر خلال فترة الستينيات أحد رواد ومؤسسى الثقافة فى مصر، هو الفنان التشكيلى «عز الدين نجيب» أحد قادة الازدهار الثقافى الذى حدث بعد ثورة يوليو، وبدأ ترك بصماته الثاقبة فى التاريخ الثقافى منذ تخرجة فى كلية الفنون الجميلة فى ١٩٦٢، بتأسيسه قصور الثقافة ومشاركته بالمعارض التشكيلية الجماعية والخاصة وتشجيعه لجيل الشباب نحو إبداعات أفضل.
فعلى الرغم من دراسته الفنية المُتعمقة وعشقه للألوان واللوحات، اتجه فى بداية مشواره إلى تأسيس قصور الثقافة إيمانًا منه بأهمية دورها فى بناء الإنسان بناءً سليمًا وعلى قواعد صحيحة، فشارك فى بداية مشواره العملى فى بناء وتأسيس قصر ثقافة الأنفوشى بالإسكندرية فى ١٩٦٣، وبعد النجاح الذى حققه وانتشار روح الفنون المختلفة من خلال هذا القصر اتجه مرة أخرى نحو بناء قصر ثقافة بورسعيد فى ١٩٦٤.
لم يتوقف عند هذا الحد فوسع أعماله إلى المحافظات التى كانت تجهل الفن مثل محافظة كفر الشيخ، فأسس فصر ثقافة كفر الشيخ الذى لاقى إقبالًا جماهيريًا واسعًا وتشجيعًا من أبناء المحافظة ممن جذبهم الفن سواء بالمُشاركة أو الرؤية وذلك فى ١٩٦٦.
وبالرغم من إسهاماته الثقافية، لم ينس «نجيب» الفن التشكيلى وحبه الشديد له، فاتجه نحو تأسيس مركز الجرافيك بوكالة الغورى فى مطلع الثمانينيات، حتى أصبح المشرف العام على مراكز الفنون التشكيلية فى الفترة بين ١٩٨٢ وحتى ١٩٩٠.