الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

"أنطون وعبدالرحمن" في رمضان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من منا لم يفتقد مقربًا لقلبه أو غاليًا عليه؟ لا أحد، فكلنا افتقدنا يومًا ما مقربًا لقلبنا، نظل دومًا نتذكره، خاصة مع مجيء أعياد أو مناسبات، كان يشاركنا بوجوده فيها، فيضفى عليها لمسات جميلة مثل شهر رمضان الذى سيأتى بعد أيام قليلة، والذى يحتل فى نفسى مكانة خاصة رغم كونى قبطية؛ لأنه الشهر الذى تسود فيه فضائل كثيرة.
ورمضان يأتى، هذا العام، وصورة ابنى الغائب الحبيب تطاردنى ليل نهار، فأظلّ أبحث عنه فى أرجاء البيت، وأتذكر كم كان يفرح بهذا الشهر كثيرًا، حينما يتفق مع أصدقائه على المرور على الشقق والبيوت ليجمعوا أموالًا قليلة من أصحابها ليشتروا بها زينة رمضان ويعلقوها فى الشارع وأمام البيوت.
كان أنطون ابنى ومعه أقرب أصدقائه لقلبه «عبدالرحمن، زياد، محمد، أبانوب» يتجمعون فى رمضان، بعد الإفطار يلتقون ويذهبون معًا للدورات الرمضانية مع رفقاء لهم، ويتنزهون معًا ويمضون سهراتهم ولا يعودون إلا مع صوت «المسحراتي» ويطلبون منه أن ينادى بأسمائهم.
وفى العيد كان أنطون يصر على مشاركتهم فرحتهم بالعيد، وحينما أقول له: «ذلك ليس عيدنا»، يرد قائلًا: «عيد أصحابى هو عيدى»، وقتها يعجز لسانى عن الرد على منطقه البسيط النقي، فطفل السادسة عشرة يفحمنى بإنسانيته الآسرة، ومنه كنت أتعلم كيف أكون أرقى وأجمل وأكثر رحابة بالقلب.
الآن يجيء رمضان دون أنطون ابنى، ويعلم ربى كم أن القلب حزين وممزق والألم يعتصره، أفتقده نعم، وأتساءل: كيف سيمضى عبدالرحمن وزياد ومحمد، «رمضان» دون أنطون الذى علمنى وآخرين رغم صغر عمره، كيف هى تجربة الحياة يمكن أن تكون جميلة ورائعة وتستحق أن تعاش ما دام بها أنقياء القلوب مثل ابنى أنطون.