السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ورش الكتابة الأدبية.. هل بإمكانها أن تخلق أديبا حقيقيا؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كتب الفيلسوف الألمانى فريدريك نيتشه ذات يوم: من بين كل ما كُتب، لا أحب إلّا ما كتبه المرء بدمه، فأن يكتب المرء، يعنى أن ينزف بشكل ما، وأن يحيل نزفه إلى أصوات، وعبرات، وأنفاس، تصطرع على الورق.
هل هذا حقّا هو رأى القائمين على ورش الكتابة الأدبية الآخذة فى الانتشار على مدى السنوات الأخيرة بشكل كبير؟ لقد عرف الوسط الثقافى ورش السيناريو منذ القرن الماضى، والكثير من الكتّاب الشبّان آنذاك كتبوا "من الباطن" لحساب آخرين فى مقابل الأجر، قبل أن تنحسر تلك الظاهرة بعد ذلك، غير أن ظاهرة اُخرى راحت تنتشر فى السنوات الأخيرة، هى ظاهرة ورش الكتابة الأدبيّة، فهل لتلك الورش جدوى حقيقية؟ أم أن كل ما تتوسّله هو الربح المادّى لا أكثر؟ وهل من انعكاس إيجابى لها على الشباب الذين يتحسّسون الطريق؟
قال الناقد الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة، إن هناك عددا كبيرا من الورش الأدبية الآن، يجعل هذه التجربة تمثل ظاهرة جديدة، مضيفا أن هناك اختلافات بين هذه الورش، على مستوى إمكاناتها وأهدافها، وأيضا على مستوى الرغبة أو عدم الرغبة فى الحصول على أرباح من وراء تنظيمها، وهناك أيضا اختلافات أو تباينات من ناحية قدراتها على النجاح.
وأكّد الناقد الكبير أن الكتاب والكاتبات يستطيعون التوصل إلى نتائج مفيدة بأنفسهم، والمبدعون عبر التاريخ الممتد توصلوا إلى خبرات الإبداع دون الانضمام إلى ورش أدبية أو إبداعية، فكل كاتب حقيقى لديه (ورشته) الأدبية الخاصة به وحده: هو يتأمل تجارب المبدعين الآخرين، ويتأمل تجربته أو مشروعه الإبداعى، ويعيد النظر فيما أبدع لكى يصل إلى ما هو أفضل فيما سوف يبدع.. إلخ.
وشدّد "حمودة" على أن الورش الأدبية لها فوائدها المحدودة، ولكن يجب أن تقوم على سعى جماعى إلى الإبداع، وهذا يستلزم أن تبتعد عن الأهداف التجارية.
وقال القاص الدكتور أحمد الباسوسى إن ورش الكتابة الجماعية تعد مفيدة فى الأعمال الدرامية الطويلة التى لا يمكن لكاتب واحد أن ينجزها وحده، غير أن ما حدث هو انتشار الوجه التجارى البحت عن طريق تنظيم ورش كتابة لتعلم كتابة القصة والشعر والسيناريو، مستلهمين تجربة الدروس الخصوصية فى التعليم خاصةً الثانوية العامة للارتزاق وتحقيق ثروات بالملايين، مضيفا أنه يعلم أن هناك فنانين كبار يمتلكون ورش من هذا النوع ينضم إليها الكثير من المهوسين بالكتابة من دون موهبة أو ثقافة لمجرد الشكل الاجتماعى والحصول على فرصة لكتابة سيناريو فيلم أو مسلسل مثلا فيما بعد، مؤكّدا أن هذا السياق المؤسَّس على الربح والارتزاق لا يخرج لنا كاتب مبدع حقيقى.
وأعرب الروائى والقاص محمد العون عن عدم قناعته بورش تعليم الكتابة الأدبية، مؤكّدا أن الكاتب إما أن يكون موهوبا، أو لا، وفى حالة امتلاكه للموهبة، فهو يستطيع أن يكتسب المعارف والخبرات بمفرده من خلال القراءة والاطلاع.