لم يكن طلاقها من زوجها، وحرمانها من نجلها الصغير، سهلًا على "سماح"، ابنة منطقة المرج، فلم تجد مفرا من تلك الأيام العصيبة، سوى الخروج مع صديقتها، الأمر الذي أزعج شقيقها الأكبر، وجعله يشك في سلوكها، وكانت نهاية المطاف بأن شنقها، ليتخلص من ذلك الشك، ويدعي انتحارها.
انتقلت "البوابة نيوز" للمكان الذي شهد ذلك الحادث الأليم، حيث شارع "هارون" بمنطقة المرج، فوجدنا على بعد أمتار من منزل المجني عليها، ورشة خراطة، وبسؤال صاحبها، يُدعى "محمود"، عن تفاصيل حياة المجني عليها، وشقيقها المتهم، قال متأثرًا بما حدث، إنه يقيم مع الطرفين بالمنطقة منذ 16 عامًا.
وأشار الجار إلى أن المجني عليها لديها 5 أشقاء من الذكور، وشقيقة واحدة، وبدأت قصتها المأساوية منذ عامين، حينما انفصلت عن زوجها، وحرمها من رؤية نجلها الصغير، الأمر الذي جعل حالتها النفسية سيئة.
وبدلًا من أن يحتضنها شقيقها الأكبر، ويحاول أن يخفف من معاناتها، ضيق عليها الخناق، وبين الحين والآخر كانت تنشب بينهما خلافات، بسبب الدخول والخروج، قائلًا: "مطلقة وكلام الناس مبيرحمش".
وكشف الجار عن تفاصيل معاناة المجني عليها في أيامها الأخيرة، مشيرًا إلى أن يوم الواقعة علم شقيقها أنها خرجت دون إذن، وحينما عادت، نشبت بينهما مشاجرة، حسبها على إثرها داخل غرفتها، وحينما استغاثت بوالدها، طلب منها أن تخضع لأوامر شقيقها الأكبر، ما جعلها تشعر بخيبة الرجا.
لم تجد المجني عليها حلًا للهرب من ذلك الخناق، سوى ارتداء ملابس أحد أشقائها للتخفي، وقفزت من شباك حجرتها إلى سطح العقار، وحينما نزلت إلى الشارع، لم تسلم من الأهالي، نظرًا لحركاتها المريبة، التي جعلت الأهالي يعتقدون أنها لص، فتعدوا عليها، وحينما كشفت عن هويتها، أبلغوا شقيقها ليأتي ويتسلمها، الأمر الذي جعله يستشيط غيظًا، وحينما عادوا للمنزل، استغل غياب والديه، وتعدى عليها، وشنقها بـ"الكوفيه" الخاصة به، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وحينا عاد والديه، ادعى أن شقيقته انتحرت.
تلقى ضباط مباحث قسم شرطة المرج بلاغًا من "ع. م" بعثوره على شقيقته معلقة أعلى سقف المنزل بحبل، ومتوفاة.
وعلى الفور انتقلت قوة من مباحث القسم، وتم إخطار النيابة العامة، التي انتقلت لمناظرة الجثة، وتبين كذب رواية المبلغ، وأنه شنقها.
وبمواجهته، اعترف بجريمته للتخلص من العار، لسوء سلوكها، فأمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.
