الأهالى: «الفتيات بيطوفوا جوة المسجد وربنا بيرزقهم بالعريس»
«جامع البنات» هو الاسم الذى اشتهر به المسجد الذى بناه عبدالغنى الفخري، أحد مماليك الدولة البرجية، قبل نحو ٧٠٤ أعوام، لتبدأ بعدها الأسطورة بأن الفتاة الراغبة فى الزواج عليها الصلاة فى المسجد والدعاء بالزواج، وعندها تفك عقدة «عنوستها»، وهو ما جعل الفتيات يقبلن على زيارة المسجد بشكل كبير.
ما أن تدخل المسجد حتى تجد على يمينك مصلى السيدات اللاتى أقبلن إليه كثيرا، وعلى حوائط المصلى دعوات من بينها «يارب أتجوز».. «يارب فك حال بنتى وافرح بيها».. وغيرهما من تلك الدعوات.
تقول «مي. م»، إحدى الفتيات التى لجأت للمسجد طلبًا للزواج: «عندى ٣٣ سنة ونفسى افرح زى أى بنت، والناس قالولى أزور جامع البنات لأنه بيفك النحس وان بعد ما أزوره ممكن العقدة تتفك وأتجوز، بقالى حوالى شهر ونص بزور المسجد على أمل العقدة تتفك، وبصلى وبدعى ربنا كتير، ومش أنا لوحدى اللى بروح المسجد عشان كده فى كذا بنت غير أهالى البنات بيعملوا كده.. وفى اقاويل كتير أنه فك كرب كتير من البنات وأتمنى أنى أكون أنا كمان منهم».
ويقول «إبراهيم. س»، أحد سكان المنطقة: «المسجد ده جيه عليه بنات ياما عشان يتجوزوا واللى مبتخلفش جت كمان عشان ربنا يرزقهم بعيل، والبنت بتروح المسجد لمدة ٧ أيام متواصلة، وتطلع المأذنة ٧ مرات، وتطوف جوه المسجد ٧ مرات، ويقال إنه قبل نهاية الأسبوع ربنا بيرزقها بعريس، وبيستجيب لدعاها، والناس معتقدين إن المسجد فيه بركة كبيرة وإنه فعلا قادر على فك النحس، ورغم أن وزارة الأوقاف، منعت الحاجات دى إلا أن البنات لسه بيترددوا عليه، سواء اللى لسه متجوزوش أو اللى نفسهم يبقوا حوامل».
وقال أحد العاملين بالمسجد، رفض ذكر اسمه، إن أسطورة قدرة المسجد على فك عنوسة الفتاة هى أسطورة خرافية وليست صحيحة، وترجع إلى تسمية المسجد باسم «جامع البنات»، واعتقد الجميع أنه قادر على فك العنوسة، لافتا إلى أن ذلك الاعتقاد خاطئ تماما وليس له أى دليل.
ويرجع تاريخ إنشاء المسجد إلى عام ١٣١٣ ميلادية، على يد رجل يسمى عبدالغنى الفخري، وهو من مماليك الدولة البرجية، ويرجع سبب تسميته بهذا الاسم إلى أن الرجل الذى بناه كان له ذرية ٧ بنات وأطلق عليه جامع البنات، بعد مأساة حزينة ضربت عائلته، عندما لقيت بناته السبع حتفهن عذراوات بعدما أصابهن الطاعون.
