الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

إيمان الفراعين.. توت عنخ أمون أقدم قضية اغتيال في تاريخ البشرية

توت عنخ آمون
توت عنخ آمون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أشهر الفراعنة على الإطلاق، وأحد أكبر الألغاز التاريخية، أثار جدلًا واسعًا حول وفاته، وأثار دهشة وإعجابًا أكبر بما خلّفه من كنوز وآثار؛ تكشف عن عظمة الأسرة الثامنة عشرة التى انتمى إليها، لم تتعلق شهرته بإنجازات حققها أو حروب انتصر فيها وإنما لأسباب أخرى أبرزها اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أى تلف أو سرقة توت عنخ آمون. 
إضافة إلى اللغز الذى أحاط بظروف وفاته.. إنه الفرعون والملك الشاب «توت عنخ آمون»، الذى وجدت آثار لكسور على عظام فخده وجمجمته، والتى رجح العديد من الباحثين فى علم المصريات أنه تعرض لأقدم عملية اغتيال فى تاريخ البشرية، ويُعد كنز «توت عنخ آمون» هو الكنز الملكى الوحيد الذى عثر عليه مكتملًا بشكل لا نظير له، إذ يتكون من ثلاثة آلاف وثمانمائة وخمسين قطعة تشمل القناع الذهبى الرائع، وثلاثة توابيت على هيئة إنسان، أحدها من الذهب الخالص، والآخران من خشب مذهب، إضافة إلى أمتعة الحياة اليومية، كالدمى واللعب، ومجموعة من أثاث مكتمل، وأدوات ومعدات حربية، فضلًا عن رموز أخرى وتماثيل للأرباب، تتعلق بدفن الملك وما يؤدى له من شعائر. 
كان الفرعون «المغدور» فى التاسعة من عمره عندما جلس على عرش مصر، والذى يعنى اسمه باللغة المصرية القديمة «الصورة الحية للإله آمون»، وتؤكد الأحداث التاريخية أنه عاش فى فترة انتقالية من تاريخ مصر القديمة، حيث أتى بعد إخناتون الذى وحّد آلهة مصر القديمة فى شكل الإله الواحد، وفى عهده كانت الانتكاسة بالعودة إلى عبادة آلهة مصر القديمة المتعددة، ويعتقد خبراء علم الآثار أن توت عنخ آمون تراوحت فترة حكمه بين ٨ إلى ١٠ سنوات، وتظهر المومياء الخاصة به أنه كان شابًا لم يبلغ العشرين من العمر، وقد تم الاستنتاج مؤخرا باستعمال وسائل حديثة أنه كان على الأرجح فى التاسعة عشر من عمره عند وفاته، فى عهده اندلعت ثورة تل العمارنة ضد حركة الفرعون السابق إخناتون الذى نقل العاصمة من طيبة إلى عاصمته الجديدة أخت أتون بالمنيا وحاول توحيد آلهة مصر القديمة المتعددة بما فيها الإله آمون فى شكل الإله الواحد آتون. فى سنة ١٣٣١ ق.م، أى فى السنة الثالثة لحكم توت عنخ آمون الذى كان عمره ١١ سنة، وبتأثير من الوزير «خپر خپرو رع آي» رفع الحظر المفروض على عبادة الآلهة المتعددة ورجعت العاصمة إلى طيبة، وهو الأمر الذى يثير الكثير من الشكوك حول وفاة الملك المبكرة وبين وزيره.
فالاعتقاد السائد أن الوفاة لم تكن لأسباب مرضية وإنما جرّاء عملية اغتيال قام الوزير «خپر خپرو رع آى» بتدبيرها للاستيلاء على عرش مصر.
ولفترة طويلة كان سبب وفاة توت عنخ آمون مسألة مثيرة للجدل وكانت هناك الكثير من نظريات المؤامرة التى كانت ترجح فكرة أنه لم يمت وإنما تم قتله فى عملية اغتيال، ونتيجة لاستخدام تقنية حديثة للكشف على مومياء «توت عنخ آمون»، باستخدام أشعة «السيتى سكان»، أكد عالم الآثار الدكتور زاهى حواس أنه لا توجد أية أدلة على أن توت عنخ آمون قد تعرض إلى عملية اغتيال، مشيرًا إلى أن الفتحة الموجودة فى جمجمته لا تعود لسبب تلقيه ضربة على الرأس كما كان يُعتقد فى السابق، وإنما تعرضت المومياء لبعض الجروح لاستخدام المستكشف البريطانى هوارد كارتر لبعض الآلات الحادة فى نزع القناع الذهبى للملك عن المومياء، وعلل زاهى حواس الكسر فى عظم الفخذ اليسري الذى طالما تم ربطه بنظرية الاغتيال بأنه كسر تعرض له توت عنخ آمون قبل موته وربما يكون الالتهاب الناتج عن هذا الكسر قد تسبب فى وفاته، كما أظهرت التحاليل الحديثة أيضا أن عظم سقف التجويف الفمى لتوت عنخ آمون لم يكن مكتملًا، وكان طول قامة توت عنخ آمون ١٧٠ سم وكان الطول العرضى لجمجمته أكبر من الطول الطبيعى مما حدا بالبعض باقتراح مرض متلازمة مارفان كسبب للموت المبكر، وهذه الحالة وراثية تنقل عن طريق مورثات جسمية مهيمنة.