الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

إيمان الفراعين.. "أحمس الأول" هزم الهكسوس وأعاد بناء معابد آمون

أحمس الأول
أحمس الأول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مؤسس الأسرة الثامنة عشرة، وعضو فى العائلة المالكة لطيبة، وابن الفرعون سقنن رع، وشقيق الفرعون الأخير من الأسرة السابعة عشرة الملك
كامس، فى عهد والده تمردت طيبة ضد الهكسوس، وعندما كان فى السابعة من عمره قتل والده، وفى العاشرة من عمره تولى حكم مصر
بعدما توفى شقيقه الذى لم يحكم إلا ثلاث سنوات، إنه الملك أحمس الأول، أحد أقوى وأشهر فراعنة مصر وحكامها.
قضى أحمس الأول خلال فترة حكمه على الهكسوس وطردهم من منطقة الدلتا، واستعادت طيبة سيادتها على جميع أنحاء مصر وأراضيها الخاضعة لها سابقًا من النوبة وكنعان، كما أعاد تنظيم إدارة البلاد، وفتح المحاجر والمناجم وطرقا جديدة للتجارة. 
وبدأت مشاريع البناء الضخمة التى لم تُعرف من قبل فى عصر الدولة الوسطى، كما وضع أحمس الأسس لعصر الدولة الحديثة، والتى بموجبها وصلت الدولة المصرية أوجها وقوتها.
كان والده سقنن رع أول من بدأ الحرب على الهكسوس لطردهم من مصر، وقتل فى إحدى معاركه معهم، ثم استكمل ابنه كامس، وهو شقيق أحمس الأول، الحرب حتى طهر الصعيد من الهكسوس، ثم طرد أحمس الهكسوس خارج البلاد، وتقدم بجيوشه عندما كان عمره حوالى ١٩ سنة، واستخدم بعض الأسلحة الحديثة مثل: العجلات الحربية، وانضم إلى الجيش فترة حكمه كثير من أبناء شعب طيبة، وذهب هو وجيوشه إلى أواريس «صان الحجر حاليا» عاصمة الهكسوس وهزمهم هناك، ثم لاحقهم إلى فلسطين وحاصرهم فى حصن شاروهين وفتت شملهم هناك حتى استسلموا ولم يظهر الهكسوس بعدها فى التاريخ، وكانت هذه المعركة حوالى عام ١٥٨٠ ق.م.
طور أحمس الجيش المصرى، فكان أول من أدخل عليه العجلات الحربية التى تجرها الخيول، والتى استخدمها الهكسوس، وكانت سببا فى تغلبهم على مصر.
كما طور من الأسلحة الحربية باستخدام النبال المزودة بقطعة حديد على الأسهم، ثم بدأ بمحاربة الهكسوس بدءًا من صعيد مصر، والتف حوله الشعب فقام بتدريبهم بكفاءة حتى أصبحوا محاربين أقوياء مهرة، وظل يحارب الهكسوس من صعيد مصر حتى وصل إلى عاصمة مصر آنذاك التى أقامها الهكسوس بجوار مدينة الزقازيق الحالية، وظل يحاربهم حتى فروا إلى شمال الدلتا وهو خلفهم فى سيناء ثم إلى فلسطين، ولم يرجع أحمس إلا بعد أن اطمأن على حدود مصر الشرقية، أنها آمنة منهم ومن هجماتهم بعد القضاء عليهم.
وبعد طرد الهكسوس وصل أحمس بجيشه إلى بلاد فينيقيا، كما هاجم بلاد النوبة لاستردادها مرة أخرى إلى المملكة المصرية التى وصلت حدودها جنوبا إلى الشلال الثانى، وبعد انتهاء أحمس من حروبه لطرد الأعداء وتأمينه حدود مصر، وجه اهتمامه إلى الشئون الداخلية التى كانت متهدمة خلال فترة احتلال الهكسوس، فأصلح نظام الضرائب وأعاد فتح الطرق التجارية وأصلح القنوات المائية ونظام الرى.
كما قام بإعادة بناء المعابد التى تحطمت، واتخذ من طيبة عاصمة له، وكان آمون هو المعبود الرسمى فى عصره، واستمر حكم أحمس مدة ربع قرن، وتوفى وعمره تقريبا ٣٥ عامًا، بعد طرد أحمس للهكسوس من مصر عاد إلى البلاد عام ١٥٧١، واتجه للإصلاح الداخلى مما جعل المؤرخين يعدونه مؤسس الدولة الحديثة.