الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" تحقق.. من قتل طبيب أوسيم؟.. جيرانه: المجني عليه لقب بـ"طبيب الغلابة".. وكان يُعالج الناس في الشارع.. وسعر كشفه 5 جنيهات.. ويوم الواقعة عُثر على "محفظته فارغة"

  الطبيب أحمد مصطفي
الطبيب أحمد مصطفي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

داخل أحد الشوارع البسيطة التابعة لمنطقة بشتيل بأوسيم يتوافد الكثير على عيادة الطبيب أحمد مصطفي أو كما يلقبه البعض بـ«طبيب الغلابة»؛ لإجراء الكشف والفحوصات، وكانت المفاجأة عندما شاهدو ورقة معلقة على مدخل العقار التي تقع بداخله العيادة تحمل عبارة «البقاء لله توفى إلى رحمة الله تعالي الدكتور أحمد مصطفي»، فظهر على وجوههم علامات الحزن، وتساءلوا عما سيحدث لهم بعد خسارتهم لطبيبهم المفضل؟! ومن سيتولى أمورهم بعد ذلك؟!، الخبر تناقل سريعًا بين أفراد المنطقة وتعجب الكثير من الطريقة التي توفي به المجني عليه.


«البوابة نيوز»، التقت جيران المجني عليه؛ لمعرفة تفاصيل حياته، والسنوات التي قضاها معهم.

البداية كانت داخل شارع عباس طه مع عم «محمد» مكوجي يمتلك محل يقع على بعد خطوات من مسكن المجني عليه قائلًا: «اشتري شقة بالطابق الرابع بأحد عقارات المنطقة، وانتقل للعيش فيها بمفرده منذ 6 سنوات، بعدما انفصل عن زوجته التي تعمل مدرسة، وكان يخرج إلى عمله ويعود في نهاية اليوم والابتسامة تعلوا وجهه، كل شخص في الشارع بيحبه وما فيش مرة سمعنا أنه عمل مشكلة مع أحد ودائمًا متعاون مع الجميع ويلبي متطلباتهم، ويوم الواقعة استيقظنا علي خبر مقتله وكان بمثابه صدمه خاصة أنه غير معتاد على فتح باب شقته لأحد».

وأكد شاب من المنطقة، يدعى أسامة: «كان كل ما يمشي في الشارع ويقابل حد تعبان يقف يكشف عليه، ويكتب له روشتة بالأدوية المطلوب، وقبل أن يسلمها له ينظر إلى داخل الحقيبة التي يحملها ليبحث له عن العلاج، وإذا وجد منه شيئًا، يعطيه له دون مقابل، كان كل ما يشغل باله راحة أهالي المنطقة، يضحك في وجه الجميع ويداعب الصغار، ومازلنا نتساءل عن سبب قتله بهذه الطريقة حتى الآن».

لم يختلف الوضع كثيرًا لدى أهالي الشارع الذي تقع فيه عيادة المجني عليه، فالجميع يحكي عنه روايات لا يصدقها العقل جزء منها يتعلق بأسعار الكشف الذي يجريه للمرضي، وهنا أكدت «حنان.م»، صاحبة الأربعين ربيعًا أنها تقيم بالعقار المقابل لعيادة الطبيب منذ ما يقرب من ٧ سنوات، وبمجرد أن وطأة أقدامه المنطقة دائما كنت اذهب للكشف لديه وتفاجأت كثيرًا عندما علمت أن ثمن تذكرة الكشف ٥ جنيهات، وزاد قيمته الفترة الأخيرة ليصبح ١٠ جنيهات.

وتابعت: «الجميع كانوا يأتوا إليه من خارج المنطقة، وكان يعمل لساعات كثير، فيتواجد داخل عيادته يوميًا من الساعة الثانية ظهرا حتى الخامسة، ويستريح قليلا ثم يعود لاستئناف عمله في الثامنة مساء، ويستمر حتى منتصف الليل وبعدها يذهب لمنزله، ما فيش دكتور كان بيتعامل بطريقته في الزمن ده، بس كل شيء حلو وله نهاية، وأهالي المنطقة خسروه».



واختتم صاحب محل بقالة بذات الشارع حديثه عن الطبيب قائلًا: «الدكتور مكنش يستحق يموت بهذه الطريقة، كان طيب ويتمتع بسمعه جيده، ومعروف لدي الجميع بطبيب الغلابة، فمنذ أن افتتح عيادة منذ ٢٠ عامًا وقرر خدمة أهالي الدائرة، وكرس وقته لعلاجهم، وكان سعر التذكرة وقتها ٣ جنيهات لأنه كان علي علم بحال الكثير منه لدرجة أنه كان في بعض الأوقات لا يتقاضى أجر من جيرانه، وإذا طلب منه أحدهم بعض المستلزمات الطبية علاج جروحه أعطاها له».

وعن يوم الواقعة أكد أن الطبيب كان معتاد الحضور إلى عيادته في تمام السابعة مساء ولكنه تأخر واعتقد بعض المرضى أنه سيتأخر وحاولوا الاتصال به والسؤال عن سبب تأخيره ولكنه لم يجيب فأخبروا نجلته التي ذهبت لرؤيته فكانت الصدمة فور العثور علي جثته.

يذكر أن المقدم «أمثل حرحش»، رئيس مباحث مركز أوسيم، قد تلقى بلاغًا من ربة منزل، تدعى رضوى أحمد، تفيد بأنها عثرت على جثة والدها الطبيب «أحمد. م. ا. م»، 69 عامًا، مُسجى على ظهره، ومُصاب بطعنات في جسده، داخل منزله بمنطقة بشتيل.

وبسؤالها أكدت أنها انفصل عن والدتها منذ سنوات، وبعدها قرر العيش بمفرده، وأصبح يذهب إلى عيادته التي تبعد عن مكان إقامته بدقائق ثم يعود إلى شقته، ويوم الواقعة فوجئت باتصال هاتفي من أبو سيد السكرتير الخاص بوالدي يخبرني والدي تأخر على موعد حضوره للعيادة والجميع قلق عليه، وطلب منها أن تذهب لرؤيته لأنه قد يكون نام لساعات طويلة اتصلت عليه كثيرا ولم يجيب فشعرت بالقلق واتصلت بشقيقتي وتوجهنا سويًا إلى منزله وبعد فتح الباب فوجئنا بجثة غارق في دمائه وهناك بعثرة بمحتويات المسكن، فأبلغنا الشرطة، وبناء على ذلك قام كلا من عبد الرحمن الصرفي، وليد عمرو، ياسر عبد العال معاونا مباحث أوسيم باتخاذ الإجراءات اللازمة وعمل تحريات حول الواقعة لتحديد مرتكبيها.



وخلال التحقيقات، أكدت نجله المجني عليه، أن والدها «كان عطوفًا، لم يكن على خلاف مع أحد، ممكن نشك فيه، هو مُسالم بطبعه، لدرجة مستحيلة، فلم نرى مثيل لطيبته، لو المشكلة جت له لحد عنده بيتغاضى عنها، طول ما هو ماشي في الشارع بيعطف على المحتاجين».

وعن الواقعة أكدت أنه ذهب لصلاة الجمعة كعادته، وصعد بعدها للشقة لتناول الطعام، وقضاء بعض احتياجاته، ولكنه لقي مصرعه، مشيرة إلى أن مقتله كان دافع سرقة؛ لأنه فور البحث في أغراض المجني عليهـ عثروا على المحفظة فارغة، ولا يوجد بها نقود، على الرغم من أنه دائم الاحتفاظ بمبالغ مالية في جيبه.