رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

كاتب بريطاني: انسحاب هولاند من السباق الرئاسي يؤكد عمق أزمة يسار الوسط

الرئيس الفرنسي فرانسوا
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الكاتب البريطاني جدعو راخمان إن الأزمة الوجودية، التي تعصف بـيسار الوسط السياسي في الغرب، تشتد في فرنسا.
ووصف راخمان في مقاله بالـفاينانشيال تايمز قرار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عدم الترشح مرة أخرى للانتخابات الرئاسية – بالقرار الدراماتيكي، وإنْ كان يأتي تسليما بالواقع؛ ذلك أن شعبية الرئيس هولاند سجلت انخفاضا يرثى له عند نسبة 4 بالمائة في استطلاع حديث.... وبالتراجع الآن، فإن هولاند إنما يُجنب نفسه هزيمة نكراء في السباق الرئاسي، بحيث يتسنى له مغادرة قصر الإليزيه بشيء من ماء الوجه.
ونبه الكاتب إلى أن ظاهر الأمر يشير إلى عدم تغيير قرار هولاند لـديناميكية الانتخابات الرئاسية، وأن الجولة الأخيرة في مايو المقبل كانت ولا زالت متوقعة بين مارين لوبان من الجبهة الوطنية في أقصى اليمين من جهة وفرانسوا فيون من يمين الوسط... لكن خروج هولاند من الصورة، بحسب راخمان، يفتح الباب أمام عدد من الاحتمالات المثيرة: إيمانويل فالس، رئيس الوزراء الفرنسي، هو الآن يعتبر المرشح المفضل للاشتراكيين، وهو أكثر ديناميكية وجاذبية من هولاند على الرغم من تأثر شعبيته جراء الفترة التي قضاها في منصب رئاسة الوزراء.
كما أن ترشح فالس قد يكون خبرا سيئا بالنسبة لـ إيمانويل ماكرون، وزير الاقتصاد السابق، الذي يسعى للترشح كإصلاحي مستقل – والذي سينافس على نفس فئة الأصوات....غير أن فالس ليس ضامنا للفوز بترشيح الاشتراكيين وسط احتمالات بأن يواجه منافسة قوية من جانب أرنو مونتبورغ، وزير الاقتصاد الأسبق الذي يتميز بشخصية كاريزمية والمنتمي لـيسار الحزب الاشتراكي... وقد عمل نجاح جيريمي كوربين في المملكة المتحدة وبيرني ساندرز في الولايات المتحدة على تنبيه المستر مونتبورغ وأتباعه في فرنسا إلى إمكانية إحراز طفرة شعبية لـمرشح اشتراكي يساري حقيقي.
وبشكل أعمّ، رأى صاحب المقال، أن أفول نجم هولاند سياسيا إنما ينهض دليلا جديدا على عمق المشاكل السياسية التي يعانيها يسار الوسط في العالم الغربي بعد القمة التي أحرزها في حقبة (بلير- كلينتون).
ولفت راخمان إلى أن حزب العمال في بريطانيا، والديمقراطيين في الولايات المتحدة، والحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا والاشتراكيين في أسبانيا – كل تلك الأحزاب تفقد دعما وشعورا بالهدف؛ وقد تحول العديد من ناخبيهم الأصليين في الطبقة العاملة صوب الشعبويين في اليمين، أمثال دونالد ترامب في الولايات المتحدة وحزب استقلال المملكة المتحدة في بريطانيا، فيما اتجه آخرون صوب أحزاب أقصى اليسار مثل (حزب) بوديموس في أسبانيا.
ورجح الكاتب أن تحرز مارين لوبان من الجبهة الوطنية في فرنسا دَفعة قوية من دعم الناخبين المتحولين عن هولاند بعد أن انتخبوه عام 2012.... وأكد راخمان أنه بعد فوز ترامب في الولايات المتحدة و"بريكسيت" في بريطانيا، فإنه من التهور استبعاد إحراز انتصار آخر لليمين الشعبوي في فرنسا.
وعليه، خلص الكاتب إلى أن قرار المستر هولاند بالخروج من الانتخابات الرئاسية الفرنسية قد ساعد على إخلاء الساحة أمام الصراعات الحاسمة المرتقبة في الشهور المقبلة.