صداقة من نوع خاص جدا، جمعت بين النجمة هالة صدقى والفنانة الكبيرة معالى زايد، فقد رافقت الأولى الثانية طوال حياتها وحتى اللحظات الأخيرة فى حياتها، حينما كانت معالى طريحة الفراش فى المستشفى.
فى الذكرى الثانية لرحيل معالى، تحدثت إلينا الفنانة هالة صدقى وصوتها مليء بالشجن، قائلة: معالى -رحمها الله- كانت إنسانة جميلة للغاية، وفنانة قوية أيضاً، حيث إنها أثرت الساحة الفنية بالعديد من الأعمال التى لا تنسى، لكنها تعرضت للظلم على المستوى المهنى، خاصة فى الفترة الأخيرة من حياتها، وذلك عندما حصرها كثير من المنتجين فى أدوار الأم فقط.
ولفتت الصديقة الشخصية للفنانة الراحلة إلى أنها كانت تريد أن تخرج من عباءة هذه الأدوار، وتقديم أدوار أكبر من ذلك تخرج فيها كل طاقتها الإبداعية، مؤكدة أن لديها موهبة فنية لا يمكن تكرارها فى تاريخ الفن.
وعن وجودها معها فى أيامها الأخيرة، أضافت أنها كانت مريضة للغاية ولا تستطيع التحدث مع أحد، وكانت لديها صديقتان من خارج الوسط الفنى، وهما كانتا أقرب الناس لها وقامت إحداهما بالاتصال بى، وعندما تلقيت خبر مرضها وتعرضها لوعكة صحية وأنها تتواجد داخل المستشفى كنت لا أصدق.
تابعت هالة: ذهبت إليها على الفور، وعندما دخلت عليها الغرفة كانت لا تستطيع التحدث، وكتبت لى على الورق أنها أصيبت بمرض خطير، ولا تريد أن يعلم أحد، وتوجهت بسؤال إليها: هل تريدين أن تعلم سماح أنور؟ موضحة أننى أعلم جيدا علاقة الصداقة الوطيدة التى تجمعها بسماح، فقالت لى آنذاك هى فقط التى تتحدثين إليها، فانصرفت بعد ذلك.
واستطردت هالة: ذهبت إليها بعد ذلك أنا وإلهام شاهين وبوسى شلبى، ولكن الأطباء منعوا عنها الزيارة، وكانوا لا يسمحون لنا بالدخول، وبعد ذلك بيومين، قال القدر كلمته وأسدل الستار عليها، وانتقلت إلى رحمة الله.
وحول علاقتها بها، أكدت أنها إنسانة تتمتع بالجدعنة والطيبة والوفاء، ولم تبخل على أحد بشيء، ولم تتغير أبدا وتعامل جميع الأشخاص على السواء، فهى قيمة وقامة فنية كبيرة، خاتمة حديثها قائلة: "الله يرحمها ويسكنها فسيح جناته".
