رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أنيس منصور.. "العائد إلى السماء" يتم 92 عامًا

أنيس منصور
أنيس منصور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«تميزت كتاباتى بالتكرار، فأنا أؤمن أنى فى كل مرة لا أستوعب المعنى، فالمفكر الحقيقى هو الذى يكرر نفسه، مثلما فعل شكسبير فى مسرحياته الاثنتين والأربعين، والتى انحصرت بين ٦ شخصيات فقط»، هكذا عبر العائد من السماء: أنيس منصور، فى ذكرى ميلاده عن نظريته المتبعة فى الكتابة.
الشخصية الفكرية العربية الأولى، كاتب المقال الأول، الفيلسوف من العيار الثقيل، والقارئ الأكبر فى العالم العربي، هكذا قالوا عن صاحب أعجب الرحلات فى التاريخ، أنيس منصور، ابن المنصورة، الذى حفظ القرآن الكريم فى سن السابعة حيث بداية عشقه للغة العربية وأسلوبها، ترقى فى مناصبه من أستاذ للفلسفة بجامعة عين شمس لكاتب بمجلة روز اليوسف باسم مرأة مستعار، ثم صحفيا بأخبار اليوم، وأصغر رئيس تحرير فى مصر، وكاتبا لمقاله «مواقف» العمود الأشهر بصحيفة الأهرام، والذى ظل يكتبه حتى وفاته فى ٢٠١١.
أجاد أكثر من ٧ لغات غير العربية وترجم بعض كتاباته لها، ولكن أغلب كتاباته دارت حول المرأة، ففى كتابه «قالوا» أطلق عبارات وصفها بأنها مجرد رأى من الممكن ألا يحتمل الصواب، منها «ليس أسوأ من امرأة حتى لو كانت أحسن النساء!»، «الوردة التى يشمها الكثيرون تفقد عبيرها»، «لا تطعن فى ذوق زوجتك، فقد اختارتك أولا». ومن أهم ما كتب «أرواح وأشباح»، «٢٠٠ يوم حول العالم»، «القلب أبدا يدق»، «لعنة الفراعنة»، «وداعا أيها الملل»، «على رقاب العباد»، «أوراق على شجر»، «الذين عادوا إلى السماء».
«الحب الحقيقى أن تحب الشخص الوحيد القادر على أن يجعلك تعيسًا، ففى حياتنا مصيبتان أن نعيش بلا حب وأن نحب»، هكذا كانت آراء الساخر الأول من المرأة فى الحب، فهو يرى أنه شر لابد منه، فكان واقعه شيئا وكتاباته شيئا آخر، فهو الذى أبكاه فراق والدته طوال عمره، والذى توسل وركع وسجد لله عندما مرضت زوجته، فعلى الرغم من كونه المنقذ الأول للأزواج التعساء بكتاباته، إلا أنه كان العاشق فى منزله بالدرجة الأولى.
«قفزت من سريرى يوم عيد الأضحى وأنا فى سن الرابعة لأعرف ما سبب الضجة أمام الباب، وعندما وجدت نفسى غارقا فى دماء خروف يذبحونه من يومها لم أضع اللحم بكل أسمائه وألوانه وأحجامه فى فمي»، هكذا فسر منصور كونه إنسانا نباتيا طوال حياته وسبب كرهه لكل أنواع اللحوم، وتلك كانت واحدة من الغرائب التى ملأت حياته. 
«الصحفى مش على راسه ريشة»، وبتلك العبارة أجاب الأديب الراحل فى حديث نادر له عن مدى حرية الكتاب الصحفيين، موضحا أنها ليست حرية مطلقة وإنما هناك قانون وحدود لابد من الالتزام بها، وعند تخطيها ليس من حق المخطئ أن يطالب بدفاع الآخرين عنه.
«فلان الفلانى ولد سنة كذا ومات سنة كذا ولم ينم إلا يوما واحدا»، تلك هى العبارة التى رآها أنيس منصور منقوشة على قبره فى أحد أحلامه، اعتقادا منه أنه مات بالفعل بعدما نام من الغروب للشروق، وبعدما أفاق اعتقد أن ذلك هو يوم البعث، فالمعهود عنه أنه لا ينام أكثر من ٤ ساعات، فهى المرة الأولى والوحيدة فى حياته التى حدث فيها ذلك، عندما كان فى مدينة مانيلا بالفلبين، ولا يعرف ما السبب حتى وفاته.