الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمد خان.. "خرج ولن يعود"

المخرج محمد خان
المخرج محمد خان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تجاوز السبعين بقليل، لكنه لم يتجاوز حلمه بالحصول على الجنسية المصرية، ذلك الرجل الذي تعرفه أحياء وشوارع القاهرة، وهو يعشقها أيضًا.

فقال: «أصعب لحظة أواجهها، هي تقديم جواز السفر البريطاني في مطار القاهرة، حينما يسألني موظف المطار عن جنسيتي، فلا أدري ماذا أقول، وأظل استنكر بداخلي هذا السؤال، فأنا مصري، وُلدت وتربيت في شوارع القاهرة وأحيائها الشعبية». 

المخرج محمد خان، الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم، عن عمر يناهز 73 عامًا، أحب المحروسة وأحبته، رحلة غرام نقلها عبر كاميراته، في أعماله المختلفة.

«خان» لم يكل يومًا في سعيه للحصول علي الجنسية المصرية، التي وصفها بـ«الأمنية الغالية»، فاعتبرها حقًا أصيلًا، وهو الذي تشتبك أعماله مع الواقع المصري الاجتماعي والسياسي.

«خان»، ولد في حي السكاكيني الشعبي بالقاهرة، في 26 أكتوبر عام 1942، لأب باكستاني وأم مصرية، واحتل مكانة بارزة بين رواد المدرسة الواقعية، التي تربعت على عرش الفن السابع أواخر السبعينيات؛ لتوثيق حياة المصريين البُسطاء ومُناقشة مُعاناتهم.

ملّ من السؤال، لكنه لم ييأس، فقال: «لن أُطالب بالجنسية المصرية ثانية؛ لأني طالبت بذلك بما فيه الكفاية، حتى دخلت في العقد الـ70 من عمري، وسوف أترك تقدير هذا الأمر للرئاسة».

بعد طول انتظار، وفي أعقاب ثورة الـ30 من يونيو، ذهب الإعلامي أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي للرئيس المؤقت عدلي منصور، إلى منزله، في زيارة استمرت لساعة ونصف الساعة، وسلمه القرار الجمهوري بمنحه الجنسية، معربًا عن تقدير الرئاسة المصرية لجهوده، وإنجازاته في مجال السينما.

«خان» لم يكن بحاجة إلى مستندات تُثبت مصريته، فالنيل والأهرامات والحارات الشعبية، تعرفه، يعامله الجميع على أنه مصري، وكانت أعماله كفيلة أن تُثبت ذلك.

يعدّ «خان»، أحد أبرز مخرجي السينما الواقعية التي انتشرت في جيله من السينمائيين نهاية السبعينيات وطوال ثمانينيات القرن الماضي، وقد انحسر نشاطه السينمائي خلال السنوات الأخيرة، وشارك في كتابة 12 قصة، من 21 فيلمًا قام بإخراجهم.

تزوج من وسام سليمان، كاتبة سيناريو فيلميه «بنات وسط البلد»، و«في شقة مصر الجديدة»، تعمل ابنته «نادين خان» أيضًا، في مجال الإخراج السينمائي، وحصلت على الجنسية المصرية بقرار رئاسي في 19 مارس 2014.

من أبناء جيله، المخرج عاطف الطيب، المخرج خيري بشارة، المخرج داوود عبدالسيد، السيناريست بشير الديك، المونتير أحمد متولي، مديري التصوير: سعيد شيمي، ومحسن نصر، وطارق التلمساني.

ولخان العديد من الأعمال الفنية منها "أيام السادات" و"زوجة رجل مهم" و"خرج ولم يعد" و"موعد على العشاء " و"ضربة شمس" و"أحلام هند وكاميليا" و"عودة مواطن" و"مستر كاراتيه"، وكانت آخر أعماله الفنية "قبل زحمة الصيف".