الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

"هاكر سي آي إيه".. فيلم أمريكي عن عمليات "سنودن"

شارك فى كتابة النهاية.. وشركات واشنطن رفضت تمويله

سنودن
سنودن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المخرج والبطل التقيا بسنودن فى موسكو.. ووصفاه بالجنتلمان
دعوة أوباما للعفو عنه.. والإنتاج فرنسى وألماني
التصوير فى ألمانيا خوفًا من المخابرات ومشاهد بشوارع واشنطن
الأبطال «نيكولاس كيج» و«شيلين وودلى»

إداورد سنودن العميل فى وكالة المخابرات الأمريكية «سى آى إيه» والذى تعاقد للعمل مع وكالة الأمن القومى الأمريكى «إن إس إيه»، أثار الكثير من الجدل حول العالم وكشف الكثير من الأسرار عن برامج التجسس تقوم بها الوكالات الأمريكية والبيت الأبيض فى جميع أنحاء العالم وقد بدأ التسريبات منذ يونيو 2013 الماضى، لقب بفاضح أمريكا، البعض يراه بطلا والبعض الآخر يراه خائنا وجاسوسا على بلاده، ما جعله يعيش الآن كلاجئ فى روسيا بعد أن منحه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين حق اللجوء، خلال الثلاث سنوات الماضية وهو مطارد من قبل الحكومة الأمريكية، وخلال تلك الفترة لم يتوقف عن الكشف عن مزيد من التسريبات والجرائم التى ترتكبها واشنطن.
سبتمبر المقبل تفرج هوليوود عن فيلم يحمل اسمه «سنودن» للمخرج الكبير أوليفر ستون الحائز على جائزة الأوسكار ثلاث مرات، ولكن ماذا يراه ستون، وما هى توقعاته لنهاية عميل الـ«سى آى إيه» والمتهم حاليا من قبل القضاء الأمريكي، وهل سينهى فيلمه بإعلان الرئيس الأمريكى باراك أوباما العفو عنه؟ حيث إنه رغم توجيه اتهامات له تتمثل فى التجسس وسرقة ممتلكات حكومية ونقل معلومات تتعلق بالدفاع الوطنى دون إذن والنقل المتعمد لمعلومات مخابرات سرية لشخص غير مسموح له بالاطلاع عليها، إلا أنه منذ بداية عام ٢٠١٤، دعت عدة كيانات إعلامية وسياسية إلى التسامح مع سنودن فى صورة عفو عام، فى حين دعى آخرون إلى سجنه أو قتله.
ووفقا للعديد من الصحف والمجلات العالمية مثل الجارديان البريطانية ومجلة التايم والنيوزويك، فإن إدوارد سنودن قام بالمساعدة فى كتابة النهاية لفيلم أوليفر ستون، والذى يدور فى شكل إثارة وحركة كوميدية، الفيلم يتناول سنودن وهو يتصارع مع قراره بالكشف عن الغطاء عن برنامج المراقبة العالمية السرية للحكومة الأمريكية، الأمر الذى جعل منه شخصا غير مرغوب فيه فى أمريكا، سنودن ساعد كيران فيتزجيرالد وأوليفر ستون فى كتابة النهاية وهو الذى أذن بأن تكون على هذا النحو وكأنه فى مقابلة أمام العديد من الحاضرين والصحفيين والمسئولين وهو يتكلم بسخرية عن وكالة الأمن القومى والمكتب الفيدرالى وجوجل والتجسس وينتهى المشهد وهو يمزح.
العرض الأول كان الخميس الماضى، حتى يتم العرض الرسمى فى سبتمبر المقبل فى مهرجان تورونتو السينمائي، لذلك فهو يجلب الإثارة السياسية، والغريب أن ستون أثناء الترويج لفيلمه، الذى أقامه فى معرض كوميك كون فى سان دييجو بولاية كاليفورنيا أشار إلى لعبة البوكيمون وقال إنها تمثل وجهًا آخر لاختراق الوكالات الأمريكية للخصوصية والتجسس.
وقد استخدم أوليفر ستون فى فيلمه لقطات إخبارية لأوباما، وهو يصف سنودن فى وقت سابق بأنه القرصان والهاكر البالغ من العمر ٢٩ عامًا، ويقول ستون إنه فى فيلمه يطرح سؤالا للرئيس الأمريكى بقدر ما يطرحه للجمهور بوجه عام: هل إدوارد سنودن جاسوس؟ خائن أو بطل؟ وهو هنا يرى أن فوز دونالد ترامب المرشح الجمهورى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية سوف يقلل من فرص سنودن، ولذلك مخرج الفيلم يبرز حقيقة أن أوباما لا يزال لديه الوقت للعفو عن سنودن قبل أن يترك منصبه.
من أبطال الفيلم النجم الأمريكى نيكولاس كيج، والنجمة شيلين وودلي، ومجموعة كبيرة من نجوم هوليوود، لم يكتف بطل الفيلم جوزيف لافيت بقراءة المعلومات عن سنودن أو حتى مشاهدة الفيلم الوثائقى عنه «المواطن ٤» والذى فاز بالأوسكار عن فئة الأفلام الوثائقية العام الماضي، إلا أنه قرر الذهاب إلى موسكو منذ عامين أثناء التحضير لدوره وأمضى أربع ساعات معه فى منزله هناك، هو وصديقة سنودن لينزى ميلز التى يعيش معها منذ ٢٠١٥.
وقد وصف جوزيف جوردن لافيت، إدوارد سنودن بأنه شخص راقى ومهذب وسيد بالمعنى الحقيقي، وقال عنه إنه يشعر بالتفاؤل، وأثناء اللقاء رأى أن سنودن لديه آمال عريضة حول مستقبل التكنولوجيا، وما هى الإمكانيات المقبلة وكيف يمكن أن تغير طرق الديمقراطية فى العالم، وتعهد جوزيف جوردون ليفيت بالتبرع براتبه كاملا من الفيلم لمساعدة تسهيل الحوار حول العلاقة بين التكنولوجيا والديمقراطية، والتقى أوليفر ستون أيضا مخرج الفيلم عدة مرات إدوارد سنودن فى موسكو وقضى الوقت فى البحث عن ما حدث له.
وقد واجه الفيلم عدة مشكلات حيث إن الكثيرين يرون سنودن جاسوسا وخائنا، وأنه لن تكون هناك جهات تمويل للفيلم، رغم أن لدى الولايات المتحدة الأمريكية، حرية تعبير، ولكن حتى فى أمريكا فإنه يتم تمويل الفكر، ويتم التحكم فى الفكر، ويتم التحكم فى وسائل الإعلام، وكان هناك رفض كبير من الشركات الأمريكية، وفى نهاية المطاف جاء التمويل من خلال فرنسا وألمانيا، وتمت الكتابة على الفيلم إنتاج ألماني.
بدأ تصوير الفيلم فى ١٦ فبراير ٢٠١٥ فى ميونيخ، فى ألمانيا، وكانت هناك مشاهد تصوير فى واشنطن أوائل إبريل الماضى فى الشارع الذى عاش إدوارد سنودن فيه، وبسبب الخوف من التدخل من قبل وكالة الأمن القومي، قرر ستون تصوير الفيلم خارج الولايات المتحدة حيث قال «إنه كان فى خطر من وكالات المخابرات الأمريكية».