الجمعة 14 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مواسم الرحيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كالعادة تحول رحيل عديد من الأسماء المصرية الكبيرة من شتى المجالات، إلي موضوع وأكثر من سؤال في البرامج، وكالعادة أيضًا كانت تساؤلات أقرب إلي السذاجة، منها للوعي حول من يخلف من؟، ومن يأتي بعد من؟، وكانت العبارات الساعية إلي نوع من الراحة الزائفة من قبيل «إن مصر ولادة»، و «إن مصر لها زهوتها في القوة الناعمة»، ومعاني تدور في سياق أنا مصرة علي أنه يسعي إلي شعور زائف بالراحة، لماذا لأنه فعلًا قد تُذخر مصر بالمواهب، لكن مواسم الرحيل الأخيرة، كان مصاب مصر في أسماء أو كيانات تتجاوز فكرة الموهبة، إلي حيز كونها نجحت بالصبر والمثابرة إلي أن تتحول إلي ما يشبه المؤسسات المستقلة التي تشع علي المجتمع بأسره، بنور معارفها وسطوع عطائها، هذه الكيانات العظيمة، تربت في حضانة مجتمع، كان يؤمن بمجموعة من القيم، أسهمت ولعبت دور الحضانة بالنسبة للقامات التي شكلت ثروة مصر، وقوتها وسر تميزها، والتي كانت دومًا، موضع الفخر والثقة من الفن إلى الإبداع إلي السياسة.

هؤلاء الراحلون العظام، والذين برحيلهم، تغلق مصر قوسًا كان زاخرًا، هم حصاد لمجتمع ولقيم ولتكوين، وكما قلت، هم محصلة لصبر، أن "يشتغل" بجدية علي ذاته وعلي نفسه، وأن يقاوم أفكار الاستسهال والاستعراض، وهو نبت قادم من تعليم أو مؤسسات تعليمية حقيقية، ومناخات لا تسخر من الثقافة الأصيلة، بل تروج لها، وحتي من قيم اقتصادية وأن كانت تنتمي إلي اقتصادات حرة لكنها كانت تدعم الأصيل في الموهبة.

السؤال المطروح حول إمكانية أن تعوض مصر فقدها العظيم، لا ينبغي أن يمر دون كدر، لأن المحصلة الظاهرة لقيم المجتمع، ولحال مؤسساته التعليمية والثقافية، يقول إن مصر غارقة في بحر من الضحالة، وانعدام الجدية، وإنها تشحب تحت وطأة المؤسسات الشبيهة، الشبيهة بالدارس، فهي ليست بمدارس والشبيهة بالجامعات، وهي ليست جامعات وإنها تئن من حالة تدنيس وعي بالقيم مزيفة، استدللت التدين، الزائف، وحلته محل قيم عديدة، ونسجت حالة، لم يعد يصلح معها الأمر إلا باجتثاث من الجذور لخدمة المجتمع كله.

كيف تعوض مصر رحيل محاور قوتها الناعمة؟، إجابة السؤال مرهونة باستعدال وإعادة هيكلة للمجتمع، بأن يصح الصحيح، ونخرج من حالة التيه التي تعتمد علي الاستسهال في كل شيء، بأن يكون التقييم والمكلفة ليس لأصحاب ثقة بل لأصحاب خبرة، بنظام تعليمي حقيقي، وجدية ملائمة فيما نغرسه ونبثه ونروج له .

المناخ الحالي يسوق للتافه والخفيف، ولقيم أقرب إلي النصب، أنظر إلي حالات النصب التي شهدناها مؤخرًا، قارئ القرآن الأزهري الذي ادعي فوزه، وصاحب الدكتوراه المزيفة.. إلخ.
انظر في الدلالة الموحية عبر هذه الحالات 
انظر وادعو الله أن يلهمنا صواب الطريق