رأت صحيفة "واشنطن بوست" أن نتائج الاستفتاء، المقرر غدا الأحد، في اليونان على المسودة الأوروبية، لن يقتصر تأثيرها على إعادة رسم الخريطة الاقتصادية للبلاد فحسب، بل من المتوقع أن تلقى بظلالها على سبل معالجة قادة أوربا للتحديات الأمنية التي تواجهها القارة العجوز، سواء فيما يتعلق بالنزاع الدائر في أوكرانيا وتنامى المد المتطرف أو أزمة تزايد أعداد المهاجرين غير المسبوقة.
وتوقعت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم، استمرار حالة عدم الاستقرار التي تتعرض لها اليونان سواء رفض اليونانيون أو أيدوا المسودة الأوربية، وذلك في ضوء ما تعانيه البلاد من نقص في الوقود والمواد الغذائية، فضلا عن أن كل واردتها من السلع تكاد تكون متوقفة ولو بصورة مؤقتة.
ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس قوله "أصبحنا بين سندان الأزمة الاقتصادية ومطرقة الاضطرابات التي تعصف بالمنطقة "، في إشارة إلى النزاع المسلح في أوكرانيا وتزايد حجم المكاسب التي يحرزها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا "داعش" والحرب الأهلية في ليبيا.
كما نسبت الصحيفة الأمريكية إلى أحد كبار مستشاري رئيس الوزراء اليوناني اليكس تسبيراس قوله "المنطقة برمتها أشبه بالبارود"، فمن ناحية، تستقبل الشواطئ اليونانية يوميا مئات اللاجئين من سوريا والعراق، وتسعى روسيا، من ناحية أخرى، إلى ضرب الوحدة الأوروبية من أجل وضع حد للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها على خلفية تحركاتها في أوكرانيا، فضلا عن المخاوف المتأصلة لدى اليونانيين من مساعى الجار التركي لاستغلال حالة عدم الاستقرار التي تشهدها بلادهم لخدمة مصالحه.
