الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إنى أرى فهمي هويدي بلبوصًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فاخر فهمي هويدي بنفسه - تلميحًا - لأنه يرى الملك عاريًا، مشيرًا في مقاله بجريدة «الشروق» بتاريخ ٢٦ مايو الفائت إلى أنه لا أمل في أية مصالحة أو اصطفاف وطنى ثابت الأركان قبل التعرف على الحقائق كما هي... والملك العارى الذي يراه هويدى هو حقيقة الوضع القائم في مصر إلا أن الرجل حينما حاول أن يصور ملامح هذا الملك العارى الذي يراه هو ولا نراه نحن، لم يقل شيئًا جديدًا بل قام بقص ولزق أخبار انفردت بها «الشروق» - متجاهلًا أن الشروق خصم سياسي للنظام القائم - والحديث عن تصريحات سابقة ومعروفة لسفير ألمانيا بالقاهرة وما تعرضت له ثورة ٢٥ يناير من انحراف عن مسارها - برأيه - وكما هو واضح فلا الرجل أضاف لنا شيئًا جديدًا جعلنا نرى معه الملك العارى بل اتضح أن هويدى ذاته لا يرى شيئًا من الأساس حتى يريه للآخرين.
لاحظت أن من يحاولون فهم وتفسير مواقف هويدى السياسية منذ عزل الرئيس الإخوانى، محمد مرسي، يقفون ويكتفون بترديد فكرة مفادها أن هويدى إخوانى الهوى والهوية أو على الأقل منحاز للجماعة الإرهابية، ورغم أهمية علاقة الرجل بالجماعة الإرهابية فالوقوف عند هذا الأمر بمفرده اختزال مخل يسقط أمورًا جوهرية تنكشف لنا في كتابات هويدى، ويمكن إجمال أبرز هذه الأمور كما يلى:
أولًا: لا يمكن إغفال تأثير عمر هويدى على تلقيه للأحداث وفهمها فالرجل - أطال الله في عمره - يبلغ ٧٨ عامًا، ومثل هذه السن كفيلة بعدم التعويل على ما يقوله صاحبها مصداقًا لما قاله الشاعر العربى القديم:
لم تترك السبعون في إقبالها.. منى سوى ما لا عليه معول
ولعل هذا السبب هو الذي يمكنك اعتمادًا عليه تفسير ما كتبه الأستاذ هويدى في مقالة «ويسألونك عن فزعة ٣٠ يونيو» بتاريخ ١٨ يونيو ٢٠١٣ حيث اندهش الرجل من عدم تكذيب الجيش والمخابرات لخبر منشور في جريدة الوطن يقول: إذا تدخلت عناصر من حماس في ٣٠ يونيو فسيكون مصيرها الموت!!! فبدلا من أن يصدق الرجل السبعينى الخبر لأنه لم يتم تكذيبه، اندهش من عدم التكذيب.
ثانيًا: من الأخطاء الشنيعة التي أوقع هويدى فيها نفسه تورطه في كتابة مقالة يومية، مما جعل هم الرجل ليس عرض وجهة نظره بل ملء مساحة المقالة اليومية، ولا يهم أن يناقض الرجل نفسه كما حدث في مقاله في ١٩ مارس، حيث عاب واستنكر تمدد إسرائيل وإيران في الفراغ العربى، ثم عندما بدأت عاصفة الحزم كتب في ٣٠ مارس «انقلابنا الإستراتيجي» معترضًا على مواجهة التمدد الإيرانى!!!! أعتقد أن هويدى لن يجادلنى في أن كتابة مقال يومى هي أحد صور كثرة الكلام، وأعتقد أيضا أن الرجل يعلم جيدا عواقب كثرة الكلام. فهل يحمى الرجل نفسه من هذه العواقب؟... ثالثًا: نفسية الأستاذ هويدى ليست نفسية كاتب بل تنم بوضوح عن موظف أو كادر في تنظيم سرى لا يتكلم إلا بعد أن يقوم بتأمين نفسه، فليست لديه شجاعة الكاتب في الإعلان عن رأيه، وأشهر مثال على ذلك ما حدث بعد إزاحة المصريين للرئيس الإخوانى محمد مرسي كتب هويدى في «الشروق» بتاريخ ٣ يوليو ٢٠١٣: أعرف جيدًا أن الرئيس مرسي تأخر كثيرًا في الإنصات إلى صوت الشارع «طبعا كان هذا الكلام خوفا من التعبير عن رأيه وتحسبًا لما يمكن أن يحدث.....وعندما أراد الرجل وصف ما حدث بالانقلاب - وهذه قناعته - وضعها على لسان طارق البشرى، فقال في مقالة ١١ يوليو: واصل المستشار البشرى سباحته ضد التيار حين عاد إلى تعزيز رأيه الذي وصف فيه ما أقدم عليه الجيش في الثالث من شهر يوليو الحالى بأنه انقلاب عسكري وليس ثورة كما يدعى كثيرون.
رابعًا: يمارس هويدى تزييفًا للوعى - لفظ تزييف مهذب جدًا مقارنة بما يقوم به الرجل - وإلا فما معنى ما كتبه الرجل في «الشروق» تعليقًا على إحالة أبوتريكة للتحقيق قائلا: خبر مصادرة أموال محمد أبوتريكة، أشهر لاعب كرة قدم في مصر والعالم العربى، وأحب اللاعبين إلى قلوب الجماهير، بدعوى أنه شريك في ملكية شركة سياحية لها صلة بالإخوان. وهى التهمة التي نفاها الرجل وأيد كلامه بوثائق عدة». انتهى كلام الرجل... يا أستاذ هويدى هل حب الناس حصانة تمنع من التحقيق مع من توجه له تهمة؟ وهل نفى المتهم للتهمة دليل على بطلانها؟؟!!. واستمرارًا لمسلسل التزييف الذي يتقنه الرجل هاجم هويدى بضراوة من سماهم المحرضين الذين فقدوا - برأيه - إنسانيتهم بسبب دعوتهم لتعامل الشرطة والجيش بحزم مع مثيرى الشغب، في حين أنه شخصيا طالب بذلك أثناء حكم الإخوان، فقال في ٤ فبراير ٢٠١٣: «المؤسسة العسكرية ليست محايدة بين المتصارعين في الساحة السياسية حتى الذين يشيعون الفوضى ويستخدمون العنف منهم. وأن المكان الطبيعى لها هو أن تقف مع الشرعية التي ارتضاها الشعب»، وغنى عن البيان أن عدم حياد الجيش من يشيعون الفوضى ويستخدمون العنف ليس له إلا معنى واحد هو استخدام العنف ضدهم.
خامسًا: الحديث عن الهوى الإخوانى لدى هويدى مجرد خط عريض يتطلب بحثًا في التفاصيل، هذا البحث كشف بوضوح عن انتماء الرجل للفكر القطبى التكفيرى الذي يشجع على ممارسة العنف، ومقالات الرجل في «الشروق» شاهد صدق على ذلك، وما ذكر أعلاه من مطالبته للجيش بالتدخل لصالح الإخوان دليل قاطع، لكن هناك أمثلة أخرى أبرزها بعد إزاحة مرسي، دعا هويدى في صورة إنذار إلى اقتتال أهلي، بل وكان الاقتتال الأهلي عنوان مقال له، ولا أدرى هل كان الرجل يحذرنا من العواقب المنتظرة أم كان يحرض قيادات الجماعة على ممارسة العنف، خاصة أن هذه القيادات حرصت وقتها - شكليا - على التصريح بالتزامها السلمية، لكن بوضوح تام كان هويدى أول إخوانى يدعو للعنف.
أستاذ فهمى فاخرت وحق لك أن تفخر بأنك ترى الملك عاريًا، فهلا سمحت أن أفخر بأنى أراك بلبوصًا؟؟!!