الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نيويورك.. حشد إخواني ونخبة فالصو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا تتذاكى وأنت تشرح لي أن الواقفين أمام الأمم المتحدة من المتأسلمين قد ذهبوا تطوعاً ومن جيبهم للاحتجاج على الرئيس السيسي، لو قلت لي هذا الكلام لن أستكمل حديثي معك لأنك كاذب، تتعامى عن دور التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وأنهار أموالهم المتدفقة التي تسيل في كل مكان، مرة تسيل في سيناء من خلال عبواتهم الناسفة كإرهابيين، ومرة تسيل في نيويورك كمتظاهرين.
يحاولون بكل ما أوتوا من قوة وتخابث أن يوقفوا مسيرة قررها الشعب المصري، مسيرة تتجه نحو البناء والتنمية والمواطنة واستقلال القرار الوطني، تلك المسيرة التي أجهضت أحلام التأسلم السياسي في أن تكون مصر واحدة من إماراتهم الوهمية، يحاولون يوماً بعد يوم لكنهم يتجرعون الفشل تلو الآخر، لن تهدأ أعصابهم المحترقة إلا لو حرقوا كل شبر في البلد، لن يغمض لهم جفن طالما بمصر قلب مدني مقاوم لهم.
هذا القلب المدني تتنوع صوره ورموزه النخبوية، ولكن يبقى وجه واحد ثابت منحوت بعرض الزمن، هو وجه الشعب المصري الذي يضرب كل يوم مثلاً في معاني التضحية والفداء، من أبنائنا المغدورين برصاص الإرهاب، إلى آبائنا الذي اصطفوا في الطوابير بالبنوك لمدة ثمانية أيام ليدفعوا لمصر أكثر من 60 مليار جنيه، هذا الشعب العبقري والموهوب لا يمكن أن يعطله حفنة من فاقدي الأهلية يخططون للاصطفاف أمام الأمم المتحدة بنيويورك ليقولوا للعالم كلاماً مجافياً للمنطق والتاريخ.
وبالرغم من سوء طلعتهم هناك وما شهدناه على اليوتيوب وهم يستعدون ليوم 25 سبتمبر القادم وهو يوم وصول الرئيس وإلقاء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أن الأكثر سوءًا هو موقف صفنا المدني ونخبته، فلم نر منهم خطوة واحدة داعمة لدولتنا الجديدة، نعم هم يؤيدون السيسي، ولكن ما أراه منهم هو ترك الرجل في ميدان المعركة وحدة متحصناً بالشعب، تلك الأحزاب والنخب التي افتقدت موهبة المبادرة تترك المساحات فارغة ليشغلها التكفيريون، تختبئ تلك الأحزاب والنخب خلف مصالحها الضيقة ولا تبرز إلا لتنقض على لقمة هنا أو كعكة هناك.
وكنت أتخيل تنظيما مدنياً موازياً للحشد في أمريكا.. لا يعتمد على الصدفة أو على زملائنا المقيمين هناك، إن نشاط الصدفة غالباً ما يعود علينا بكوارث عكس الهدف المنشود، ولعل تصريحات رجل الأعمال المصري المقيم بأمريكا لوائل الإبراشي التي تشير إلى لجوء المصريين من أبناء 30 يونيو إلى جاليات أخرى لمساعدتهم يجيب على مدى الارتباك المتوقع.
وبمقاربة هذا المشهد مع صورة صندوق تحيا مصر الذي اعتمد في تمويله على الموسرين وصورة المتدفقين من البسطاء لشراء شهادات استثمار قناة السويس سنتأكد أننا نتعامل مع نخبة ورموز ورجال أعمال من النوع الفالصو، وأن هذا البلد لن يحميه سوى الله وشعب مصر من بعده.
لا يكفي أن تصدر بياناً وتقول فيه من الكلام ما يريح الضمير، ولكن من المهم والضروري بل ومن الواجب التواجد على الأرض مشتبكاً مع فكرتك مدافعا عنها، فالناس طالما ظلت غير منظمة سيظل الخطر قريب من ملامح الدولة، وذلك لقدرة خصوم التقدم على التسلل والانتشار وإعادة نقاط الارتكاز التي فقدوها، ومع الغياب المقصود من حماة الوطن المنظمين والمنتظمين في أحزاب ومؤسسات تصبح فرص خصمك السياسي سهلة ومريحة.
ننتظر معاً فعاليات التنظيم الدولي يوم الخميس القادم على الأراضي الأمريكية ونرصد بدقة بين صفوفنا كل من كان بيده الدعم والمساعدة في المواجهة ولم يفعل.