الأحد 15 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

بهجة شهر رمضان في السيدة زينب.. فوانيس وزينة وروحانيات

الحي  التاريخي والأثري مقصد الجميع لشراء الفوانيس

أحد شوادر بيع الفوانيس
أحد شوادر بيع الفوانيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"مرحب شهر الصوم مرحب.. لياليك عادت بأمان".. تتزاحم شوارع حي "السيدة زينب" مع قدوم شهر رمضان المبارك، حيث يقصده المواطنون لشراء الفوانيس بجميع أشكالها وأنواعها المختلفة، وقبيل شهر رمضان من كل عام يتحوّل الشارع إلى مقصد لآلاف المواطنين الذين يرغبون في شراء الفوانيس والزينة الخاصة بالشهر الكريم، ويعد حي السيدة زينب أكبر وأشهر الأسواق لبيع الفوانيس في مصر. 

ويضم حي السيدة زينب مساجد عتيقة أشهرها جامع السيدة زينب، وجامع أحمد بن طولون، ويرتبط ارتباطًا وثيقا بروحانيات رمضان، فتمتلئ شوارعه بمحلات بيع الفوانيس، وكذلك في الميادين وعلى الأرصفة، وتتزين شوارعه بالزينة الرمضانية مع سماع الأغاني الرمضانية في كل أرجائه.. "البوابة "  قامت بجولة رمضانية داخل حي السيدة زينب للتعرف على كل ما يخص الفوانيس والزينة الرمضانية.

 

أشهر الفوانيس.. 

النحاسية والحديدية والزجاجية بألوان وأشكال تجذب الصغار والكبار

 

شهدت صناعة الفوانيس الرمضانية تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبحت تتعدد الفوانيس من حيث الأشكال والأنواع، أشهرها الفوانيس المعدنية أو الحديدية والتي يفضلها الكثيرون لاقتنائها داخل المنازل أو تقديمها كهدايا، نظرًا لشكلها القيم والمتنوع، فيعد من أجمل أنواع الفوانيس الرمضانية التي تصلح للاستخدام الشخصي.

كما تتميز فوانيس الأطفال، بأشكال ورسومات تناسب أعمارهم، ومخيلاتهم، وبها أصوات لأغان وشخصيات كرتونية ورمضانية، وتتميز باختلاف ألوانها، وهناك نوع آخر وهو فوانيس الخيامية يعتبر من أنواع الفوانيس التي يحرص الكثير على اقتنائها لتزيين الشوارع بها، وتتواجد بأحجام وأشكال مختلفة وتضاف إليها إضاءة تزيد من جمالها.

وهناك نوع آخر يعد من أشهر أنواع الفوانيس انتشارا في مصر، وهو الفانوس الصاج، الذي يعتبر من الفوانيس الأغلى سعرا نظرا لتكلفة صناعته، أما الفانوس البلاستيك، فهو أحد أرخص أنواع الفوانيس بحسب درجة نقاء البلاستيك المستخدم في المادة الخام للصناعة، والفانوس الزجاجي نشأت فكرته منذ عقود فكان عبارة عن كوب زجاجي وبداخله شمعة وبه حامل يمسك به، حتى شهدت صناعة فوانيس رمضان تطوراً كبيراً في الآونة الأخيرة، ودمج الزجاج بألوانه وأحجامه المختلفة مع الصفيح، وتم نقش بعض الرموز عليه.

 

على محمود : الإقبال كبير على   فوانيس "بكار وبوجي وطمطم وفنانيس" 

ويقول على محمود، أحد بائعي الفوانيس بحي السيدة زينب، إن أسعار فوانيس الأطفال تبدأ من 55 جنيها لتصل إلى 300 جنيه حسب اللعبة المستخدمة في الفانوس وحجمها وحركتها، مؤكدا أن الأسعار زادت قليلا عن العام الماضي، وهناك أنواع لم تزد أسعارها، متابعا "الفوانيس النحاسية تبدأ أسعارها من 95 جنيها وحتى 500 جنيه باختلاف أحجامها وأشكالها، أما الفوانيس الخيامية لم تزد أسعارها عن العام الماضي فتبدأ من 85 جنيها وتزيد أسعارها مع زيادة الحجم". 

وأشار محمود، لـ "البوابة "، إلى أن الأطفال تفضل الفوانيس المطبوعة بالشخصيات الكرتونية المرتبطة برمضان مثل "بكار وبوجي وطمطم وفنانيس"، وأيضا الشخصيات الكرتونية المشهورة كما يستخدم صور اللاعبين والشخصيات الشهيرة في فوانيس الأطفال، مضيفا أن هناك إقبالا شديدا على الفوانيس الخشبية، وكذلك الفوانيس التي تزين المساجد التي يتميز بعضها بتقنيات خاصة مثل النقش بالليزر. 

 

فرحة الأطفال.. 

 أحمد : كل عام بفانوس جديد

 يوسف: أشتري لأقاربي "فوانيس ميدالية" لتهنئتهم بالشهر الكريم

من بين العادات الأصيلة في كل البيوت المصرية قبل دخول شهر رمضان، هو حرص الآباء والأمهات على شراء الفوانيس لأطفالهم وإدخال البهجة والسرور عليهم، ويقول الطفل أحمد إيهاب "10 أعوام"، إنه ينتظر كل عام لشراء فانوس جديد لرمضان، مؤكدا أن والديه يحرصان على شراء فانوس له كل عام من حي السيدة زينب، متابعا أنه يسعد كثيرا في شهر رمضان فهو أحب الشهور إلى قلبه بسبب مشاعر البهجة والفرح التي يشعر بها في ذلك الشهر، إضافة إلى رؤية أقاربه والتجمعات العائلية، مضيفا أنه يذهب كل يوم لصلاة التراويح في المسجد مع والده. 

أما الطفل يوسف محمد "9 أعوام"، فيقول "أحب شهر رمضان وأحرص على شراء فانوس مختلف كل عام وأفضل فانوس الشخصيات الكرتونية مثل بوجي"، مضيفا أن والده يفضل شراء الفوانيس من حي السيدة زينب نظرًا لأسعارها المناسبة والمتنوعة فيجد بكل سهولة الشخصية الكرتونية التي يبحث عنها في الفانوس، موضحا أنه يحرص على تهنئة أقاربه بشهر رمضان ويقدم لهم "فوانيس ميدالية" كهدايا.

 

أصله فاطمي..

 قصة تاريخ فانوس رمضان 

بتتبع تاريخ فانوس رمضان، نجد أن أول استخداماته كانت في حقبة صدر الإسلام، وكان يستخدمه المسلمون لإضاءة طريقهم ليلاً للذهاب إلى المساجد وزيارة الأصدقاء والأقارب، وهناك العديد من القصص والروايات حول ارتباط الفانوس بالشهر الفضيل، يعود تاريخ فانوس رمضان إلى عصر الدولة الفاطمية في مصر، حيث كان يتم استخدام الفوانيس للإنارة، خاصة عند الذهاب إلى المساجد ليلا، وبمرور الوقت تحول إلى تقليد مرتبط بشهر رمضان المبارك حتى وقتنا الحالي، وهناك روايات تحكى أن سبب ظهور الفوانيس في عصر الدولة الفاطمية، عندما استقبل سكان القاهرة الخليفة الفاطمي المعز لدين الله خلال فترة الليل، ووضعوا الشموع على قواعد خشبية وغطوها بالجلود، لتجنب انطفائها، ومن هنا كانت بداية ظهور فوانيس رمضان.

 

صناعة عتيقة.. 

 مجدي: تعلمت المهنة منذ 50 عامًا ونعاني ارتفاع أسعار المواد الخام 

يقول عم مجدي عطية "60 عامًا، أحد مالكي ورش تصنيع الفوانيس في حي السيدة زينب، في حديثه للبوابة ، إن أجداده كانوا يملكون تلك الورشة، وأنه تعلم الصناعة من والده منذ أكثر من 50 عامًا، يحرص عم مجدي كل يوم على فتح ورشته منذ الثامنة صباحا صحبة عدد من مساعديه، مشيرا إلى أن زبائنه تعرفه منذ سنوات طويلة وتأتي إليه من جميع المحافظات.

ويضيف عطية، أن مراحل تصنيع الفانوس تبدأ بقص الصفيح إلى أجزاء مكونة للفانوس حسب الحجم والشكل وكل جزء يسمى "مشتورة"، ثم تأتي مرحلة الكبس التي تتضمن نقش الرسومات وتفريغ الصاج، ثم بعد ذلك مرحلة اللحام، ثم بعدها تركيب الزجاج، ختاما بمرحلة التجميع التي تعطينا شكل الفانوس النهائي، مشيرا إلى أن الخامات المستخدمة في صناعة الفوانيس هي الصفيح والزجاج والأزير وهي المادة التي تستخدم في لحام الصفيح، متابعا أن أولاده حريصون أيضا على تعلم صناعة الفوانيس بجانب أعمالهم الأخرى.

وأشار إلى أن من أكثر العوائق التي تقف حائلا أمام صناعة الفوانيس هي أنها صناعة موسمية، إضافة إلى ارتفاع تكلفة المواد الخام الذي يؤدي إلى ارتفاع سعر الفانوس بعد تصنيعه، وقلة أعداد الذين يمتهنون تلك الصناعة، لذلك تلجأ معظم الناس إلى شراء الفوانيس الصيني لقلة تكلفتها وشكلها الجذاب، مؤكدا أن هناك العديد من ورش صناعة الفوانيس أغلقت لتلك الأسباب، متابعا أنه رغم كل هذه التحديات ما زال هناك إقبال على شراء الفوانيس المصرية. 

مهارة وإبداع.. 

علي: نبدأ بتشكيل صاج الفانوس ثم تجميعه ولحامه وسعر الخيامية يصل إلى ١٠٠٠ جنيه 

ويقول علي عماد، أحد مصنعي الفوانيس بحي السيدة زينب، أن صناعة الفوانيس تبدأ بتشكيل الصاج ثم قصه ويتم كبسه بعد ذلك على مكابس خاصة وبعد ذلك يتم تجميعه ولحامه وهذه المراحل تستغرق نصف ساعة لكل فانوس، مضيفا أن فانوس الخيامية يبدأ سعره من 80 جنيها إلى 1000 جنيه وفانوس فورجيه وسعره من 90 جنيها والفانوس الخرز سعره يبدأ من 85 جنيها، بالإضافة إلى الديكورات مثل عربية الحمص وعربة الفول والتي تبدأ أسعارهامن 150 جنيها.

أما عن تصنيع الفوانيس الخيامية، فيشير عماد، إلى أنه يصنع من قماش مخصص لزينة رمضان يسمى قماش الخيامية، الذي يستخدم كمفارش للموائد والسفرة الرمضانية يحتوي على الكثير من الأشكال والرموز الرمضانية مثل الهلال وكلمات وتهاني مثل "رمضان كريم"، مؤكدا أنه يتم تصنيع هيكل الفانوس من المعدن أو الخشب ثم يتم تغليفه بقماش الخيامية ويوضع بداخله مصدر إضاءة فيعطي شكلاً رائعاً عند تعليقه، لافتا إلى أنه من أسهل أنواع الفوانيس حيث يمكن تصنيعه يدوياً أو شراؤه من المحلات التجارية بأسعار مناسبة.

وتعتبر مناطق السيدة زينب والحسين والأزهر والعتبة والجمالية والدرب الأحمر هي أشهر المناطق بالقاهرة في صناعة الفوانيس التقليدية المصرية والتي تبدأ أسعارها من خمسين جنيها ذات الحجم الصغير إلى سبعة آلاف جنيه بالنسبة للفوانيس الضخمة التي تستخدم في الفنادق والمنتجعات السياحية حيث يصل طولها إلى سبعة أمتار.

"تعليق الفوانيس".. بهجة ممتدة طوال  الشهر الكريم 

قبيل شهر رمضان، تحرص الأسر المصرية على شراء زينة رمضان، حيث يحرص الشباب والأطفال على تزيين الشوارع بزينة رمضان وتعليق الفانوس الملون في منتصف الزينة للإضاءة طوال الشهر الكريم ويتنافس سكان كل شارع في اختيار الألوان والأشكال المبهجة، حيث بلغت أسعار زينة رمضان بداية من 25 جنيهًا كسعر للافتة الخشبية المكتوب عليها عبارات رمضان، والمبخرة الخشب يبدأسعرهامن 30 جنيهاحتى 160 جنيهًا، أما سعر علبة مناديل خشبية بأشكال رمضان نحو 120 جنيها.

رمضان هو شهر البهجة والخير، حيث يقترن دائما باللقاءات العائلية، لذلك يفضل الكثير منا الاهتمام بالمنزل من خلال الديكورات الرمضانية المبهجة التي تعطي لمسة فنية للمكان وروح شهر رمضان، وتدخل السرور  للأطفال في المنزل مثل وضع فانوس كبير في ركن الغرف، وأضافة الزينة الورقية على الحوائط، أو اختيار أغطية ومفارش تنسجم مع طابع رمضان.

 

عايدة أحمد صانعة "زينة رمضان": أبدأ العمل  في شهر رجب لإنجاز الكمية المطلوبة 

تقول عايدة أحمد "45 عامًا"، إنها بدأت في تصنيع زينة رمضان منذ 5 سنوات داخل محلها الخاص بتصنيع الملابس الجاهزة في درب البرابرة بالقاهرة، حيث إنها تبدأ في عمل زينة رمضان بداية شهر رجب من كل عام لتجهز الكمية المطلوبة منها من الزينة الرمضانية، وتعاود العمل مرة أخرى في تصنيع الملابس مع بداية شهر رمضان، مؤكدة أنها لجأت إلى تصنيع الزينة بجانب عملها لزيادة مصاريف أولادها وأيضا لإدخال البهجة والسرور على جيرانها.

وأضافت عايدة، أنها تقوم بشراء الخامات التي تستخدمها لصناعة الزينة من درب البرابرة، مشيرة إلى أنها تقوم بصناعة زينة للتعليق في البيوت والشوارع، كما تقوم بعمل مفارش على أشكال الخيامية، وأيضا تقوم بعمل "كوشن" رمضانية بأشكال مثل بوجي وطمطم، أو تحمل عبارات "رمضان كريم"، أو "وحوي يا وحوي"، مؤكدة أن كل جيرانها يحرصون على أخذ كل الديكورات المنزلية الرمضانية منها وتقوم بتحضيرها منذ بداية شهر رجب حتى تنجز الكمية المطلوبة.