الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

تسلم «الإيد الشقيانة».. الكادحون بأرض الفيروز .. رجال لا تهزمهم حرارة الشمس ونار الجو

عمال النظافة في منطقة
عمال النظافة في منطقة سيناء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

إذا كان الجو شديد الحرارة، ألقى الله سمعه وبصره إلى أهل الأرض، فإذا قال العبد: «لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم اللهم أجرني من حر جهنم»، قال الله لجهنم، إن عبدًا من عبادي استجار بي من حرك، وإني أشهدك أني قد أجرته منك.


مع اجتياح موجة الحر التي تتعرض لها البلاد، خاصة منطقة سيناء نجد أن هناك مهنا مجهدة وصعبة ويبدو عناؤها مضاعفا مع حرارة الجو، في ظل غياب مستلزمات الراحة لأنهم يعملون تحت ظروف صعبة للغاية، بالتزامن مع سخونة الجو في صيف لاهب، مهن يقاوم أصحابها حرارة الجو أكثر من الآخرين.
عمال النظافة
ينتشر عمال النظافة في الصباح الباكر كل يوم في الشوارع يؤدون عملهم دون كلل أو ملل، وتواجد رجال النظافة منذ الصباح الباكر في جميع الشوارع والميادين، يؤدون واجبهم أسفل حرارة الشمس ولهيبها الحارق، لا يبالون بالحر عن أداء رسالتهم النبيلة في نظافة وتجميل مدينتهم.
لذا يحرص اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، في كل المناسبات على تكريمهم ومنحهم مكافآت مالية فضلا عن الجلوس بينهم على مأدبة واحدة، تقديرًا لمجهوداتهم، موجها الشكر لعمال النظافة في كل مراكز ومدن المحافظة.
ويواصل رجال النظافة بجميع مجالس مدن المحافظة، حملات النظافة الدورية لرفع كافة مخلفات وتراكمات وصناديق القمامة من الشوارع والميادين، باستخدام معدات الحملة الميكانيكية، ونقلها إلي مصنع تدوير القمامة بالمدينة، بالتزامن مع حملات النظافة الدورية بقرى المركز، بإشراف رؤساء القرى كل في نطاق قريته، ومتابعة رؤساء المدن.
وعمال النظافة بمدينة السلام شرم الشيخ يقطرون عرقا وهم سائرون في طريقهم اليومي للحصول على لقمة العيش، واقفون في العراء يواجهون سقوط أشعة الشمس الحارقة فوق رؤوسهم التي لا تحميها المظلات الشمسية، وأجسادهم التي لا مكان لها داخل الغرف المكيفة.
تحدثت «البوابة» مع عمال النظافة بشرم الشيخ وهم يكابدون لهيب الشمس وسخونة الأرض الحامية، فيما خلت شوارع شرم الشيخ من المارة بسبب حرارة الجو المرتفعة، وخاصة وقت الظهيرة، ويفضل عدد كبير من أهالي المدينة الجلوس في المنازل في التكييفات أو تحت المراوح الكهربائية والبعض الآخر يفضل الذهاب إلى الشاطئ. ولم تمنع الحرارة المرتفعة التي تعدت الـ٤٠ درجة العمال من كسب قوت يومهم تحت لهيب الشمس الحارقة، ورغم الحرارة التي تشهدها شرم الشيخ وخاصة الفترة الحالية ، أكد العمال أن الله يقويهم على تحمل الحرارة، وأنهم يعملون في درجة حرارة مرتفعة ويتحملون من أجل قوت عيالهم الصغار، موجهين كل الشكر والتقدير للواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء على دعمه ورعايته لهم هم وأسرهم طوال العام.
عمال رصف الطرق

عمال رصف الطرق في سيناء 


ومن أصحاب المهن الشاقة أيضا العاملون في رصف الطرق، الذين يبذلون قصارى جهدهم لتوفير مصدر دخل ثابت لهم ، ويتحدون الصعاب لتوفير حياة كريمة لهم ولأسرهم . وفي العاصمة طور سيناء، رصدت «البوابة نيوز» متابعة مبروك الغمريني، رئيس المدينة، أعمال رصف مجرى السيل بالطريق الساحلي للمدينة قبل كمين وادي الطور، وأيضا متابعته أعمال النظافة بأحياء وشوارع المدينة من كنس ورفع مخلفات الأشجار والري المستمر للمساحات الخضراء.
عمال المحاجر
عمال المحاجر من المهن الشاقة ومخاطر حقيقية و يعملون في ظروف قاسية «البوابة نيوز» تحدثت إلى بعض هؤلاء، وتوقفت معهم لحظات لمشاركتهم همومهم في ظل مهنتهم الصعبة والتي كلها مخاطر.. في البداية يقول سليمان محمد سليمان سعيد، من رأس سدر: «أكل العيش مر، فنحن نعاني أشد المعاناة والمعيشة في المحاجر صعبة للغاية فلا يوجد مياه ولا كهرباء أو أي وسائل تساعد على الحياة، مما يضطرنا للنزول إلى المدينة لشراء لوازمنا، والتي أصبحت كل يوم بسعر مختلف، فما تشتريه اليوم بسعر ما تجده في الغد زاد سعره».
ولفت إلى أن أقل محجر فاتح أكثر من ١٥٠ بيتًا وكلها بيوت بها أطفال يحتاجون إلى مأكل ومشرب وكلها نفقات تحتاج إلى أموال حتى أصبح أكبر هم يشغل العامل حاليًا هو كيف يوفر قوت يومه له ولأولاده، مؤكدًا أن الحرارة الحارقة في المحاجر لا يتحملها بشر وبحكم عملنا لا نجد لنا ساترًا في الجبال أو الصحراء ومنا من يتصرف فيقيم له أي ساتر يحميه من لهيب الشمس.
عمال المخابز واللحام
وفي المنطقة الصناعية بطور سيناء لم يختلف أصحاب مهن «النار»، سواء اللحام أو الحداد أو الفران، على أن موجة الحر هذا العام شبيهة بصيف ٢٠١٥ ولم يختلف كل منهم على أن الابتهال بالدعاء إلى الله بكلمات بسيطة، بداية من «يا رب صبرنا» مرورا بـ«رحمتك يا الله» ووصولًا إلى «يا لطيف الطف»، تعد السلاح القوى لتجاوز محنة الحر، والتهاب الجو «الحارق»، والتي من شأنها أن تزيل صهد النار ولهب الشمس، بالرغم من استخدام وسائل بدائية للهروب من لهب الشمس والنار، كوضع قطع القماش المبلولة على الوجه والجسم والرقبة، وغيرها من الوسائل الأخرى.