صوت الحنان ونغم الإلهام يعبقان بقصة حياة الموسيقارة أسماء حمزة، أول عازفة وملحنة عود سودانية، وُلدت في بريق الشمس في السودان عام 1932، لتترعرع وسط ألحان الطبيعة وتهيم بنسمات الموسيقى التي غمرت قلبها منذ نعومة أظافرها.
تلألأت النجومية في سماء أسماء حمزة حين اكتشفت موهبتها الموسيقية الاستثنائية. رغم أن أحبالها الصوتية لم تكن تعاونها في تحقيق حُلمها بالغناء، إلا أنها لم تستسلم. ارتدت ثوب الصمود وقررت أن تتبع طريقًا جديدًا في عالم الموسيقى.
كان العود رفيق دربها وصديق دائم، حيث استعارت الألة الوترية وتلقت أوّل درس في عزفها. بدأت مسيرتها بتحدي وإصرار، مُلهمة الآخرين بشجاعتها وإرادتها القوية في مواجهة التحديات.
عبرت أسماء حمزة عن ذاتها وتعبّر عن مشاعرها من خلال ألحانها الخاصة. كانت تلحينها ينبض بروح فنية فريدة، تأثرت بأساطير الموسيقى مثل أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبد الحليم حافظ وشادية. كما أنها استطاعت أن تخلق هويتها الفنية الخاصة وتحمل ملامح تميزها بين كبار الملحنين في العالم العربي.
أصبحت أسماء حمزة قصة نجاح وإلهام لكل امرأة تطمح للتفوق في مجال ما. وفي عام 1946، أصبحت أول امرأة في السودان تحصل على تدريب رسمي على عزف العود، مما رسّخ مكانتها كرمز للمرأة القوية والموهوبة.
عزفت أسماء حمزة مئات الألحان الجميلة، وأثبتت للعالم أن الموسيقى لا تعرف الحدود ولا الجنس. أغانيها العذبة انتشرت وغمرت قلوب المحبين في كل مكان.
غادرت هذه الفنانة الرائعة عالمنا في 21 مايو عام 2018، ولكن إرثها الموسيقي العظيم باقٍ حيًا وسيظل يرنّم في أرواحنا إلى الأبد. إن أسماء حمزة تظل نجمة مشرقة في سماء الفن، تُلهم الجيل الجديد وتُحدث ثورة في عالم الموسيقى، تُحطم الحواجز وتُعبر عن جمال الإبداع بأناملها الراقية وقلبها المليء بالحنان.
ويحتفل جوجل اليوم ، بالملحنة وعازفة العود السودانية، أسماء حمزة، حيث وزيّن واجهة جوجل رسم يجسد الموسيقية السودانية وهي تعزف على آلة العود مرتدية الزي الشعبي ذي اللون الأزرق وممسكة بيدها بـ"نوتة" موسيقية.
