الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ثورة التواصل الاجتماعى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 تشكل مواقع التواصل الاجتماعى أبرز المحركات الأساسية لكل ما يقوم به البشر حول العالم قفزة كبيرة للتواصل بشكل تفاعلى من خلال الشبكة الإلكترونية لقدرتها على التأثير فى حياتنا بشكل كبير، سواء كان هذا التأثير إيجابيًا أو سلبيًا، حيث تحمل كمية كبيرة من البيانات والخدمات من خلال الإشتراك بمجموعة من التطبيقات وتبادل المحتوى الذى يتم إنشاؤه بواسطتها، تعد مواقع التواصل الإجتماعى كأى مشروع أو فكرة أو نظام، لها  العديد من الإيجابيات التى تحسب لها ويجب استغلالها ويشوبها أيضًا العديد من السلبيات التي يجب أن نحذر منها.

أصبح التواصل الإجتماعى هو الوسيلة العامة فى العصر الحالى للتعامل مع الآخرين، وذلك كنتيجة طبيعية لإنتشار مختلف مواقع التواصل الإجتماعى، بالإضافة إلى انتشار مختلف وسائل الإتصال التى جعلت العالم أكثر قربًا منا، فالإنسان كائن اجتماعى ولا يستطيع أن يعيش بمفرده، ولهذا الأمر فكان نجاح مواقع التواصل الإجتماعى هو نجاح كبير نتيجة لرغبة الإنسان فى التواصل مع غيره.

إن وسائل التواصل الإجتماعى كانت السبب فى إتاحة الفرصة للتعبير عن جميع الآراء والأفكار بحرية كاملة، بالإضافة إلى تقبل العديد من الأفكار التى تقع بين الرأى والرأى المعارض وعرض الأفكار الغريبة وغير الاعتيادية حتى يتعرف عليها الأفراد، كما أنها قد أتاحت للعديد من أصحاب المواهب للظهور بالإضافة إلى إمكانية عرض مواهبهم وجذب انتباه الآخرين لهم، بالإضافة إلي انتشار عمليات التسويق الرقمى فى مواقع التواصل الإجتماعى مما ساهمت فى تحقيق العديد من المبيعات، كما أنها تعد الوسيلة الأفضل التى من خلالها يتم نقل الأخبار والأحداث الهامة وتداول الأخبار الإقتصادية والسياسية، كما توفر العديد من الروابط والمنح الدراسية المجانية والمدفوعة، وتعد الوسيلة الأسرع فى التواصل مع الآخرين من خلال مختلف الشبكات، إن تواجدنا من خلال مواقع التواصل الإجتماعى فى حد ذاته مسئولية وأمانة فما دمنا نعبر عن آرائنا وعن أنفسنا ونظهر للناس من خلالها فعلينا أن نستخدمها بطريقة إيجابية تفيدنا وتفيد مجتمعنا.

لمواقع التواصل الاجتماعى سلبيات عديدة حيث تلعب دورًا سلبيًا فى نوعية العلاقات الأسرية وقوتها، حيث يؤدى ما يقضيه الفرد من ساعات طويلة فى تصفح هذه المواقع وانشغاله بعلاقاته الإفتراضية فيها إلى البعد عن أفراد أسرته وفتور العلاقات التى تربطه بهم، كما تؤثر على منظومة العادات، الأمر الذى يؤثر بدوره على المجتمع فقد يؤدى الإنفتاح الزائد الذى تؤمنه هذه المواقع إلى نشر قيم جديدة مخالفة لما اعتاد عليه المجتمع من عادات وتقاليد، كما أصبحت مواقع التواصل بديلًا  للتفاعل الإجتماعى الحقيقى بين الأفراد والمتمثل بالزيارات العائلية وحضور المناسبات الإجتماعية مما يؤدى الى العزلة والإنطواء على الذات، وتدنى التحصيل الدراسى عند بعض الطلاب وتعرضهم للتنمر والمضايقات.

كما أصبحت مواقع التواصل الإجتماعى فى عصرنا الحالى سلاح حرب قوى فى أيدى بعض القوى الدولية يسهل من خلالها التحكم فى أبناء الوطن الواحد وتدمير الدول من الداخل بأيدى أبنائها تحت غطاء الحرية والتعبير عن الرأى مستغلين ظروف البلاد المختلفة وحماس شبابها، كما ساهمت بشكل كبير فى نقل العادات والقيم الغربية إلى مجتمعنا والتى تتنافى تمامًا مع عادات وقيم مجتمعنا العربى الشرقى فقد انتشرت الجريمة والفساد الأخلاقى لدى الشباب والبنات.

 إن وسائل التواصل الإجتماعى من ضروريات الحياة فى العصر الحديث ولا يستطيع أحد الإستغناء عنها وعلى كل إنسان أن يتجنب السىء منها ويستفيد بالجانب الإيجابى، بالإضافة إلي إدراك أهمية تنظيم عدة ساعات من استخدام هذه المواقع والتركيز عليها بشكل واضح للإستفادة منها، كما إننا نحتاج لوقفة قوية مشتركة بين الأسرة والمجتمع بشكل خاص للقضاء علي عيوب مواقع التواصل الإجتماعى وتحويلها لمميزات تساعد على بناء وتطوير المجتمع.