ستكون تركيا على موعد تاريخي، اليوم الأحد، مع بدء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، حيث يتنافس الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان مع مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو.
الناخبون سيقررون مصير تركيا بعد أقل من ثلاثة أشهر من وقوع زلزال السادس من فبراير، والذي أودى بحياة أكثر من ٥٠ ألف شخص، وشرد أكثر من ٥.٩ مليون في جنوب تركيا وشمال سوريا، ووسط أزمة اقتصادية خطيرة يرى البعض أنها تآكل ديمقراطي في ظل حكومة أردوغان. ويتوقع المحللون إقبالًا قياسيًا للناخبين هذا العام، وسباقًا محتدمًا بين أردوغان ومرشح المعارضة الرئيسي كمال كيليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، والمرشح الرئاسي لكتلة تحالف الأمة المكونة من ستة أحزاب.
ونقلت صحيفة «ديلي صباح» التركية عن نائب وزير الخارجية التركي قوله إن أكثر من ١.٨ مليون ناخب يعيشون في الخارج أدلوا بأصواتهم في ١٧ أبريل الماضي. معظم المقاطعات التي ضربها زلزال فبراير معاقل لأردوغان، وحزبه حزب العدالة والتنمية، لكن رئيس المجلس الأعلى للانتخابات أحمد ينر قال الشهر الماضي إنه من المتوقع ألا يصوت ما لا يقل عن مليون ناخب في المناطق المنكوبة بالزلزال هذا العام. ويخشى البعض ألا يسلم أردوغان السلطة لخليفته دون صراع، في حال خسارته الانتخابات.
وبحسب وكالة الأناضول، فقد اتخذت الهيئة العليا للانتخابات التركية، تدابير مختلفة في الولايات الـ١١ المتضررة من الزلزال، لإجراء الانتخابات بشكل سليم في مراكز مسبقة الصنع مخصصة لذلك، كما يحظر إدخال الهواتف المحمولة، والكاميرات إلى مكان التصويت، وسيتم ترك هذه الأجهزة عند لجنة صناديق الاقتراع لاستعادتها بعد انتهاء عملية التصويت.
ويحظر تقديم الأخبار والتنبؤات والتعليقات على نتائج الانتخابات في الإذاعات وجميع أنواع أجهزة البث، وسيتم رفع الحظر على البث حول الانتخابات بعد الساعة التاسعة بتوقيت تركيا، وقد ترفع الهيئة العليا للانتخابات التركية الحظر قبل ذلك.
وستلغى الأصوات التي لم يتم وضع إشارة نعم أو تفضيل عليها، أو تم وضع اختيار أكثر من تحالف، أو حزب أو مرشح ليس في نفس التحالف. وتجري تركيا انتخابات كل خمس سنوات، ويمكن تسمية المرشحين للرئاسة من قبل الأحزاب التي تجاوزت عتبة ٥٪ من الناخبين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، أو أولئك الذين جمعوا ما لا يقل عن ١٠٠ ألف توقيع لدعم ترشيحهم.
ويتم انتخاب المرشح الذي يحصل على أكثر من ٥٠٪ من الأصوات في الجولة الأولى رئيسًا، ولكن إذا لم يحصل أي مرشح على أغلبية الأصوات، تنتقل الانتخابات إلى جولة ثانية بين المرشحين الحاصلين على أعلى عدد من الأصوات في الجولة الأولى.
وتجري الانتخابات البرلمانية في نفس وقت الانتخابات الرئاسية، تتبع تركيا نظام التمثيل النسبي في البرلمان حيث يتناسب عدد المقاعد التي يحصل عليها الحزب في المجلس التشريعي المكون من ٦٠٠ مقعد بشكل مباشر مع الأصوات التي يفوز بها. ويجب أن تحصل الأحزاب على ما لا يقل عن ٧٪ من الأصوات من أجل دخول البرلمان، وسيجري التصويت يوم الأحد، حيث يدلي المرشحون بأصواتهم في كلا الانتخابين في نفس الوقت، وستجرى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، فى حالة إجرائها فى ٢٨ مايو.
