الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

اعتصموا للمطالبة بحقوقهم وأسسوا أول نقابة.. قصة العمال في مصر القديمة

عمال مصر
عمال مصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

العمال هم بناة الحضارات ويد المجتمع التي بها نطور ونشيد ونبني، فإذا وقفت أمام أي عمل عظيم ابحث عن كلمة السر دائما "العمال" الذين بذلوا الجهد والعرق من أجل البناء والتشييد، وتبقى الحضارة المصرية القديمة رمزا للعمل والإبداع والاتقان، فخلف كل هذه الآثار التي بلي الزمان وما بليت أيادي عمال مصر التي صنعت التاريخ، وتشير معظم الدراسات والبحوث التاريخية إلى أن مصر القديمة عرفت النقابات والاتحادات العمالية قبيل 3183 عاما.

ويؤكد المؤرخ والباحث المصري، فرنسيس أمين، أن أول مدينة للعمال في التاريخ، أقيمت في غرب مدينة الأقصر، سنة 1600 قبل الميلاد، كما أن أول نقابة للعمال في التاريخ، جرى إنشاؤها بمدينة العمال في الأقصر، في عهد الملك رمسيس الثالث، وأن تلك المدينة تعد بمثابة "منجم " من المعلومات عن العمل والعمال في مصر القديمة.

وكانت المدارس في مصر القديمة، تحث الطلاب على العمل، والاجتهاد، ولعل  صور ونقوش المقابر والمعابد تصور الحاكم والفرعون، في صورة العامل الأول، حيث كان يقوم الملك بالحفر لشق القنوات المائية، وحصد بشائر القمح، وتهيئة أرض المعبد قبل الشروع في بنائه، ووضع أول طوبة في أساس المعبد.

وتوضح كتب المصريات، أن أول تحقيق جرى مع مسئول بالدولة بتهمة استغلال العمال جرى في مصر القديمة، حيث جرت أول محاكمة لأحد النبلاء بعد اتهامه باستغلال من يعملون تحت إدارته في أعمال خاصة.

وعرف عمال مصر القديمة، تنظيم الاحتجاجات والتظاهرات العمالية، قبل أن يعرفها العالم أجمع، وذلك كما جرى بقرية دير المدينة، في غرب مدينة الأقصر، سنة 1165 قبل الميلاد، حين أضرب العمال الذين يعملون في إقامة المقابر والمعابد عن العمل، وخرجوا في مظاهرات، أمام قصر كاتب الفرعون ووزيره، احتجاجا على بطء الإدارة في صرف أجورهم، وقالوا للملك رمسيس الثالث "عرشك بدأ يهتز".

وقال المتظاهرون، حين وصلوا لأسوار القصر : "لقد ساقنا إلى هنا الجوع والظمأ... ليس لدينا ثياب ولا دهن ولا سمك ولا خضراوات".