الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

حرب السودان.. كيف تنظر دول الجوار إلى الصراع الدائر؟.. مصر تعلن دعمها للحوار والتوافق.. والاتحاد الأفريقي يرسل وسطاء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يشهد السودان منذ منتصف أبريل الماضي اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما أثار قلق دول الجوار التي تربطها علاقات سياسية واقتصادية وإنسانية بالبلاد. فما هي مواقف هذه الدول من النزاع الدائر في السودان؟ وما هي المبادرات التي طرحتها للمساهمة في حله؟ وما هي التحديات التي تواجهها في ظل تصعيد التوتر والعنف؟

 

تراقب دول الجوار الوضع في السودان، وتبدي تخوفها من استمرار النزاع وخروجه عن السيطرة، كما تتخوف من تدخلات أجنبية تؤجج الصراع وتطيل أمده. وقد حددت مصر موقفها في ثلاث نقاط: ضرورة التواصل مع طرفي النزاع، والحفاظ على سيادة ووحدة السودان، والتزام المجتمع الدولي بالمساعدات المالية والإنسانية. أما جنوب السودان فهو مهتم بالحفاظ على علاقات جيدة مع السودان، خصوصًا فيما يتعلق بتصدير النفط عبر خط أنابيب يمر عبر السودان إلى البحر الأحمر. كما يشعر بالقلق من تأثير الصراع على حالة اللاجئين والأمن في المنطقة². تشاد أيضًا تتابع التطورات في السودان بقلق، وتحاول منع دخول المقاتلين من السودان إلى أراضيها.

 

 تشاد

 

وتتحفظ تشاد في موقفها ناحية ما يحدث السودان كما وتدعو إلى وقف العنف والحوار بين الأطراف المتنازعة، وتعبر عن قلقها من تداعيات الصراع على الأمن والاستقرار في المنطقة، ومن ناحية أخرى أغلقت حدودها مع السودان "حتى إشعار آخر" وذلك في 15 أبريل 2023، بعد اندلاع المواجهات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم ومناطق أخرى.

كما وناشدت المجتمع الإقليمي والدولي وكذلك جميع الدول الصديقة منح الأولوية لعودة السلام في السودان، وأكدت على ضرورة احترام سيادة ووحدة أراضي السودان، فيما استقبلت آلاف اللاجئين السودانيين الذين فروا من مناطق الصراع، وأعلنت عن تقديم المساعدات الإنسانية لهم، والتعاون مع المنظمات المختصة لتحسين أوضاعهم.

وشاركت تشاد في مبادرات إقليمية للوساطة بين طرفي الصراع في السودان، مثل مبادرة "إيغاد" التي تضم 8 دول من شرق إفريقيا، والتي دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار والحفاظ على المؤسسات المدنية في السودان.

 

مصر 

 

ومن ناحية الشمال أعلنت مصر عن تضامنها مع الشعب السوداني وأهمية تحقيق الاستقرار والأمن للسودان والحفاظ على مقدراته والتعامل مع التحديات الراهنة بالشكل الذي يضمن سلامة هذا البلد الشقيق.

وشددت مصرعلى أن أمن واستقرار السودان جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والمنطقة، وأنها تتابع عن كثب التطورات الأخيرة في السودان.

كما وقامت مصر قامت بإجلاء المصريين العالقين في السودان بشكل سريع وآمن، بالتعاون مع السلطات السودانية، في عملية اعتبرها بعض المسؤولين نموذجا رائعا يدعو للفخر.

مصر أبدت حكمة واحترافية شديدة في التعامل مع الأزمة، وتغليب لغة العقل والحكمة في التعامل مع الأزمة، ودعت إلى عدم التدخل الخارجي بحثا عن توافق سوداني- سوداني لحلحة الأزمة.

 

جنوب السودان

 

يتابع جنوب السودان الأحداث في قلق بالغ حيث قدم رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت مقترحًا للحوار بين البرهان وحميدتي، لكنهما رفضا الحوار في الوقت الحالي. كما أن جنوب السودان يعتمد على مبيعات النفط التي تمر عبر خط أنابيب في السودان، لذلك يهتم بالحفاظ على استقرار هذا التدفق.

أما منظمة إيغاد، التي تضم جنوب السودان والسودان ودولًا أخرى في شرق إفريقيا، فقد طرحت مبادرة لتمديد الهدنة في السودان لمدة 72 ساعة إضافية، وإرسال ممثلين من كل طرف إلى جوبا للتفاوض.

 

أثيوبيا

 

أعربت  أثيوبيا عن قلقها بشأن اندلاع الاشتباكات في السودان، ودعت الأطراف السودانية إلى ضبط النفس، والتوقف عن القتال، والعودة إلى مسار الحوار، كما وأكدت تضامنها مع شعب السودان، وتعازيها لعائلات ضحايا الاشتباكات، واستعدادها لدعم سلام السودان.

وأدانت أثيوبيا جميع المحاولات التي تسعى للتدخل في الشأن السوداني بالطرق غير المشروعة، وتؤكد على ضرورة إيجاد حل سلمي من قبل السودانيين أنفسهم من خلال الحوار.

 

وتشعر إثيوبيا بالقلق من أن يتسع نطاق النزاع السوداني ويطول مدته ويؤثر سلبا على الاستقرار في المنطقة، وبصفتها دولة مجاورة للسودان وعامل مهم في حوض النيل، ترغب أثيوبيا في منع تفاقم الصراع. كما أن الخلافات الدائرة بين إثيوبيا والسودان حول منطقة الفشقة المتنزع عليها وسد النهضة الإثيوبي الضخم تجعل إثيوبيا واحدة من المعنيين بالسلام في السودان.