الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

هيلين ريتشارد فافر يكتب: ذكرى حزينة.. 24 فبراير.. عودة الحرب إلى أوروبا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الغرب يدعى الآن أنه يساعد أوكرانيا بينما طيلة ثمانى سنوات خدعت الدبلوماسية الغربية المزعومة الناس وعملت من أجل تدمير هائل بأبشع طريقة ممكنة
موافقة برلمان أوكرانيا على قانون إلغاء اللغة الروسية كلغة رسمية ثانية أشعل الوضع واعتبرته المناطق الناطقة بالروسية هجومًا على حقوقها


فى ٢٤ فبراير ٢٠٢٢، بدا أن وسائل الإعلام لدينا تكتشف عودة الحرب فى أوروبا، مما يحجب حقيقة أن إقليم دونباس كان يعانى بالفعل من تلك الحرب طوال ثمانى سنوات. لكننا هنا نعود إلى هذا الاكتشاف المثير الذى يوضح ويعترف بأن الحرب قد بدأت بالفعل فى عام ٢٠١٤، وفى الحقيقة فإن التصويت الذى أجرى على قانون تم تبنيه فى برلمان أوكرانيا من قبل ٢٣٢ ناخبًا من أصل ٣٣٤، والذى ألغى اللغة الروسية كلغة رسمية ثانية هو الذى أشعل الوضع؛ حيث اعتبرت المناطق الناطقة بالروسية المعنية، هذا التصويت أنه هجوم على حقوقها، لكن أوكرانيا استمرت فى تقديم نفسها على أنها «ديمقراطية» فيما قدمت روسيا كدكتاتورية دموية.
أما بالنسبة للدبلوماسية، فإن آخر هزاتها وتراجعاتها الكبيرة كانت هذا الاجتماع الذى تم بين الرئيسين بايدن وبوتين فى جنيف فى ١٦ يونيو ٢٠٢١ - بالكاد قبل أكثر من عام ونصف - اكتشفنا ما كان يحدث فى ذلك الاجتماع. وكان من المقرر أن تقوم الدول الضامنة لمعاهدتى مينسك الأولى والثانية، ألمانيا وفرنسا، فى ديسمبر ٢٠٢٢ - من خلال تصريحات أنجيلا ميركل أولًا، ثم فرانسوا هولاند - بالاعتراف بأنهم أرادوا ببساطة كسب الوقت لتنصل أوكرانيا من المعاهدتين بهدف تقوية وتعزيز جيشها. حقيقة هذا البلد، أنه بلد غير دموى ويعانى من التمزق ويدعى الغرب الآن أنه يساعده بينما طيلة ثمانى سنوات، خدعت دبلوماسية الغرب المزعومة، الناس وعملت من أجل تدمير هائل بأبشع طريقة ممكنة.
 


وعندما يتم التطرق لهذا الموضوع ويتم تبادل وجهات النظر فيها يتبادر سؤال إلى الأذهان؛ هل هم ذاهبون للحرب أم لم يحن الوقت بعد؟!.. أصبح من المستحيل تقريبًا إدارة الحوار دون التعرض للإهانة بين الطرفين. وسائل إعلامنا تضاعف التقارير والموائد المستديرة والأفلام الوثائقية التى تندد بـ"الرعب». فهل كل ذلك على سبيل الصدفة؟ فى بلد لم نعد نستطيع أن نعد فيه عدد المتخصصين الذين يعاونونه ويقدمون له الدعم، أعنى بالطبع روسيا أو «روسيا بوتين» كما نفضل أحيانًا تسميتها.
ومع ذلك، بدأ الكثير من الناس فى فتح أعينهم وقياس الدرجة العالية من الدعاية التى يتم الترويج لها فى النهاية. ولا يزال، بالطبع،هناك الجماهير العظيمة التى مازالت تحت تأثير الضجيج الرسمى. الأمر يعد مقنعا جدًا حيث يتم الاعتداء باستخدام تلك الدعاية بلا خجل مما يدفعك لإلقاء نظرة أخرى.. إن الأمر مقنع جدًا بأن أواصر الصداقة قد قطعت باسم هذه الدعاية.. هذا هو المكان الذى نحن فيه من حيث الثقة التى نضعها سواء فى «المعلومات» أو فى «الدبلوماسية».. فى الحقيقة لم نعد نفهم بعضنا البعض خاصة أن أفراد العائلات الممزقة بين بلدين كانا أخوين، أوكرانيا وروسيا، محكوم عليهما، ربما، بعدم التحدث مع بعضهما البعض، مرة أخرى أو الاجتماع مرة أخرى ذات يوم.

معلومات عن الكاتب:
هيلين ريتشارد فافر.. كاتبة فرنسية، درست اللغات والآداب الروسية والألمانية والفرنسية فى جامعة جنيف، قبل التخصص فى نظرية المعرفة وتاريخ اللغويات.. تنضم إلى الحوار، بهذا المقال ذى البعد الإنسانى العميق.
 لمطالعة موقع ديالوج.. عبر الرابط التالي:

https://www.ledialogue.fr/