الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

عقب وصول عدد القتلى إلى 500 شخص.. لماذا تستمر التظاهرات الإيرانية حتى الآن؟

تظاهرات إيران
تظاهرات إيران
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في ظل استمرار التظاهرات والاحتجاجات في المدن الإيرانية، الأمر الذي أدي إلى تصاعد أعداد القتلى بسبب المصادمات والمواجهات بين الأمن الإيراني، قوات الباسيج، عناصر الحرس الثوري، والمتظاهرين من جانب آخر، الذي بلغ عددهم حوالى 500 قتيل، وهو ما أدى إلى محاولة الإجابة على تساؤل: لماذا تستمر التظاهرات الإيرانية حتى الآن؟.

 

وتشير وسائل الإعلام العالمية والمنظمات الحقوقية المتابعة لسير الاحتجاجات في إيران، إلى أن استمرار تلك التظاهرات عززه التعامل الأمني الفج من قبل قوات الأمن الإيراني والباسيج ضد المتظاهرين، حتى لجأت قوات الأمن إلى ممارسة التعذيب النفسي ضد من يتم اعتقالهم من الشباب، على أن يتم الإفراج عنهم مرة أخرى، وبعدها يتم اكتشاف انتحار هؤلاء الشباب المفرج عنهم بعد ساعات.

 

وكان أبرز هؤلاء الشباب عرشيا إمامقلي زاده، الذي انتحر من أعلى منزله بعد أن تم الإفراج عنه بيومين نتيجة شدة التعذيب النفسي، بالإضافة إلى الشاب محمد رضا بناهي، الذي انتحر عقب وفاة شقيقته نتيجة التعذيب في السجون الإيرانية بعد اعتقالها على إثر مشاركتها في التظاهرات التي تندد بسياسات النظام الإيراني.

 

يأتي ذلك في ظل محاولات من النظام للجلوس مع بعض الشخصيات المحسوبة على التيار الإصلاحي من أجل بث بعض الرسائل التي من شأنها أن تهدئ الرأي العام في إيران، في ظل استمرار حدة تلك التظاهرات التي ترفض التوقف، على الرغم من إعلان النظام الإيراني حل شرطة الأخلاق عقب واقعة وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، والذي تسبب وفاتها في احتجاجات وتظاهرات عارمة تنادي بإسقاط النظام في إيران.

 

كما لجأت السلطات الإيرانية إلى قطع خدمات الإنترنت والاتصالات عن عدد من المدن، أبرزها المدن الحدودية التي تكثر فيها التظاهرات التي تطالب بإسقاط النظام، فضلًا عن لجوء المتظاهرين إلى حرق مقار الباسيج وصور المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وقاسم سليماني.

 

كما عزز من رغبة المتظاهرين في استمرار تلك التظاهرات الأوضاع الاقتصادية الحادة التي يعاني منها الشعب الإيراني بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران في أعقاب انسحاب واشنطن من خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة بـ"الاتفاق النووي"، فضلًا عن تردي الأوضاع الاقتصادية وانهيار قيمة العملة المحلية الإيرانية، وهو الدافع الأبرز في استمرار حدة تلك التظاهرات التي تنادي بإسقاط النظام الذي فشل في عقد صفقة مع الجانب الأمريكي بعد استمرار المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي لأكثر من عام.