الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

بلومبرج: ماكرون يغازل الجزائر.. لكن صفقة الغاز بعيدة المنال

ماكرون فى الجزائر
ماكرون فى الجزائر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يحاول الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إيجاد حل سريع لأزمة الطاقة التى من المقرر أن تعانى بلاده ويلاتها مع حلول شتاء ٢٠٢٣، حيث أعاد توجيه بوصلته نحو الجزائر، تلك المستعمرة الفرنسية السابقة، والتى تعد واحدة من أكبر منتجى الغاز فى العالم، لكن من المحتمل أن تخيب آمال الرئيس الفرنسى بشأن البحث إمدادات بديلة من الغاز الطبيعى المسال.
وفى تقرير أعدته صحيفة بلومبرج الأمريكية، قالت فيه إنه على الرغم من أن ماكرون سيرافق فى رحلته إلى الجزائر كاثرين ماكجريجور، الرئيس التنفيذى لشركة إنجى سا – شركة كهرباء متعددة الجنسيات-، فإن الرحلة ليست حول استبدال واردات الغاز الروسية فحسب ولكنها ستكون حول إصلاح العلاقات بين البلدين، وفقا لمسئولين فرنسيين مقربين من الرئيس، وعلاوة على ذلك، فمن غير المحتمل أن يكون لدى الجزائر فائض من الغاز تقدمه لباريس.
وتعرضت أسواق الطاقة لاضطرابات منذ أن بدأت روسيا فى الضغط على إمدادات الغاز إلى أوروبا، مما دفع المستشار الألمانى أولاف شولز، إلى اتهام موسكو باستخدام الطاقة كسلاح للرد على عقوبات الاتحاد الأوروبي، ودفعت المخاوف بشأن انهيار اقتصاد عملة اليورو بعد أن انخفض إلى مستوى قياسى مقابل الدولار هذا الأسبوع، وبدا معدل التضخم هو الأسرع منذ سنوات. وحذر ماكرون من صعوبات محتملة فى الأشهر المقبلة وطلب من الفرنسيين "قبول دفع ثمن حريتهم وقيمتهم" فى خطاب ألقاه الأسبوع الماضى لإحياء ذكرى تحرير بلدة فى جنوب فرنسا فى الحرب العالمية الثانية. وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران للصحفيين الأربعاء إن أزمة الطاقة "ستكون جزءا من الموضوعات المطروحة على الطاولة بالطبع" خلال مناقشات ماكرون مع الجزائر.
وزار رئيس الوزراء الإيطالى ماريو دراجى الجزائر مرتين منذ أن بدء العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا قبل ستة أشهر، وأعلن فى يوليو أن شركة الطاقة الجزائرية الحكومية "مجموعة سوناطراك"، ستزود إيطاليا بمبلغ إضافى قدره ٤ مليارات متر مكعب من الغاز خلال فترة غير محددة.
وقدمت الجزائر لإيطاليا ١٣.٩ مليار متر مكعب من الغاز منذ بداية عام ٢٠٢٢، بزيادة ١١٣٪ عما كان مخصصا فى البداية لروما، وفقا لبيان صادر عن سوناطراك.
وتقوم إيطاليا، التى ترتبط بالجزائر عن طريق خط الأنابيب، بعمل أفضل من العديد من نظرائها الأوروبيين فى تقليل اعتمادها على روسيا بعد الغزو الروسي. خفضت البلاد اعتمادها على الغاز الروسى إلى ٢٥ ٪ من حوالى ٤٠ ٪ فى بداية عام ٢٠٢٢.
والجزائر هى بالفعل أكبر مورد للغاز إلى أوروبا بعد روسيا والنرويج بما فى ذلك فرنسا، وقد اكتشفت خزانات جديدة جذبت اهتماما متزايدا. وبدلا من التوصل إلى التزامات جديدة لإمدادات الطاقة، يرى بعض الخبراء أن ماكرون سيحاول إعادة ضبط العلاقات بعد سنوات من التوترات مع الجزائر. واتجهت الدولة الشمال أفريقية بشكل متزايد إلى تركيا والصين وروسيا لإبرام صفقات تجارية وإلى إيطاليا لإبرام اتفاقات فى مجال الطاقة.
وترى "بلومبرج" أنه حتى إذا تمكن ماكرون من إجراء تعديلات خلال زيارته، فإن شركة الطاقة التى تديرها الدولة الجزائرية، والتى تفتقر إلى الاستثمار، تقول إنها لا تملك القدرة على تقديم المزيد لفرنسا على المدى القصير.
وأخيرا دعم على بك نصري، رئيس الرابطة الوطنية للمصدرين الجزائريين، موقف ماكرون، وقال "على فرنسا أن تبدأ فى رؤية الجزائر كشريك".