الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

زكي طليمات وقصة تأسيس أول جمعية للحمير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يوما ما من عام 1930 تأسست جمعية الحمير، وواجهت الجمعية منذ تأسيسها مشكلة عدم اعتراف الحكومة بها بسبب اسمها، الذي اعتبرته "غير لائق ولا يوافق التقاليد".

الجمعية كان عندها 3 أعياد وفقا لموقع "حواديت إسكندرية":

عيد الضرب: ويضربوا أنفسهم في يوم من الأيام لكي يشعروا بألم الحمار.

عيد النهيق: وهو يوم يجتمعون فيه وينهقون كنهيق الحمار.

عيد البردعة.

وتوثق مجلة "ذاكرة مصر المعاصرة" السياق العام لتأسيس جمعية "الحمير المصرية" على يد المسرحي الرائد زكي طليمات حين أنشأ عام 1930 معهد الفنون المسرحية بهدف تمصير فن المسرح ولكن ضغوط الاحتلال البريطاني أغلقته فرد على ذلك بتأسيس هذه الجمعية بمشاركة مثقفين بارزين.

وتضيف المجلة، الفصلية والصادرة عن مكتبة الإسكندرية، أن 

الجمعية ضمت أدباء وفنانين وبفضل جهود أعضاء الجمعية أعيد فتح المعهد وواصل طليمات جهوده في تطوير فن التمثيل والتي شملت عدة دول عربية حيث تولى إدارة المسرح القومي المصري في الأربعينيات كما أشرف على فرقة البلدية في تونس في الخمسينيات وأشرف على فرقة المسرح العربي بالكويت في مطلع الستينيات.

وكادت الجمعية أن تغلق عام 1986 عند وفاة آخر أعضائها المؤسسين وهو السيناريست والمخرج والممثل السيد بدير (1915-1986) ولكن جهود وزير الصحة المصري الأسبق محمود محفوظ أسهمت في استمرارها.

قدمت الجمعية خدمات مختلفة منها محو الأمية وتشجير الأحياء وإنشاء الحدائق واستصلاح الأراضي لتمليكها للشبان وتنظيم الرحلات الداخلية والخارجية ورعاية المرضى من خلال عيادات أطباء من أعضاء الجمعية كما كانت تقدم الأجهزة الطبية الحديثة هدايا للمستشفيات الحكومية.

ووفقا لمجلة "ذاكرة مصر المعاصرة"، إن الجمعية انضم لها أدباء وفنانون، من أبرزهم طه حسين وعباس العقاد، وتوفيق الحكيم وفي وقت لاحق فنان الكاريكاتير مصطفى حسين، محمود محفوظ  وزير الصحة الأسبق، المخرج الفنان سيد بدير، الفنان التشكيلي سيف وانلي، والكاتب الساخر أحمد رجب والفنانة نادية لطفى.

كما ضمت الجمعية 30 ألف عضو من المصريين.

ووفقا لقنون الجمعية يظل العضو 20 عاما دون أن يحصل على اللقب وهو (حامل البردعة) أي (حمار كبير)، ولم يحصل على هذا اللقب سوى 5 أعضاء هم زكي طليمات، وشكري راغب، والمرسي خفاجة، ووزير الصحة الأسبق محمود محفوظ، والفنانة الراحلة نادية لطفي.

وتتحدث عديد من المواقع الإخبارية والوثائقية عن أسباب اختيار الحمار رمزا لجمعيات عديدة فى بلدان مختلفة حتى أنه أصبح شعار أحد حزبين يتناوبان على حكم أمريكا.

بدأت قصة الحمار مع الحزب الديمقراطي الأمريكي عام 1828 عندما اختار المرشح الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة أندرو جاكسون شعار "لنترك الشعب يحكم"، وسخر منه منافسه الجمهوري كثيرًا آنذاك، مطلقًا عليه الاسم الحركي "Jackas" أو حمار، فما كان من جاكسون آنذاك إلا أن استخدم صورة الحيوان قوي الإرادة على ملصقات حملته الانتخابية.

ثم تحول الحمار بعد حين، إلى رمز سياسي للحزب الديمقراطي في عام 1870 عندما قام رسام الكاريكاتير الشهير توماس ناست في الرابع عشر من يناير بنفس العام، بنشر رسم كاريكاتيري في مجلة هاربر الأسبوعية، بعنوان "الحمار الحي يركل أسدًا ميتًا"، في إشارة إلى الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

كما افتتح "أنصار الحمار" نوادي خاصة لإعضائها من البشر، ففي أوروبا أقيم منذ عقود طويلة ناديا يحمل عنوان "نادي الحمير" رأسه الفرنسي "فرانسوا بيل" وكان النادي يتمتع أعضاؤه بمكانة اجتماعية مرموقة وللبعض وزنهم في الحياة السياسية والاقتصادية، ونظرا لمكانة هذا النادي وأهدافه الاجتماعية الترفيهية فقد افتتح له فروع في لبنان وسوريا.

وفي المدارس الهندية يعتبر الحمير أكثر إخلاصًا من الزوجات وهذا ما أثار حفيظة المثقفين والسياسيين والنساء الهنود وقد افتتح في العديد من الولايات الهندية فروع لنادي الحمير ولاقت هذه الفروع ترحيبًا كبيرًا في الأوساط الشعبية وصار للحمار مكانة مرموقة وبدا الاهتمام به بشكل لافت بعد أن عممت فوائده، كما تمكن أحد الأكراد مؤخرا من الحصول على موافقة لتأسيس (حزب الحمير الكردستاني) ويسعى هذا النادي إلى جمع أكبر عدد من الأعضاء بهدف التثقيف والترفيه والاطلاع على ثقافة الحمير ونشرها في المجتمعات لتكون ملامح مفيدة لجوانب الحياة الاجتماعية بعد أن أصبح العالم تحكمه خنفشارية الحضارة المزيفة.

المفارقات العجيبة بالنسبة لنوادي الحمير تأخذ أبعادًا محيرة وحميرية لكنها على ما يبدو في النهاية تشكل إيماءة جميلة لصورة الحمار، وحسب بعض بنود النظام الداخلي للنادي وعلى العضو في النادي أن يلتزم مواثيق الشرف الإنسانية ويكون نواة وبذرة صالحة في دعم الإنتاج والبناء لوطنه.

ومن حواديت الماضى، يحكى  أنه كان فى قديم الزمان فى أحد الممالك الصغيرة.. ملك يعشق الصيد فى الغابات وكان لهذا الملك وزير مختص بحالة الطقس.. فإذا ما أراد الملك أن يخرج للصيد أمر الوزير أن ينظر فى أمر الطقس.. فيذهب الوزير ويضرب الرمل والودع ويقرأ مسارات النجوم ثم يعود للملك فيخبره إذا كان الطقس مناسبا للخروج أو غير ذلك.

حتى جاء يوم أراد الملك أن يخرج للصيد وقرر أن يصحب معه الأميرة والملكة حتى يشاهدا براعته فى الصيد.. وأمر الوزير أن يخبره عن حال الطقس.. فقال الوزير الطقس رائع ومناسب جدا يا مولاى.

فخرج الملك فى موكبه بصحبة الأميرة والملكة وما أن أوغلوا فى قلب الغابة حتى انقلب الجو فجأة.. رياح وأعاصير وسحب وأمطار وأتربة.. وجزع موكب الملك وسقطت الأميرة والملكة فى الطين والوحل.. وغضب الملك غضبا شديدا ونقم على وزير الطقس أيما نقمة.

وبينما هم عائدون إذ رأى على أطراف الغابة كوخا لأحد الحطابين يخرج منه الدخان.. فطرق الباب فخرج إليه الحطاب فسأله الملك، لماذا لم تخرج لجمع الحطب؟

فأجاب الحطاب كنت أعرف أن الطقس سيكون اليوم سيئا فلم أخرج.. فاندهش الملك وقال وكيف عرفت ذلك؟ فقال الحطاب عرفت من حمارى هذا!!

فقال الملك: كيف ذلك؟

قال الحطاب: عندما أصبح أنظر إلى حماري هذا.. فإن وجدت أذناه واقفتان عرفت أن الجو سيئ.. 

وإن وجدت أذناه نازلتان عرفت أن الجو مناسب.

فنظر الملك إلى وزيره وقال له أنت مفصول.. وأمر بصرف راتب شهرى للحطاب وأخذ منه حماره.

وأصدر الملك مرسوما ملكيا بتعيين الحمار وزيرا للطقس.. ومنذ ذلك الحين صارت الحمير تتولى المناصب الرفيعة.